أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عضيد جواد الخميسي - اليهودية المبكرة من منظور تاريخي















المزيد.....


اليهودية المبكرة من منظور تاريخي


عضيد جواد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7694 - 2023 / 8 / 5 - 00:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


خلال الفترة اليهودية المبكرة (من القرن السادس قبل الميلاد إلى عام 70 ميلادي) ، بدأ الدين اليهودي في تطوير أفكاره التي تباعدت بشكل كبير قبل ذلك التاريخ ، وعلى وجه الخصوص التوجّه المهم نحو توحيد نصوصه وتعاليمه ، وتدوين تراثه لإظهار الهوية الدينية (أي الكتاب المقدّس العبري ) ، وتبنّي الأفكار الجديدة المتعلقة بعبادة الرّب يهوه .

التأثيرات الثقافية
مع ذروة القوة لمملكتي يهوذا وإسرائيل في القرن الثامن قبل الميلاد ، أصبحت مدينة أورشليم موقع المعبد الرئيسي للمملكتين ، ومركزاً دينياً لكلتيهما . وكان المفهوم العام في العالم القديم ؛ أن المعبد والمدينة في أمان دائم وتحت حماية الرّب المسرور بعباده ، وأن فكرة الاساءة اليهما كانت مستبعدة تماماً . بيد أنه في أوائل القرن السادس قبل الميلاد ، تم انتقاد هذه النظرة التقليدية عندما تعرّض هيكل سليمان إلى النهب مرتين من قبل جيوش الغزاة ، ومن ثمّ تدمير المدينة عام 586 قبل الميلاد على يد قادة الإمبراطورية البابلية الجديدة ؛ مما أدّى إلى التخلّي عن تلك المفاهيم وإجبار أهلها على إعادة النظر في أفكارهم الدينية وإعادة تصورها .

بعد الغزو الفارسي لمدينة بابل في أواخر القرن السادس قبل الميلاد ، سُمح لليهود المنفيين في بابل بالعودة إلى أوطانهم . وبالتالي تمكن الأثرياء اليهود المنتشرين في كل من بلدان الرافدين والنيل وفارس والذين يشار إليهم باسم (الشتات اليهودي) بالإضافة إلى يهود السامرة ؛ من إعادة بناء الهيكل الأورشليمي؛ ليبدأ بذلك عصر الإصلاح في تطوير الطابع اليهودي المتميز في إقليم يهود (Yehud) الفارسي . وبسبب الانتشار الجغرافي للمجتمعات اليهودية ، فإن ممارساتها الدينية في الطقوس والتقاليد لم تكن موَّحدة وغير منسجمة رغماً من عبادتها للرّب يهوه المُتفق عليه . بالإضافة إلى أن هناك العديد من الأفكار حول ما يسمّى بالعبادة الصحيحة ، لذا اعتبر بعض العلماء ان الدين العبري في تلك الفترة هو جزء من تاريخ اليهودية المبكرة .

خلال القرن الرابع قبل الميلاد شهدت اليهودية المبكرة تحوّلاً في بعض من عقيدتها جرّاء التبادل الثقافي مع العالمين الهلنستي والروماني ؛ كما نال اليهود في مملكة يهوذا استقلالاً سياسياً مستقراً ؛ إلاّ أنه لم يدم طويلاً . وخلال تلك الفترة ؛ كان هناك حدثين بارزين قد حصلا : أولهما ـ تطورات هامّة في بعض الطقوس والمراسيم الدينية. ثانيهما ـ تدمير الهيكل الأورشليمي للمرة الثانية عام 70 ميلادي ، وهو الهيكل الذي أعيد بناؤه في القرن السادس قبل الميلاد . ويرى معظم العلماء أن تلك الفترة كانت نهاية اليهودية المبكرة ، والفترة من العام 70 ميلادي فأعلى أُطلق عليها "اليهودية الحاخامية".

