أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فلورنس غزلان - في كل الحروب.......المرأة ........هي من يدفع الثمن














المزيد.....

في كل الحروب.......المرأة ........هي من يدفع الثمن


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1727 - 2006 / 11 / 7 - 10:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رأيتها تتجندل..وتبعتها ..أخرى، هربت صديقاتها في كل اتجاه ..تحمي إحداهن رأسها بيديها، معتقدة أن يدها المسالمة ستدفع عنها رصاصة قناص يترصدها بحقد تاريخي، حملت قناعتها معتقدة أن العدو يحترم الأنوثة، أو يقدر فيها أمومتها، لأن له أما مثلها، لكنها نسيت للحظة، أنه أقام بيته على أنقاض بيتها، وأن رحيلها وموتها يعني وجوده وبقاءه، نسيت أنها بالنسبة له أما تمنح الحياة لمن يحمل موته كقيمة منذ يدب على أرض سموها فلسطين..سموها أرض ميعادهم ، وهاهي تصبح أرضا للموت..
في بيت حانون اليوم، كما في جنين ونابلس البارحة..دمار ويأس وتعاسة ، دماء تراق دون حساب..لأنها أرخص من الماء ، الذي يضخه أولمرت بالقطارة..كان المشهد مريعا، وعودتنا هذه الفلسطين على مفاجآت من نوع نادر، عودتنا على موت سينمائي بجدارة هوليودية، لأن القتلة على ما يبدو يحسبون أن سعفة ذهبية بانتظارهم بعد أن ينجزوا مهمة القتل، وكلما أوغلوا في دماء الفلسطينيين، كلما حازوا على مكافآت المخرجين والمعدين لسيناريو الذبح الفلسطيني.. وأعتقد أن المواطن الفرد في هذه البقعة ـــ التي من المفترض أن تكون أرضاً للسلام والمحبة ـــ واقعاً بين فكي أيديولوجيا مختلفة، تعتبره مجرد أضحية كإسماعيل بن ابراهيم، قربانا لإرضاء رجال السياسة وتنفيذ مآربهم ليتقدموا خطوة في مكاسبهم وينتزعوا موقفا من هذا الجانب أو ذاك.
الفلسطيني الفرد، ضحية صراع سياسي بين أقطاب متنافرة لا تملك سلطة على أرض الواقع، فرؤوس الحكومة معتقلة في سجون المحتل، والصراع مع هذا قائم بفعل السلاح وإشهاره بوجه من يختلف معه، حماس تسعى لتحقيق مكاسب على حساب فتح، وعباس بفتحه يحاول أن يقصي الحكومة ويستبدلها ، لكن أحدا لا يصغي لضعفه وقلة حيلته، وأولمرت وحده السيد والمتصيد ..
حماس ترسل بالشباب للموت، لأنها تمنحهم بركاتها الإيمانية وتعدهم بحياة أفضل عند الله!!..وهي تعلم يقينا أن الموت والحياة سيان عنده، فأي قيمة ستجعله يتشبث بوجوده وأي متعة يعيشها كشاب محصور في أكثر بقاع الأرض كثافة وأكثرها فقرا وعوزا، ماذا عرف من جمال الحياة في ظل احتلال وبؤس وانعدام حرية وكرامة ووجود دون هوية، وحكومة حلم بها كمنقذة وانتخبها لتبعث بقلبه أملاً من نوع مختلف ..افتقده أعواماً طويلة، وهاهو يجدها عاجزة أمام المسؤولية، لكنها تقنعه بأن المسؤول هو العدو فقط ، وكي تكسب السلطة التي اختارها عليه أن يذهب للموت، وماذا يعني موته؟!، وفتح سبقتها بهذه الأولوية والأيديولوجية، لكنها اكتشفت فداحة الثمن وأدركت أن الموت وسياسة الموت كطريق أفضل من الحياة لن تمكنها من النصر على القوة الإسرائيلية فعدلت من موقفها واستراتيجيتها، لكنها بممارستها الخرقاء خسرت مسانديها...
