رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 7702 - 2023 / 8 / 13 - 07:53
المحور:
الادب والفن
"عمر الخيام ابنه أنا
نرمي النرد كحادثة أخرى
سعداء بكون من أقفال و من عدمِ
شربنا كأس الزمان و تركنا الأمكنة
يا دهر هل بالذي تأتيه تعترفُ
ألم تزْلْ بزوايا الظلم تعتكفُ"
اللافت في الومضة أن المكان قدم بصورة سوداء: "أقفال، تركنا الأمكنة، بزوايا، الظلم نعتكف" وبما أن الحديث متعلق بمكان عام، لم يحدده الشاعر، فهذا مؤشر إلى فقدانه/ابتعاده عن مكانه، من هنا لا نجد أي شجرة أو تفاصيل تتحدث عنه، لكنه يتعامل مع الزمن بطريقة أخرى، فهو مهتم به ويتعاطى معه (بموضوعية) من هنا نجد الألفاظ المتعلقة بالزمن أقل حدية، فهو ينسب نفسه لشخصية تاريخية "عمر الخيام" وهذا يأخذنا إلى اهتمامه بالعلاقات الإنسانية التي يريد بها (تعويض) فقدانه للمكان، فجاء انتماءه للعمر الخيام (كبديل)، ونجد ألفاظ أخرى متعلقة بالزمن: "كحادثة، الزمن، يا دهر، تزل" فهو يتعاطى مع الزمن بصورة جيدة/مقبولة، ويتكيف معه، على النقيض من تعاطيه مع المكان الذي جاء غائب الهوية وبصورة سوداء.
الومضة منشورة على صفحة الشاعر
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