عقيدة التوحيد
تحدّى تدمير الهيكل عام 586 قبل الميلاد المفاهيم السائدة حول حرمة مدينة أورشليم . وبالتالي ، أعاد اليهود النظر في مسألة حكم الرّب يهوه خلال الفترة الفارسية (أواخر القرن السادس قبل الميلاد). وهذا ما شهد عليه الكتاب المقدّس في سفر إشعياء . حيث جزّأ علماء التاريخ سفر إشعياء إلى جزأين على أساس المحتوى واللغة : إشعياء الأول من الإصحاح 1 إلى الإصحاح 39 ، وإشعياء الثاني من الإصحاح 40 إلى الإصحاح 66 ، والجزء الثاني يعود تاريخه إلى الحقبة الفارسية.
في سفر إشعياء وعند الإصحاح 44 ؛ يتحدث المؤلف حول عبادة الآلهة الأخرى التي تتمحور عن إله غير يهوه ، وتحديداً عبادة الأصنام من السطر 9 الى السطر 20 : "الَّذِينَ يُصَوِّرُونَ صَنَمًا كُلُّهُمْ بَاطِلٌ، وَمُشْتَهَيَاتُهُمْ لاَ تَنْفَعُ، وَشُهُودُهُمْ هِيَ لاَ تُبْصِرُ وَلاَ تَعْرِفُ حَتَّى تَخْزَى."

في بلاد الرافدين كانت الآلهة تُعبد من خلال تماثيلها ؛ باعتبار ان التمثال هو مسكن الإله . وطالما أن التماثيل أصنام بلا حياة ، لذا وجد إشعياء أن الآلهة لم تكن موجودة حقيقة في التماثيل . وعليه ؛ يرى العديد من العلماء أن هذا هو بعض أقدم الأدلّة على مظاهر التوحيد عند اليهود . وقد تم تطوير هذه الفكرة بشكل أكبر في إشعياء الإصحاح 45 من السطر الاول الى السابع ، حيث يزعم الرّب يهوه أنه دعا على وجه التحديد (كورش) ملك الإمبراطورية الفارسية ، لغزو بابل كطريقة للحكم فيها . ويشير النّص إلى أن الرّب يهوه يستغل الملوك الأجانب في تنفيذ أحكامه ، والتي تتناسب مع الصورة الأوسع للاصحاحات (40-48) ؛حيث يُنظر إلى الرّب على أنه مؤلف التاريخ نفسه."هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ لِمَسِيحِهِ، لِكُورَشَ الَّذِي أَمْسَكْتُ بِيَمِينِهِ لأَدُوسَ أَمَامَهُ أُمَماً، وَأَحْقَاءَ مُلُوكٍ أَحُلُّ، لأَفْتَحَ أَمَامَهُ الْمِصْرَاعَيْنِ، وَالأَبْوَابُ لاَ تُغْلَقُ ." .

رغماً من ذلك ، فإن الكتاب المقدّس العبري لا يتناول جميع الأعراف والمواثيق اليهودية في مجمل نصوصه. حيث أن المجتمعات اليهودية في كل من بلاد الرافدين وبلاد النيل كانت قد سلكت طريقاً ربما اختلف نوعاً ما في العقيدة والإيمان عن باقي اليهود . حيث كانت الألواح المسمارية في بلاد الرافدين تُعرف عادةً باسم "ألواح موراشو"، وألواح " اليهودو" (حوالي 200 لوح طيني من القرنين السادس والخامس قبل الميلاد) ، والتي تعود الى المجتمعات اليهودية القاطنة في المناطق المحيطة بمدينة بابل . وهذه الألواح عبارة عن سجلات ومستندات قانونية ومالية تعود لتجّار مصحوبة أسماؤهم عادة مع لقب "يهو" (يهوه) . ومن الواضح أنهم كانوا من عبدة يهوه . إلاّ أنه من الصعب التحديد تماماً العقيدة الدينية لهؤلاء اليهود المنفيين والتي يُعتقد أنها قد تداخلت مع ايمان البابليين في آلهتهم .

