أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عقيل عيدان - استعادة لذاكرة الإنسان














المزيد.....


استعادة لذاكرة الإنسان


عقيل عيدان

الحوار المتمدن-العدد: 1726 - 2006 / 11 / 6 - 10:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الذاكرة هي قدرة الإنسان على تذكّر التجربة الشخصية والاجتماعية وحفظها وتشخيصها واستحضارها . والذاكرة هي مستودع المعلومات الذي يقوم بتصنيفها واستحضارها . ويتألّف أساس الذاكرة من الروابط والتداعيات حسب مدى التعقيد والتشابه والتباين .
وللإنسان ذاكرة قصيرة الأمد ، كثيراً ما تسمى بـ "الذاكرة العاملة" ، وأخرى طويلة الأمد . فهو يتذكّر بيسر ما وقع توّاً من أحداث ووقائع ، بينما يتذكّر بعسر ما جرى في الماضي البعيد .
وذاكرة الإنسان انتقائية ؛ فنحن نتذكّر الممتع والمستحب ونحرص على طرد المنغّصات من الذاكرة . وهنالك ذاكرة تعبيرية تخلق تصوّرات بصرية وسمعية وحركية ، وأخرى انفعالية ترتبط بقدرة الإنسان على استحضار وتشخيص الأحاسيس والعواطف .
وكثيراً ما نجد ذاكرة الأحاسيس ، أو ما يسمى بـ "ذاكرة القلب" أقوى من الذاكرة المنطقية .
والمثبت أن الأشكال المهنية لنشاط الإنسان تؤثّر في ذاكرته ، فلدى الموسيقيين تبلغ مستوى رفيعاً الذاكرة السمعية ، ولدى الفنانين التشكيليين الذاكرة البصرية ، ولدى الفلاسفة الذاكرة الكلامية المنطقية ، ولدى المؤرخين ذاكرة تسلسل الأحداث ، ولدى ذوّاقي النبيذ وخبراء العطور ذاكرة التذوق والشم ..الخ .
والذاكرة ثابتة نسبياً ، ولا"تستيقظ" إلاّ بقدر الانتفاع منها ؛ إذ يحدث لدى الإنسان ما يشبه الارتباط "العكسي" بين صور الذاكرة ، أي ما هو معلوم وبين "التشخيص" ، أي القدرة على اكتساب الجديد .
ومهمة الذاكرة هي استحضار ما تم تلقيه في الماضي وتتجلى فيه "ثغرات" الذاكرة وعدم دقتها . وخصائص الذاكرة متناقضة ظاهرياً ؛ فشحتها تُفقر نشاط الفرد ، وفيضها – أي ما يسمى بالذاكرة المتواصلة – يشكل عقبة أمام هذا النشاط .
الذكريات بالنسبة للإنسان تقرّب الماضي من الحاضر . والذكرى ، في رأى الفيلسوف وعالم النفس الأمريكي وليم جيمس ، هو القدرة على التفكير بشأن ما عاناه من خوالج في الماضي وما لم نفكر به مباشرة قبيل ذلك . لذا فالذكريات تستحضر ما عايشناه وتنقلنا لا من الماضي إلى الحاضر فحسب ، بل ومن الحاضر إلى المستقبل أيضاً .
هناك ذكريات عفوية وغير عفوية ، مستحبة وذميمة ، مجتزأة ومنتظمة . وقد تشكّل الذكريات قيمة معنوية بالنسبة لشخصية الفرد . فعلى سبيل المثال ، ذكر الأديب العالمي ليف تولستوي «1828 - 1910» في يومياته إنه يتلذّذ بالذكريات تلذذاً لا يقل ، بل ويزيد أحياناً على تلذذه بالواقع .
فما هو سرّ قدرة الإنسان الذي تجري حياته هذا الجريان السريع على معرفة وتذكّر هذا القدر الكبير من المعلومات ؟ ولماذا يكون عالم الفرد الداخلي في كل جيل تال أغنى وأكثر تنوعاً من قبل ؟
إن مردّ هذا هو أن الإنسان – بفضل طبيعته الاجتماعية – يستوعب من المهد ويحفظ في ذاكرته ما جنته الأجيال الماضية والحاضرة من أفكار ومعارف ويطلع على الثقافة التي أنتجتها البشرية .
لقد كتب أحد المؤرخين يوماً أنه لا يعرف كيف سيكون الإنسان بعد ألف سنة ، ولكن إذا انتزعت منه الخبرة التاريخية التي اكتسبها وورثها ، فسوف ينسى كل شيء ويفقد مؤهلاته ، فيتوجّب عليه أن يبتدئ كل شيء من جديد .



#عقيل_عيدان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يقظة اللغة العربية
- الكواكبي في مصر
- المرأة الجديدة
- خواطر من أخبار المرأة العربية في التاريخ
- الخوف يصنع التاريخ
- الحدس أو عين العقل
- ما هي الدولة ؟
- أن تكون ديوجين
- الباحثون عن التنوير
- العقيدة في حياة الإنسان
- الثقافة أو الدور المتبقي لنا
- حرب العقول .. من العقل التنويري إلى العقل المحاصر
- أي حوار ديني نريد؟
- هل من طبقية بين البشر؟
- النقد وتأسيس العقلانية
- الوعي الاجتماعي وعناصر الزمن الثلاثة
- الجامعة فضاء النشاط التنويري
- ما هي العدالة ؟
- في العلاقة بين الشرق والغرب - في ذكرى انا ماري شيمل
- حدود الحرية


المزيد.....




- بيان من مجلس سوريا الديمقراطية بعد الإعلان الدستوري
- لأول مرة.. السعودية تتفوق على مصر وإسرائيل في المقاتلات العس ...
- اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النو ...
- بي بي سي تدخل قاعدة حميميم في سوريا التي تؤوي عائلات علوية ...
- متى يعتبر نقص الحديد في الجسم مشكلة؟ وما أفضل طرق العلاج؟
- الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية ...
- البرتغال تشكك في شرائها مقاتلات -إف-35- خشية من موقف ترامب
- اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية -الحامل-
- أوربان يعارض القرض المشترك للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا وي ...
- لوكاشينكو: منظومة صواريخ -أوريشنيك- الروسية ستدخل في الخدمة ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عقيل عيدان - استعادة لذاكرة الإنسان