سياسييكم يعلمون جيدا..أنكم أسفل الهرم الاجتماعي..أي بكم تتم المساومة ومن خلال دماءكم يقامرون، لهذا يُجّملون لكم الموت، لأنهم غير قادرين على صناعة شيئ من جمال الحياة أمامكم..صار الموت عندكم هدفاً!! والذهاب إليه هربا من خذلانكم كمن يهرب إلى حلمه...لأن الواقع مزرٍ وفاشل ومحبط..أمهاتكم يقطفن ثمار الموت، بل يساهمن بفعل ثقافته المزروعة ترغيباً وترهيباً..بدفعنكم نحوه، رغم أنهن ثكالى...فيكم كأبناء وأحفاد وأزواج...وضحية بأجسادهن، التي تستخدمونها كذريعة لحفظ شرفكم ، وبنفس الوقت كدريئة ودرع لحماية ضعفكم وقهركم...ستظلي يا امرأة عربية مسلمة ...تقطن الشرق.. قربانا.. ومع هذا تعتقدين بفعل الموروث، أن تاريخنا سيخلدك كعظيمة!!..لكنه تاريخ الذكورة ، وتاريخ العجز السياسي قصير النظر.. تذهبين إلى حتفك من أجل الوطن...نعم الوطن يستحق ذهابك، لو أن فيه نتيجة أو ثمن..الوطن يستحق دماءك...لو أن المعركة متكافئة نوعا ما...لكنك العين وأمامك المخرز..فهل سيواجه جسدك حصار الدبابات وقصف الأباشي والإف 16 ؟..هل سيواجه إيمانك بالموت...هذا القاتل مدعوما بكل قوانين الأرض وقوته؟ في وقت يوعز فيه أولمرت
للجندي الإسرائيلي ، أن موتك وابنك وحفيدك وزوجك الفلسطيني هو ثمن لحياته واستمراره، وعليه أن يحافظ على بقائه بقتلك والاستيلاء على بقعة الأرض التي تمنحك الأمل وتضخ في رئتيك الهواء...يحبب له الحياة ويؤمن له طرق وأساليب القتل والنجاة.
لن تتخلصي من موتك المستمر، ولا من رائحة الموت من حولك، ولن يلمع ألق الحياة في عينيك، إن لم تقولي لابنك ، أن الحياة رغم الفقر غالية وجميلة، وأن الوطن غال وثمين هو الآخر، لكن موتنا لن يقضي على إسرائيل وإنما حكمتنا ووحدتنا...عقلانيتنا واستراتيجيتنا السياسية بعيدة النظر ، والتي تقرأ المرحلة بعين فاحصة ودقيقة تزن المواقع وتحسب الخسائر وتهتم بحياة الإنسان فينا وتعتبرها مقدسة.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطن السوري بين قبضة النظام، والسياسة الدولية في المنطقة
- العراق بين المحتل والوطني!
- بيني وبين الشيطان...بينه وبين الله
- هل تقرر الانتخابات الأمريكية سياسة المنطقة في شرقنا الأوسط؟
- نعيش دفئاً ونموت اشتعالا
- كيف يرى العرب والمسلمون قضية الاندماج في الغرب؟
- من يقف وراء إشعال الصراع بين حماس وفتح؟
- أسألك ........ لماذا؟
- متى تبدأ السعادة الزوجية ومتى تنتهي؟
- كيف نفهم لغة الحوار في بلاد العرب والإسلام؟!
- ليس لي...............وليس لكم
- صرخة في وادي النوم السوري من أجل معتقلي الرأي
- الطوفان يغرقنا ونحن لا نجيد العوم ولا استخدام المجداف
- - النصر الإلهي بدون طيور أبابيل
- أتعود الإنسانية إلى حروب الأديان وعصور الظلام؟
- نبز العالم أجمع بسلطات من نوع منقرض
- مثل شباط مافي على حكيه رباط- مثل شعبي سوري-
- الحادي عشر من سبتمبر زلزال من صنع البشر لا من الطبيعة
- ماهو دور الشباب في صناعة المستقبل؟
- عالم الأشباح والكوابيس السورية


المزيد.....




- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فلورنس غزلان - في كل الحروب.......المرأة ........هي من يدفع الثمن