لقد كُشف عن رسائل ووثائق تشير إلى عبادة يهوه ، والتي عُثر عليها في مستوطنة يهودية تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد تسمّى (إلفنتين) ، وهي جزيرة نوبية تقع في مصر . في هذه الوثائق توجد اشارة إلى أن بعض اليهود ربما عبدوا أيضاً ؛ الآلهة (أنات) و(آشيم) مع الرّب يهوه . وبالتالي ؛ فإن هؤلاء اليهود لم يتبعوا بالضرورة الميول التوحيدية للأدب التوراتي في الفترة الفارسية .
يضاف إلى ان هناك أنماط خاصة من الدين لدى العديد من القبائل اليهودية المنتشرة ، وأن أعرافها وتقاليدها الدينية لم تجد لها حيّزاً في الأساليب المعيارية للمعتقدات والممارسات الدينية الشاملة ؛ نظراً لأن الكتاب المقدّس العبري كان يعكس على الأرجح أيديولوجية المدوّنين الأثرياء . وبالتالي ، فإن تلك الفعّاليات القبلية لم يتم احتواؤها بشكل منصف في السجلات التاريخية .

هناك تحوّل رئيسي واحد في الأفكار التي ساعدت في أن يصبح التوحيد أكثر المفاهيم ايماناً في اليهودية. وتحديداً ؛ عندما أعاد الكتّاب اليهود تصوير آلهة البانثيون الإلهي السابق على أنهم ملائكة. وأفضل مثال على هذا التحوّل موضَّحاً في سفر أخْنُوخ الأول (أخْنُوخ هو الجد الأكبر للنبي نوح) .
يعود تاريخ سفر أخْنُوخ إلى القرن الثالث قبل الميلاد ، ويتضمن أحد أقدم النصوص التي تشير الى الإيمان بالملائكة على أنهم "مساعدون للرّب يهوه ومسؤولون عن أعمال الكون ، و تنفيذهم الأوامر الإلهية المتعلقة بالنشاط البشري ." (گرابي ص243).
ظهور هؤلاء الملائكة والذين شكلّوا مجلس الرّب يهوه ، هو بمثابة إعادة تنظيم مهام الآلهة الغربية السامية الأقدم (أشمون ، أمورو، إيل ، بعل ، .. وغيرهم ) . وطالما أن الأفكار لا تأتي من فراغ ؛ فمن المحتمل أن تصنيف الملائكة والشياطين كان لايزال معروفاً عند نهاية الفترة الفارسية ، وأن سفر أخْنُوخ الأول كان يعكس ببساطة الأعراف والتقاليد المتداولة بالفعل . هكذا ؛ ومع إنجاز سفر أخْنُوخ الأول ، كان الكتبة اليهود قادرون على التعامل مع مشكلة آلهة الغرب السامية بطريقة مُقنعة .

(الطقوس)

عيد الفصح (پيسَح)

حسب سفر الخروج من كتاب التوراة ، أقيم عيد الفصح من أجل منع موت الأطفال الأبكار في الضربة العاشرة "وَكَانَ لَمَّا تَقَسَّى فِرْعَوْنُ عَنْ إِطْلاَقِنَا أَنَّ الرَّبَّ قَتَلَ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ، مِنْ بِكْرِ النَّاسِ إِلَى بِكْرِ الْبَهَائِمِ. لِذلِكَ أَنَا أَذْبَحُ لِلرَّبِّ الذُّكُورَ مِنْ كُلِّ فَاتِحِ رَحِمٍ، وَأَفْدِي كُلَّ بِكْرٍ مِنْ أَوْلاَدِي."( الخروج 13 :12).
على الرغم من أنه لا يمكن تأكيد الواقعة التاريخية للضربات العشر وأصول عيد الفصح في سفر الخروج من التوراة ؛إلا أن هناك أوجه تشابه قوية لعيد الفصح مع عيد آخر كان يُحتفى به في القرن الثاني عشر قبل الميلاد وهو عيد ( زوكورو) . وكُشف عن ذلك بالعثور على ألواح طينية عند موقع إيمار في سوريا (مسكنه حالياً وتقع غرب الرقة) ، تحمل نصوصاً يرد فيها طقوس ذلك العيد .

في ذلك الموقع السوري؛ ذكرت ألواحه الأثرية تفاصيل طقوس عيد مشابهة وبشكل لافت للنظر مع طقوس عيد الفصح ؛ حيث يقام هذا العيد سنوياً في اليوم الرابع عشر من الشهر الأول ، ويستمر لمدة سبعة أيام . وكان أحد تلك الطقوس ؛التضحية بالحيوانات المولودة ، ونثر دمائها على عوارض الأبواب . وبسبب تشابه الطقوس؛ فمن المحتمل أن الفكرة الأساسية لعيد الفصح قد تعود إلى ما قبل القرن السابع قبل الميلاد . كما يُعدّ عيد الفصح مناسبة خاصة للتذكير بالهجرة الجماعية لليهود من مصر، ومنهجاً طقوسياً وجد منذ الفترة الفارسية ( لم يستطع علم الآثار حتى الآن من إثبات حصول تلك الهجرة المزعومة) .

كان السامريون يمارسون طقوس عيد الفصح منذ القرن الرابع قبل الميلاد كما جاءت في الأسفار الخمسة من التوراة . ولكنهم يختلفون مع يهود يهوذا بمكان تأدية مراسيمه. فقد كان السامريون القدماء يؤدونها على جبل (جرزيم) باعتباره الجبل المقدس ، كما أن أحفادهم يؤدون مراسيمهم إلى الآن على نفس الجبل الذي اختاره أسلافهم ؛ إلاّ أن أورشليم كانت الموقع المقدّس ليهود يهوذا في تأدية تلك المراسيم .
عُثر على قطعة من لفيفة في كهوف قمران التي تقع على البحر الميت ؛ تعود إلى القرن الأول الميلادي ؛ حيث يشير مضمونها إلى منع الفتيان والفتيات من المشاركة في عيد الفصح . وتلك القيود مذكورة فقط في هذه القطعة وليس في أي سجل تاريخي آخر ، مما يدل على التنوع في الأداء ، ولكن الفكرة تكاد تكون عامة في ممارسة عيد الفصح عند جميع اليهود .

يوم السبت

السبت هو فكرة يوم الراحة عند اليهود ، ويبدأ من مساء الجمعة حتى مساء السبت (أي اليوم السابع) . أمّا الأصول التاريخية ليوم السبت فهي غير واضحة تماماً؛ لكن الرواية المكتوبة تربط أهمية السبت بقصة الخلق حيث توقف الرّب عن الخلق في اليوم السابع ، كما جاء في سفر التكوين ( 1: 1-2 ): "وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا.". وتعكس النصوص في سفر الخروج على فهم الخليقة ، ودليل مبكر على العهد بين اليهود وربّهم يهوه : "سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ، وَأَمَّا الْيَوْمُ الْسَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. وكُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلًا فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلًا." (31: 12-18) . ومن المحتمل أن فكرة مراسيم السبت قد ظهرت في فترة ما بين القرنين السادس والخامس قبل الميلاد وهي ضمن الحقبة الفارسية.

ورد في سفري أخبار الأيام الأول والثاني على ما يستلزم ممارسته بشكل ثابت نسبياً في يوم السبت. كما أن النصوص التي يرد فيها يوم السبت في سفري الملوك الأول والثاني يعود تاريخها إلى الفترة الفارسية . ويُشار الى يوم السبت في سفري أخبار الأول والثاني عندما يتعلّق الأمر بقرابين الهيكل : "فَهأَنَذَا أَبْنِي بَيْتًا لاسْمِ الرَّبِّ إِلهِي لأُقَدِّسَهُ لَهُ، لأُوقِدَ أَمَامَهُ بَخُوراً عَطِراً، وَلِخُبْزِ الْوُجُوهِ الدَّائِمِ، وَلِلْمُحْرَقَاتِ صَبَاحاً وَمَسَاءً، وَلِلسُّبُوتِ وَالأَهِلَّةِ وَمَوَاسِمِ الرَّبِّ إِلهِنَا. هذَا عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ." (2 أخ 2: 4). "وَأَعْطَى الْمَلِكُ حِصَّةً مِنْ مَالِهِ لِلْمُحْرَقَاتِ، مُحْرَقَاتِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ، وَالْمُحْرَقَاتِ لِلسُّبُوتِ وَالأَشْهُرِ وَالْمَوَاسِمِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ." (2 أخ 31: 3) .
كما وُصف من يحضّر الخبز ليوم السبت "وَالْبَعْضُ مِنْ بَنِي الْقَهَاتِيِّينَ مِنْ إِخْوَتِهِمْ عَلَى خُبْزِ الْوُجُوهِ لِيُهَيِّئُوهُ فِي كُلِّ سَبْتٍ."(1 أخ 9: 32) .

في كتاب نحميا الذي يعود تاريخ بعض نصوصه إلى القرن الخامس قبل الميلاد . حيث جاءت فيه لوائح السبت أكثر صرامة ، فقد حُرّم شراء وبيع الطعام ، وتحميل ونقل المواد ، والعديد من النشاطات والفعاليات الاجتماعية الأخرى . بيد أنه لم يأت ذكراً للسبت في نصوص إلفنتين المصرية. وعلى الرغم من غيابه في تلك النصوص؛ إلاّ أن هذا لا يعني أنهم قد تجاهلوه ، ولكن قد يُثار هذا الاحتمال .

أصبح السبت مهمّاً بشكل خاص لليهودية المبكرة خلال الفترة الهلنستية . ففي القرن الثاني قبل الميلاد ؛ سعى الملك السلوقي (أنطيوخس الرابع) في فرض سيطرته على أورشليم . وحسب السجلات التاريخية ، فقد كان جزءاً من استراتيجيته هو جعل أورشليم هلنستية يهودية . لذا؛ فقد هاجمها يوم السبت تحديداً ( تحريم القتال يوم السبت عند اليهود)، وجعل بيت يهوه ( هيكل سلمان) في أورشليم معبداً للإله (زيوس) ، وذلك بإصراره حرق لحم الخنزير على مذبحه ، كما حظر تلاوة كتاب التوراة وحيازته ، ومنع عمليات الختان للذكور .

أدت محاربة الهوية الدينية اليهودية وممارساتها إلى حدوث شقاق بين الزعامات الغير يهودية واليهودية من جهة ، و مع الهلنستيين الغزاة من جهة أخرى . وقد شجّع هذا الخلاف اليهود على تعريف أنفسهم من خلال ثوابت الدين (السبت ، الهيكل الأورشليمي ، نجاسة لحم الخنزير ، التوراة ، والختان) . وكانت ردود أفعال اليهود قوية على تصرفات الملك أنطيوخس ، فقد ثارت ضدّه قبائل يهودية بقيادة الكاهن اليهودي (متتيا بن يوحنّا) والتي تسمّى بـ(ثورة المكابيين)، فانتزع النصر منه بعد حين ليؤسس مملكة يهودية تحكمها سلالة الحشمونيين .

طقوس أخرى

كان الختان أحد الطقوس الرئيسية في اليهودية المبكرة. وتم تفسيره على أنه يمثل العهد بين اليهود و إلههم يهوه ؛ كما جاء في نصوص العهد القديم :
"وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي»." (تكوين 17: 14) .

"فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: «إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي». فَانْفَكَّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالَتْ: «عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ»"(خروج 4: 25-26 ) .

"فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «اصْنَعْ لِنَفْسِكَ سَكَاكِينَ مِنْ صَوَّانٍ، وَعُدْ فَاخْتُنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ثَانِيَةً»."(يشوع 5: 2-12) .

"فَاخْتِنُوا غُرْلَةَ قُلُوبِكُمْ، وَلاَ تُصَلِّبُوا رِقَابَكُمْ بَعْدُ ."( تثنية 10:16) .

"اِخْتَتِنُوا لِلرَّبِّ وَانْزِعُوا غُرَلَ قُلُوبِكُمْ يَا رِجَالَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، لِئَلاَّ يَخْرُجَ كَنَارٍ غَيْظِي، فَيُحْرِقَ وَلَيْسَ مَنْ يُطْفِئُ، بِسَبَبِ شَرِّ أَعْمَالِكُمْ ."(إرميا 4: 4 ) .

يحتفل اليهود بمناسبات عدة ، مثل ؛ عيد حانوكا ( عيد الأنوار أو التجديد) ، يوم الغفران (يوم كيپبور) ، يوم رأس الشهر( مراقبة ظهور الهلال) ، عيد الأسابيع (شبوعوت) ، عيد المظلّة (سوكوت) ، وعيد الفطير الذي يأتي بعد عيد الفصح ، عيد باكورة الحصاد ، عيد الخمسين ، يوم الكفارة ، عيد الأبواق ( عيد رأس السنة) ، سنة العطلة ( سبت الأرض) ، عيد الفوريم ( عيد القُرعة ـ في عهد الملكة أستير) ..
أن جميع الأعياد والطقوس لها تفسير لاهوتي وشعائر كتقليد يهودي، أو حتى مكتسبة من ثقافات أخرى ، كما أنها تعكس ارتباطاً قديماً يتزامن مع التقويم الزراعي . فعلى سبيل المثال؛ نجد أن عيد حانوكا هو ذكرى تحرير هيكل سليمان من قبضة الملك السلوقي أنطيوخس الرابع في القرن الثاني قبل الميلاد . والـ (ميكڤاه) الذي أصبح ضرورة طقسية شائعة في القرن الثاني قبل الميلاد .
والميكڤاه هو عبارة عن برك مياه خاصة ، حيث يعتقد اليهود أن الانغماس الكامل بالماء هو وسيلة الوصول إلى النقاء الطقوسي . وقد تمّ اكتشاف أكثر من 850 بركة ماء في مواقع أثرية مختلفة ، مثل ؛ المدافن ، المنازل ، المزارات ، المراكز الزراعية ، وما إلى ذلك . ويشار إلى أن تلك الشعيرة كانت ممارسة أساسية بعد القرن الثاني قبل الميلاد، وهي مُكتسبة بالأصل من الطقوس القديمة لبلاد وادي الرافدين .

الكتاب المقدّس العبري

الكتاب المقدّس العبري ، المعروف أيضاً باسم التناخ أو العهد القديم ، وهو عبارة عن نصوص يهودية مؤلَّفة ومكتوبة ومُجمَّعة للفترة ما بين القرن الثامن قبل الميلاد والقرن الثاني قبل الميلاد. والكتاب المقدّس العبري لم تكن بدايته سِفْرٍ واحد ؛ بل تعدّد مع مرور الزمن من خلال مجمل الأحداث . كما أن نصوصه لا تُفهم دائماً على أنها مقدّسة مُوحى بها من الرّب يهوه .

يروي كتاب سفر الملوك تاريخ إسرائيل ويهوذا منذ عهد الملك داود وحتى تدمير المعبد في أورشليم خلال القرن السادس قبل الميلاد، والذي كُتب ما بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد . كما أن سفر أخبار الأيام يروي أحداث نفس فترة سفر الملوك ؛ لكن نصوصه كُتبت في الفترة الفارسية ؛ حيث نُقل إليه الكثير من نصوص سفر الملوك . كما يلاحظ في بعض نصوصه بصيغتها الجديدة؛ مقاطع وعبارات مضافة وأخرى محذوفة أثناء عملية النسخ . وقد ساعدت تلك التغييرات على فهم دور الكتاب المقدّس العبري في فترة اليهودية المبكرة .
على سبيل المثال ؛ في سفر الملوك الثاني ، قيل إن ملك يهوذا (منسَّى) كان شريراً : "وَسَفَكَ أَيْضاً مَنَسَّى دَماً بَرِيئاً كَثِيراً جِدّاً حَتَّى مَلأَ أُورُشَلِيمَ مِنَ الْجَانِبِ إِلَى الْجَانِبِ، فَضْلًا عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي بِهَا جَعَلَ يَهُوذَا يُخْطِئُ بِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ." (الملوك الثاني 21 :16).
بعبارة أخرى ، يقرر مؤلف هذا الكتاب ؛ أن منسَّى كان ملكاً سيئاً وشريراً ، وفاسداً لمزاولته السحر وتشجيعه في عبادة آلهة غير يهوه . وردّاً على هذا السلوك ؛ وعد الرّب بتدمير مملكة يهوذا : "مِنْ أَجْلِ أَنَّ مَنَسَّى مَلِكَ يَهُوذَا قَدْ عَمِلَ هذِهِ الأَرْجَاسَ، وَأَسَاءَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِي عَمِلَهُ الأَمُورِيُّونَ الَّذِينَ قَبْلَهُ، وَجَعَلَ أَيْضاً يَهُوذَا يُخْطِئُ بِأَصْنَامِهِ،لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا جَالِبٌ شَرًّا عَلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا حَتَّى أَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْمَعُ بِهِ تَطِنُّ أُذُنَاهُ."(ملوك الثاني 21: 11-13).
غير أن سفر أخبار الأيام الثاني ؛ يصف تصرفات منسَّى على نحو مختلف ، مشيراً إلى أنه قد تاب أمام الرّب ، وأزال جميع الأصنام من مملكته يهوذا ، وأصلح المدن فيها، وقدّم الأضاحي والشكر للرّب يهوه :" وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَسَّى وَصَلاَتُهُ إِلَى إِلهِهِ، وَكَلاَمُ الرَّائِينَ الَّذِينَ كَلَّمُوهُ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ، هَا هِيَ فِي أَخْبَارِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ." (أخبار الأيام الثاني 33: 10-18)

خلقت تلك الاختلافات فهماً جديداً لسلالة الملك داود. وطالما منسَّى من نفس السلالة ، فإن سلوكه في سفرالملوك ربما قد نزع شرعية الصفقة التي تمّ التوصل إليها بين الرّب وداود (أي العهد بين الملك داود ويهوه) . ورغماً من ذلك ، فإن سفر أخبار الأيام يدعم شرعية سلالة داود من خلال إضافة توبة منسَّى في نصوصه .
يوضّح هذا التباين أيضاً الأهمية المتزايدة لوصايا الرّب يهوه . فقد وُصفت في سفر أخبار الأيام أعمال منسَّى الشريرة ؛ ويشرح المؤلف الضوابط الواجبة التي لم يلتزم بها منسَّى ، وذلك من خلال كلام الرّب يهوه : "وَلاَ أَعُودُ أُزَحْزِحُ رِجْلَ إِسْرَائِيلَ عَنِ الأَرْضِ الَّتِي عَيَّنْتُ لآبَائِهِمْ، وَذلِكَ إِذَا حَفِظُوا وَعَمِلُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ، كُلَّ الشَّرِيعَةِ وَالْفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ عَنْ يَدِ مُوسَى»."(أخبار الأيام الثاني 33: 8).

كما يلاحظ في سفر الملوك أيضاً ؛ ان جميع الوصايا والقوانين والمراسيم هي من عند الرّب يهوه ، وهي بحد ذاتها جوانب شائعة في الممارسات الدينية القديمة ؛ ومع ذلك ، فإنه لا يحددها بالوصايا التي منحها للنبي موسى . أمّا في سفر أخبار الأيام ؛ تحددت الشريعة بتلك الوصايا ، كما تشير هذه الإضافة إلى أن إتبّاع الشريعة كما طرحها موسى ؛ باتت جانباً مهمّاً في الممارسات الدينية خلال الفترة الفارسية. وعلى الرغم من صعوبة تحديد بالضبط ما هي حدود شريعة موسى خلال الفترة الفارسية ، إلاّ أنه من الممكن فهمه الآن ؛على أن الشريعة كانت هي أولى الأسفار الخمسة من الكتاب المقدّس العبري : التكوين ، الخروج ، اللاويين ، العدد ، والتثنية ؛ والمعروفة باسم (التوراة) أو (أسفار موسى الخمسة) .
بتفسيره الواسع ، أصبح دور الكتاب المقدّس العبري وثيقة دينية أكثر شمولاً خلال الفترة الهلنستية. حيث في تلك الفترة ، تعاملت النصوص مثل وصايا الآباء الاثني عشر(القرن الثاني قبل الميلاد) في التوراة كشكل من أشكال الحكمة الشاملة. حيث كانت الضرورات والمحظورات في التوراة غير غائبة ، لأن التوراة تُعدّ دستوراً طبيعياً . ورغماً من ذلك ، فإن العديد من الطوائف اليهودية لديها رؤى وبدرجات مختلفة عن صحة مضامين الكتاب المقدّس العبري والتوراة . ويصف المؤرخ ( ليستر گرابي) بدقة الطرق التي اختلف بها الناس حول التوراة في بداية اليهودية :

"ربما كان العنصر الأكثر إشكالية في تحديد الهوية اليهودية هي (التوراة) ، نظراً لوجود دليل على أن اليهود المختلفين لديهم أفكار متفاوتة حول ما يجب تضمينه في المفهوم (الشرع) ، وتأويل ما تم تضمينه (التفسير) ، والأهمية النسبية للتقاليد المقبولة (السلطة) " (ص294).

لم تكن هناك طريقة واحدة لإتبّاع اليهودية ،على الرغم من أن الطوائف المختلفة تشترك في نفس التقاليد بنطاقها الواسع ، إلاّ أنها غالباً ما تعبّر عنها بطرق فريدة ومتميزة ، حيث يعكس الكتاب المقدس العبري نفسه بمجموعة متنوعة من التقاليد الدينية اليهودية. والاعتراف بهذا التنوع ضمن التقاليد المشتركة أمر ضروري لفهم اليهودية المبكرة من منظور تاريخي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جيمس تشارلز وورث ـ العهد القديم: أدب الرؤيا والوصايا ـ دوبليداي للنشر ـ 1983 .
مارك كوهين ـ أعياد وتقاويم الشرق الأدنى القديم ـ سي دي أيل للطباعة ـ 2015 .
لوري إي پيرس & كورنيليا ونچ ـ وثائق منفيو يهودا و الساميين الغربيين في بابل ضمن مجموعة ديڤيد صوفر ـ أيزن براونس للنشر ـ 2014 .
ليستر گرابي ـ تاريخ اليهود واليهودية في فترة الهيكل الثاني ـ تي اند تي كلارك للنشر ـ 2011 .
ليستر گرابي ـ الدين اليهودي في فترة الهيكل الثاني: الإيمان والممارسة من المنفى إلى يڤنه ـ روتليدج للنشر ـ 2000 . رينهارد پومر ـ السامريون ـ شركة إردمانز للنشر ـ 2016 .
أسفار العهد القديم ـ موقع الأنبا تكلا هيمانوت .



#عضيد_جواد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق ملفوفة بالخيال
- مفهوم الغنوصية الفلسفي عند المسيحية
- من هم الگوتيون ؟؟
- الطبيبات في مصر القديمة
- أوروك مدينة الحضارة الأولى
- دستور حمورابي وشريعة الآلهة
- الفلسطينيون الأوائل بين الكتاب المقدّس وعلم الآثار
- إله الكلمة والثقافة البابلي في عيد أكيتو
- أهريمان الشرّير في العقائد الإيرانية وقصة عيد النوروز
- ثماني نساء خالدات في تاريخ بلاد الرافدين
- أور مدينة الثراء والرفاهية في بلاد الرافدين
- أريدو مدينة الآلهة
- الملك سنحاريب وخراب بابل
- انتقال الفلسفة إلى الدين
- الملك السومري شولگي أورـ نمّو
- هل الملكة الآشورية سموـ رامات هي نفسها سميراميس ؟؟
- طريق الحرير
- أرض إيبر ـ ناري وتأريخ سوريا القديم
- الرسائل والبريد في العالم القديم
- الزراعة في تأريخ بلاد الرافدين


المزيد.....




- نائب أمين عام حزب الله اللبناني: تهديدات إسرائيل فارغة ولن ت ...
- الرئيس البوليفي يُشدّد على التمسك بالديمقراطية بعد محاولة ان ...
- إيران.. انتخابات رئاسية بدون مرشح يثير حماسة الناخبين
- تقرير: ترجيح أمريكي باقتراب نشوب الحرب بين إسرائيل وحزب الله ...
- -حزب الليكود-: التحريض ضد نتنياهو تجاوز خطا أحمر جديدا
- حميميم: طائرة روسية تتفادى الاصطدام بمسيّرة -للتحالف الدولي- ...
- تأهب جزائري.. تحد لإسرائيل بدعم فلسطين
- خاميار: توقعوا مفاجئات في إيران!
- -بوليتيكو-: مواجهة واسعة النطاق بين إسرائيل و-حزب الله- قد ت ...
- حزب الله أم إسرائيل.. من يحضر المفاجآت


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عضيد جواد الخميسي - اليهودية المبكرة من منظور تاريخي