أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عطا الرضيع - مولات وعرض بضائع فاسدة














المزيد.....

مولات وعرض بضائع فاسدة


حسن عطا الرضيع
باحث في الشأن الاقتصادي وكاتب محتوى نقدي ساخر

(Hasan Atta Al Radee)


الحوار المتمدن-العدد: 7695 - 2023 / 8 / 6 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقعةً من الأرض، يقطنها قرابة مليوني وربع المليون إنسان، رغم بحثهم المستمر والمتواصل عن بضائع جيدة صالحة للاستعمال؛ خُيبت آمالهم طيلة 17 سنة من تجارة الوهم وبيع المنتجات وأغلبها غير صالح وغير آمن في آن واحد، بضاعة منها ما فسد كالملح هل يُصلحه الزمان، وبضاعةً أخرى انتهت صلاحيتها وأضحت غير فعالة، وأخرى في أيامها الأخيرة من صلاحية الاستعمال، نقترب رويداً رويداً لتصبح بضاعة مُنتهية الصلاحية، وبضاعة أخرى صالحة لكن في طريقها للفَسد بسبب ظروف البيئة والسلوك غير الرشيد للإنسان الذي لا يملئ عينه إلا التراب.
بُقعة من الأرض، كانت كريمة وتجود بما تستطيع لأهلها الذين لم يُهن كرامتهم وينتقص منها سوى هذه البضاعة الفاسدة، ورغم أنها فاسدة إلا أنها وبحكم السلطة والسيطرة تستطيع بسهولة الحصول على كافة التدابير والتراخيص التي يجعلها بضاعة من أفضل ما يكون، بضاعة حاصلة على علامة الجودة العالمية مثل الأيزو، فليس كل بضاعة حصلت على شهادات الجودة بأنها الأفضل، فالكثير يعرف أن هناك مؤسسات إنسانية وجامعات تتخذ من شهادات الجودة وسيلة للنهب واستلاب الثروات وسرقة الأموال وبشكل قانوني بحت وخصوصاً في مناطق النزاعات حيث لا يعمل القضاء بالشكل المطلوب.
هذه البقعة من الأرض يِكسوها الظُلم والجوع ومزيداً من الأمل حذاء الكثير من الفساد، فالأسباب التي أدت لذلك كثيرة، فالسبب الأهم والأبرز هي التنافس غير المشروع وغير الشريف بين التجار الذين نادراً إن لم يكن أن يُرضوا الرب، هناك مولين تجاريين كبيرين، كُبر حجمهم ليس بذكائهم أو بما يمتلكونه من حِكمة وصوابية قرار وإنما بِحكم استغلال الحاجة والتطفل والعمل في بيئة من التناقضات واستغلالها بشكل أمثل، فالصدفة أحياناً تلعب دوراً مهماً.
في تلك البقعة البائسة يبلغ عدد المولات أثنين فقط، رغم أنك ترى بعينك وتسمع بإذنك أن العدد يقترب من 15 مولاً بأحجام مختلفة ( بسطة ثابتة، بقالة صغيرة، ميني ماركت ، سوبر ماركت ، مول ، مُجمع تجاري ضخم(.
الحقيقة ومدعومة بالتجربة تقول أن العدد أثنان فقط، ولكل مول منها يتفرع عدد من الأقسام، هناك قسماً لبيع المواد الغذائية، وقسماً آخر للمجمدات واللحوم الطازجة، وآخر لبيع الخضار والفاكهة، وآخر لمواد التنظيف، وأخر لمستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، وكذلك قسماً للألعاب الأطفال والهدايا، وقسماً للكمبيوتر ومستلزمات الاتصال، وقسماً للأجهزة الكهربائية وأخر للأدوات المنزلية وغيرها من الأقسام.
في هذه الحالة فإن المشكلة الأساسية في تزامن تواجد الظلم والجوع مع مزيداً من الأمل حذاء الكثير من الفساد يرجع إلى أن الشركاء في الأزمة هم أثنان وبلغة السياسيين طرفي انقسام، طرفي أزمة ، طرفي مأساة .
لنفترض أن المول الأول هو حزب سياسي رمزه (x) والأقسام أعلاه هي تلك التي يسيطر عليها وتعمل تحت إدارته وتوجيهاته رغماً عنه فمن يعمل في تلك الأقسام يعمل براتب ولا يمتلك حُر قراره، وبالتالي فكل حزب صغير يُمثل قسماً من أقسام المول التجاري الضخم وبلغة أخرى الحزب السياسي الكبير، الكبير تأثيراً ونفوذاً.
أما المول الثاني فهو حزب سياسي رمزه (z) يضم بين ذراعيه عدد من التشكيلات والأحزاب الصغيرة يمثل كل واحد منها قسماً في المول , وبالتالي كل واحد يعمل في نشاط محدد لكنه لا يخرج عن إدارة المول، يمكن أن يختص في تجارة ما لكن في سياق إدارة المول نفسه، فالأسعار وكميات البضاعة جميعها تخضع للرقابة وأعلى كل قسم هناك كاميرات مراقبة يشاهدها بالعين إدارة المول.
عدد المولات الاستهلاكية مولان، أما عدد أقسام هذان المولان هم: 15 قسماً قابل للزيادة وفقاً للحاجة، لكل قسم تجارة رائجة تعتمد في نموها وتوسعها على العرض والطلب، فأثناء الأزمة وعلى غير العادة ينشط السوق، وأثناء حالة الرواج أيضاً تنشط بعض الفعاليات في السوق، لكن هناك أنشطة تضمحل ولا قيمة لها ، تتضرر من الرواج وتعمل جاهدة لأن يكون الركود سيد الموقف.
هناك تنافس بين مولي x و z وهناك من يكسب من هذا التنافس ولا يرغب بإنشاء مولات أخرى مستقلة، لكن يبقى الخاسر الأكبر المستهلكون فهم لا ناقة لهم ولا جمل من هذا التنافس الذي لا يستند لأساس من العقل، فاتفاق أصحاب المولان يعني استمرار في سرقة المستهلكين ومحاولة للمضاربة بين المولان يعني إمكانية الإضرار بمصالح البعض.
وختاماً فإن وراء كل أزمة تنافس غير شريف.



#حسن_عطا_الرضيع (هاشتاغ)       Hasan_Atta_Al_Radee#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع حاوية قمامة
- المصالحة الفلسطينية لا تحتاج لكل هذه الاجتماعات
- المسؤول مقاسات
- دراسة : دور الإقطاعية الفلسطينية – العربية في تعزيز النفوذ ا ...
- حوار مع الفيل سيلان.
- الذهب الأبيض (العاج) تجارةً التفاخر وقتل الأفيال
- إلعنوهم في ساعة صمت !
- مملكة قابيل وقبور هابيل
- الاستثمار في شركة سلوانا دايموند : الثراء بإسقاط المزيد من ا ...
- الأربعون دقيقة المجنونة.
- 109 معادلة البؤس في الضفة وغزة
- صَالح ولو قيدوك بألم
- الاقتصاد الدخيل؛ عندما يُهمش التأصيل الفكري للظواهر الاقتصاد ...
- الحصار على قطر قراءة في سياق تخصيص المنافع وتعميم الخسائر هل ...
- أموال الضرائب الفلسطينية - المقاصة- بين مطرقة إسرائيل وسندان ...
- خيارات الناخب : من سينتخب الفلسطيني
- في زحمة التناقضات؛ الفلسطيني من سينتخب !
- إرهاب شمعة
- تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد في قطاع غزة
- دور البيانات في عصر الذكاء الاصطناعي


المزيد.....




- تحليل CNN.. خريطة تُظهر شكل التوغل الأوكراني في الأراضي الرو ...
- لكمه وضربه بكوعه على رأسه مرارًا.. فيديو يظهر اعتداء ضابط عل ...
- بعد الفضيحة.. ألمانيا تسحب تكريم ذكرى الضباط السابقين في -ال ...
- بولندا: القبض على شخص خطط لتنفيذ أعمال تخريبية
- وزير إسرائيلي: نتنياهو كان يعلم بما سأقوم به (صورة)
- هوكشتين يعتبر أنه بإمكان إسرائيل و-حزب الله- تجنب الحرب
- محادثات في سويسرا بشأن وقف إطلاق النار في السودان
- أولمبياد باريس 2024..حدث رياضي تاريخي ببصمة عربية
- تركيا تعتزم إدخال نظام بصمات الأصابع للأجانب على الحدود
- مصر.. عملية نادرة لفصل توأم ملتصق بطريقة غريبة


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عطا الرضيع - مولات وعرض بضائع فاسدة