أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رولا حسينات - يوميات عابرة سبيل/ اليوم السادس














المزيد.....

يوميات عابرة سبيل/ اليوم السادس


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 7696 - 2023 / 8 / 7 - 10:52
المحور: الادب والفن
    


اليوم السادس: سفيرة في بلاد الواق واق

الاثنين السابع من شهر آب...الساعة الثامنة مساء...على مقعدي البني المبعوج من المنتصف أجلس أشاهد أحد المسلسلات الصينية: "نهر يجري خلاله"، كم البكاء الذي بكيته في الحلقة الخامسة قد يسبب لي جفافاً بالعينيين في أيامي المقبلة...قاطعه نغمة هاتفي الخلوي، وصورة صديقتي بتول مضيئة...
-أهلا بتول مساء الخير.
-كيف حالك هناء أرجو ألا أكون قد تسببت لك بالإزعاج...ولكن لما أزعجك ربما قطعت غفوتك...ههههه.
-ما الأمر؟
-لن تصدقي ما حدث معي خلال اليومين الماضيين.
-وما تراه حدث؟، هل قضيتي ليلة في بيت خالتك، أم خضعتي للإقامة الجبرية؟
-لا، الأمر مختلف هذه المرة...رغم أني أعترف أن تلك الأمور تضفي نكهة لحياتي...بعيداً عن الأسر بعالم فيه زوج يسألني إلى أين تذهبين ويخنق حريتي وأطفال يحتاجون إعداد رضعات الحليب.
-إذاً تقرين أن ما تفعلينه خارج عن الفطرة الإنسانية، مالك والشارع والسياسة يا فتاة...دعي الساسة يديرون حياتنا ونحن جالسون تحت المكيفات.
-لا لا لا أريد الجلوس والتفكير مثل امرأة عجوز...فعلياً مثلك بالضبط.
-من الآخر، لماذا تقلقين راحتي؟
-اسمعي، قبل يومين تواصل معي أحد رواد الحركة العمالية في شمال إفريقيا.
-كيف؟
-بلهاء، من خلال صفحتي على الفيسبوك فهي صفحة نارية مشهورة جداً، وكيف لك أن تعرفي وليس لديك فيسبوك يا مسكينة!
-وبعد ذلك يا ذكية.
-سألني أن أصبح قائدة للحركة النسوية هنا.
-هنا أين...في غرفة الجلوس خاصتك...هههه.
-لا، بالطبع في بلدي.
-وهل تحتاجين إلى أحد من خارج بلدك ليمنحك هذا الشرف، فأنت تسيدين وتميدين.
-فكرت في هذا ولكنه أخبرني بأن أقيم العديد من المؤتمرات النسويةحول حرية المرأة ومساواتها وأن أبدأ بذلك بالفعل.
-ومن أين لك كل هذا؟ وإن فعلتي ما يريد بصفتك ماذا؟ بصفة لقب منحك إياه غريب...فعلاً غبية مع مرتبة الشرف.
-وأنا قلت في نفسي ذلك أيضاً، رغم أني ناشطة ولكني لا أستطيع فعل ذلك فهي تحتاج إلى غطاء وصفة رسمية وإلى موافقات من الجهات الأمنية والعديد من الإجراءات المملة.
-إذن انتهى الموضوع، تصبحين على خير.
-لا انتظري..لم ينته الأمر إلى هنا...فقد طلبت منه معرفة مصادر التمويل التي سيمنحني إياها، وأخبرني بأن لا أسأل فالعديد من النساء حول العالم ممن وافقن على أن يقدن هذه المرحلة معه لم يسألن فلما أفعل أنا؟...بل وأن علي أن أثق به.
-تثقين به، أنت لا تعرفينه حتى تثقين به...إياك وأن توافقي...فهذه شبهة لا مخرج منها...وبصراحة لم يعد لدي المال لأزورك بعلبة حلاوة.
-لئيمة...ولكنك صادقة وهو ما أردت سماعه...رأيك.
-رأيي يا صديقتي أن تبلكي حسابه وإن أردتي فعل الخير بالباقين أرسلي صورة حسابه للمختصين في الجرائم الإلكترونية ونامي ليلك الطويل.
-لا قبل ذلك سأخبره بأني أرفض طلبه...وإن سألني لماذا، فسأجيب: أنا لا أبيع وطني لتجار الخراب أمثالك...
-أحسنت سأصفق لك الآن.
-صديقتي...شكراً لك، لقد ارتحت الآن وسأنام بالفعل ليلي الطويل.
بتول هذه صديقة غاية بالغرابة، رغم أنها قذرة اللسان ومجنونة غير أنها طيبة القلب...أتجاذب وإياها أطراف الحديث كلما عنَّ على بالي بأن أفقد الأمل في وجودي...بعد هذه المكالمة أحتاج إلى أشهر كي أتوقف عن الضحك فبتول تفكر بأن تصبح سفيرة في بلاد الواق واق...ههههه.



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم الخامس
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم الرابع
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم الثالث
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم الثاني
- يوميات عابرة سبيل
- محمد دراجي...شاعر النبلاء
- أحمد عتمان أيقونة الحياة
- أحمد دراجي... شاعر النبلاء
- ملامح ومؤشرات دالة على التحول والتوجه نحو التكامل في مركز ال ...
- أيقونة الحياة أحمد عثمان
- زيزف وزوربا
- ما هو الفكر؟؟؟
- أثر الثقافة العربية السائدة في تراجع دور المرأة العربية
- المرأة والعمل
- بحيرة القمر
- قطر علم التكامل والتناغم
- حكاية من حكايات جحا
- الفرار إلى النهاية
- قراءة في كتاب الحب وجود والوجود معرفة للكاتب ريبر هبون بقلم ...
- الإصلاح الإداري ج2


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رولا حسينات - يوميات عابرة سبيل/ اليوم السادس