أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد بلمزيان - ملاحظات سريعة حول ظواهر جديدة !!!














المزيد.....

ملاحظات سريعة حول ظواهر جديدة !!!


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 7693 - 2023 / 8 / 4 - 15:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لعل من الظواهر الغريبة التي نعيشها في العصر الحالي،هو التغيرات المفاجئة التي تجتاح البشرية في تعاملها فيما بينها، بالأمس غير البعيد كان الفرد يتحلى بقدر من السلوك والإحترام وهو يلتقي بجاره أو صديقه أو حتى شخصا لا يعرفه حق المعرفة، أما اليوم فقد اجتاحت البشرية عواصف هوجاء حطمت كل القيم الإنسانية، وخلخلت العلاقات الإجتماعية وما كانت تتميز بها كأواصر متينة في التضامن والتعاون والإحساس المشترك ، اثناء الفرح والإنشراح أو اثناء الحزن والمآتم، فلم تعد هذه المشاعر متبادلة بين الناس، إلا لماما، فقد تصادف أن جنازة تقام بالجوار، وفي المقابل حفلة صاخبة في الجهة الأخرى، دليل على أن ثمة تنافر كبير في الإحساس، ولم يعد الفرد يكترث بما حصل بجاره أو صديقه ، ولم يعج يكلف نفسه عناء اّلإستفسار عن أحواله، بالشكل الذي يجعله يواكب أحوال الغير الذين تربطهم علاقات الصداقة او القرابة العائلية، الأمر الذي يطرح علامات استفهام كبرى حول تأثير مواقع التواصل الإجتماعي في تخريب هذه العلاقات الإجتماعية، التي بقدرما تقرب الناس فيما بينهم من حيث الخبر والمعلومة إلا أنها تباعد فيما بينهم وتغلق جسور التواصل التقليدية وتستعيض بها بأشكال تواصلية أخرى لم تعد تحمل أية معنى أو قيمة رمزية مقارنة مع العلاقات الإجتماعية التي كانت سائدة في السابق بين أفراد الأسرة الواحدة الصغيرة والممتدة، أو حتى بين أفراد الحي والمدشر والقبيلة والمناطق المجاورة، قد أسميتها ظواهر لأنها لم تكن سائدة بقدرما هي وليدة هذه الظروف الإجتماعية والإقتصادية والثقافية التي أضحت البشرية تعيشها، وما فتحته وسائل الميديا الجديدة من آفاق رحبة في الحصول على الخبر وتبادل المعلومة والتعليق عليها أو مشاركتها وغيرها من الفرص التي خسرتها هذه الميديا لفائدة البشرية، غير أن الإستفادة من هذه الفضاءات غير متاح للجميع على نفس المستوى وبالقدر نفسه من حيث قدرات التعاطي مع هذه الوسائل والتواصل الإيجابي ، ذلك أن أغلبية البشر اصبحت ضحية لهذه لهذه الوسائل الجديدة، و تربة للغزو السلس والتأثر السلبي أمام المد الواسع للقنوات التي اصبحت تتحكم في توزيع المعلومة فيما يشبه سيلا جارفا في صيغة رداء ناعم ، بالشكل الذي يجعل قدرات التماهي قوية مع هذا النمط الجديد من التواصل الجذاب واللافت، في غياب الحد الأدنى من المناعة الثقافية كيافطة للوقاية من هذا الإكتساح الجارف لهذه الميديا الجديدة على العلاقات الإجتماعية وانحسار هذه الأخيرة وفقدانها لكل ما هو لامع ومميز لصالح انبلاج مظاهر جديدة تضيق من حجم تلك العلاقات الإجتماعية المشرعة أبوابها بين الناس .



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغير المناخي والكوارث الطبيعية ( الحرائق نموذجا )
- أي تعليم بدون تربية ؟
- ما ذنب شعب السودان ؟!
- ظاهرة الحلايقية ( باعة الأعشاب ) !أي تدبير للأسواق ؟
- العيد الأممي للطبقة العاملة وسؤال الواقع .
- حتى لا تتحول بعض(الظواهر ) الى طقوس !!!
- وراء الأكمة ما وراءها
- كارثة بحجم زلزال
- الإعلام المخدوم
- الذاكرة سلاح ذو حدين
- إحساس بحجم الفاجعة
- السرعة بين علامتين
- ملاحظات على الهامش
- اختلال القيم بين الأمس واليوم
- الحروب وحسابات المصالح
- الغش مقوض لتكافؤ الفرص
- لمحات من ذاكرة
- شعر ( مظفر للنواب) ذخيرة حية
- التعليم- الأسرة- المجتمع
- في رحاب فاس


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد بلمزيان - ملاحظات سريعة حول ظواهر جديدة !!!