وجع الانتظار

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7704 - 2023 / 8 / 15 - 10:16
المحور: الادب والفن
    

ايتها المدينة الغريبة عنا لقد استودعنا فيك اغلى ما عندنا .. اياك ان يصيبك الغرور كونك مدينة شاهقة المعالم . فلدينا نخلة باسقة معطاءة تفوقك شموخا وكبرياء .. هي ملكتنا في حضرتك ماعليك سوى استقبالها على السجاد الاحمر تكريما واحتفاءا بها . اليوم في حضرتك جاءت لتسجل زيارة تاريخية في سجلك المدني في متاحفك ومهرجاناتك وموسيقاك .ولتضيف شيئا من التاريخ الزاهر الى تاريخك العتيد . انها الوافدة التي اعتادت زيارك كلما الزمتها الظروف .. ايتها المدينة الغريبة عنا امنحيها نور عيناك وقدمي لها البلسم الشافي .كي ترجع الينا بصحة وعافية . ونسعد بلقائها .. فمهما تكوني ايتها المدينة سوى انت دار الغربة الموحشة، والمنفى الكئيب، والمهجر البعيد عن الوطن. من خلال الضباب والمطر، ... ألمح عينيكِ تشعان بلا انتهاء .. شعاعَ ... كوكب يغيب ساعةَ السحر. .وتقطران الدمع في سكونْ .. كأن أهدابهما غصون.." هكذا نطق السياب في بلاد الغربة وكأنه يحاكي ما انا فيه .. اي مدينة انت .. المدينة التي ترزخ تحت ثقل أطنان الحديد والأسفلت، وتخنق الشمس بالسحاب والضباب .. والمطر .. جمال زائف وعطر زئبقي لايدوم وليالي متوهجة بالوان مشعة خادعة لتضفي على كيانها سمة الفخامة والجبروت ولكن بنت الفرات تلك لاتنبهر بتلك المظاهر وتعرف حقائق الاشياء . فمدننا رغم شحوبها المدني والثقافي الا انها غنية بعاطفتها وحنينها على ابناء جلدتها . حتى شمسنا الحارقة واللاهبة في الصيف تمنح الحياة .. كيف .. ؟!!! لانعرف .. هكذا هي .. ايتها النخلة الباسقة لاتحييك سوى ارضك فكل الترب غير صالحة لنخيل العراق وهذه حقيقة جغرافية وكيميائية . فكل من شرب من ماء الفرات يقتله الحنين ويظل عطشان يقتله ظمأ الحنين .. ننتظر عودتك يانخلتي لكي تزهري وتغدو ارضك خضراء يستظل بك بقية الاشجار هكذا انت وهكذا هي عائلتك تنتظرك لكي تحيا من جديد وتسيل في عروقها الدماء ..إن يكتب الله ليَ العودَ الى العراق .. فسوفَ ألثم الثرى، أعانق الشجرْ .. هكذا سوف تقولين .. نحن بالانتظار .. وعسى الا يطول الانتظار .

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات