أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - وعيد الفصائل الفلسطينية.. والجعجعة دون طحن














المزيد.....

وعيد الفصائل الفلسطينية.. والجعجعة دون طحن


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7697 - 2023 / 8 / 8 - 22:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما أن أُعلن عن اغتيال ثلاثة مقاومين في عرابة الأحد الماضي من قبل قوة خاصة من جيش الاحتلال الصهيوني، حتى باشرت بعض الفصائل قصفا إعلاميا ردا على عملية الاغتيال، وهي إحدى السنن الحميدة للمتحدثين الرسميين باسم الفصائل. في حين أن هذه العدوانية الصهيونية تمارس عمليات استهداف الشعب الفلسطيني بكل فئاته. وعلى مدار الساعة.
ومن ثم فإن قصر جرائم الاحتلال على الاغتيال وحسب هو عسر سياسي وفكري وخلط مفاهيمي إما عن جهل أو هي سياسية شعبوية تهمها اللحظة دون أن تفكر في الضرر المعنوي والنفسي والاجتماعي بعيد الأثر جراء حالة الإحباط وفقدان الثقة في تلك القوى باستثناء قطيعها الحزبي والمستفيدين منها، كون وجود الاحتلال في ذاته هو المشكلة الأساس وهذا الوجود هو التصعيد الذي يؤسس لكل جرائم الاحتلال التي تطال كل مظاهر الحياة في الضفة الفلسطينية.
لكن التجربة للأسف فيما يتعلق ببيانات الفصائل لمن يعمل العقل هي دعائية بامتياز ، وهي منفصلة عن الأفعال، خاصة تلك التي تأتي بعد اعتداءات صهيونية تستهدف الأشخاص أو الأماكن الفلسطينية، التي هي اعتداءات متواصلة على مدار الساعة، ونأمل ألا تكون البيانات التي أعقبت عملية عرَّابة مثل سابقاتها.
غير أن التجربة لا تزكي مثل هذا التمني، كون هذا القصف الإعلامي الذي لا مفعول له سوى إرضاء الذات لا يتعدى مفعوله لحظة إصداره، فهو وفق ما تخبرنا التجربة، هو نوع من إبراء الذمة، مثال ذلك، قول المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن "العدو الصهيوني يرتكب جريمة جديدة باغتياله لثلاثة من أبناء شعبنا الفلسطيني في جنين، في تصعيد لعدوانه وإرهابه المتواصل على شعبنا".
وأضاف: "الاحتلال لن يفلت من دفع ثمن جرائمه، فشعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة لن يمرروا عدوان الاحتلال دون تدفيعه الثمن".
والسؤال هل دفع الاحتلال الثمن عن جرائمه واحدة بواحدة ؟ وماذا عن الجرائم المتراكمة التي أعلنت الفصائل لمئات المرات أنها سترد عليها ولم تفعل ؟ ثم إذا كانت الفصائل قادرة على تدفيع الكيان الثمن فماذا تنتظر، أليس الاحتلال هو أصل العدوان ؟ ثم أليس الاحتلال في ذاته هو الجريمة والعدوان المستمر وكل جرائمه بعد ذلك هي نتائج هذا العدوان الأساس؟ أليس استباحة قطعان مستوطنيه عدوانا؟. أليست الاعتقالات عدوانا؟ ألا يندرج هدم البيوت وحرق واقتلاع المزروعات في سياق العدوان؟ أليس الحصار عدوانا يفوق استشهاد بعض المقاومين لأن ذلك العدوان يستهدف شعب بأكمله؟
وفي تقديري أن متحدثي الفصائل يصدحون بما لا يعرفون فمتحدث حماس يقول" لن يمرروا عدوان الاحتلال؟ فالسؤال أليس الاحتلال عدوانا يا متحدث حماس، وهل يمكن القول إن إذا كان هناك احتلالا دون عدوان يمكن التعامل معه، سواء بالتهدئة أو الهدنة وتبادل المصالح، وأن هناك احتلالا يمارس العدوان يمكن قصفه بصورايخ إعلامية بالغة الدقة.
ومع ذلك لا ينتهي خلط متحدث حماس في المفاهيم عبر الحشو اللغوي، وهو يتحدث عن استمرار الانتفاضة المجيدة والثورة العظيمة، فإذا كان صحيحا أن إرادة شعبنا لم تكسر منذ قرن من الهجمة الصهيونية على فلسطين ، فإن هذه الإرادة تحتاج قوى بمستوى هذه الإرادة، وقوى تعي ما تقول ولا تمارس هذا الخلط الضار في المفاهيم، ولا تعتبر إرادة هذا الشعب العظيم سلما تتسلقه لتحقيق مصالحها الذاتية، ذلك أن متحدث حماس يوصِّف ما يجري في الضفة بأنها انتفاضة مجيدة وثورة عظيمة؟ مع أن هناك فرقا بين الانتفاضة والثورة؟
وهنا نتساءل هل هناك انتفاضة حقا في الضفة تعرفها حماس فيما لا علم لنا بها، ثم أليست الانتفاضة هي "مقاومة شعبية مستمرة، ومواجهة حضارية شاملة، بكافة الوسائل المدنية أو العنيفة أو كلاهما معاً، فهل والحال هذه، هناك انتفاضة بهذه المواصفات كالانتفاضتين السابقتين في الضفة ؟ ـأم هو مجرد توصيف ليس له أساس وهو ضار بالمعنى الكفاحي، ثم إذا لم تكن هناك انتفاضة، فهل هناك ثورة كما يقول متحدث حماس، فهل هناك ثورة بمعنى وحدة العمل والبرنامج والقيادة والأهداف المحددة فيما الانقسام هو المظهر العام وكل له برنامجه وأجندته؟ ومع ذلك إذا جاز القول مجازا ارتباطا بإرث الثورة الفلسطينية التي لم تكن حماس جزءا منها نعم، لكن هل توجد ثورة بالمعني الكفاحي والسياسي والشعبي ممثلة في وحدة الأداة والقيادة والخطة واتجاه البوصلة ، فيما الانقسام سيد الموقف والفاعل الأساس في ذلك هي حماس، ولذلك لا يمكن القول إن هناك ثورة تجمع الكل الفلسطيني، وهذا هو ما نسميه الخلط الضار والمضلل في المفاهيم.
وهنا سأهمس في إذن متحدث حماس ومتحدثي الفصائل لا يمكن استغفال أو تضليل الشعب ، فهو يراقب ويتابع أقوالكم وينتظر أن تترجم إلى أفعال وإذا لم تكونوا قادرين على ذلك فلم تَعِدون بما لا تستطيعون فعلة ، ألم تتعلموا من وعيد يحيى السنوار مسؤول حماس في غزة، بقصف الكيان الصهيوني في أول رشقة حسب تعبيره بـ 1111 صاروخ، اذا ما اقتحم الصهاينة الأقصى وهو التهديد الذي بقي جعجعة دون طحن، ويمكن القول إن التوصيف الصحيح لذلك هو الكذب .. ونربأ بأي قوة فلسطينية أن تكون كذلك .



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع الحركة الصهيونية في فلسطين..نهاية الخرافة
- مشاكسات الاستجداء بالكذب..صهينة فلسطينية إسلامية!!
- مشاكسات... إسلام صهيوني.. قلق على التطبيع
- صدقية حماس .. بين أبو مرزوق والسنوار
- خطاب حماس والجهاد.. عندما تفارق الأقوال الأفعال
- الكيان الصهيوني.. مقولة التفكك.. كتظهير لأزمته البنيوية
- الاتفاق الثلاثي.. والتمهيد لتعدد الأقطاب
- لا ديمقراطية مع الاحتلال.. ونهاية مرحلة الوهم
- مع عودة جريمة التنسيق الأمني.. من تُمثل سلطة رام الله؟!!
- مشاكسات .. احتلال خمسة نجوم..! حلال علي..حرام عليهم..
- نتنياهو.. عندما يتبجح -اللص-!
- بوصلة كنس الاحتلال.. فلسطينية
- مشاكسات / إنسانية.. اليانكي! .. متى تستفيق؟
- مشاكسات.. العراق.. توطن الفساد / أشبعتهم إدانات.. !!
- زلزال تركيا يعري لا إنسانية قانون قيصر الأمريكي
- استشراف صهيوني لنهاية كيان الاحتلال في فلسطين
- السلطة الفلسطينية.. فقدان القدرة على الرؤية والقراءة
- وهم حل الدولتين .. والخيار البديل
- وجود الكيان الصهيوني المحتل.. هو العار
- مشاكسات / سلطة تساوي التنسيق..! ذروة التهافت


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - وعيد الفصائل الفلسطينية.. والجعجعة دون طحن