رولا حسينات
(Rula Hessinat)
الحوار المتمدن-العدد: 7692 - 2023 / 8 / 3 - 15:27
المحور:
الادب والفن
اليوم الثاني: الحمى
الخميس الثالث من آب الساعة الخامسة والنصف صباحا، لم أستطع النهوض من السرير ، دوار وغشاوة تغطي عيني، لم أشعر بأنني عاجزة عن السير أشد من هذا اليوم. قررت أن اخذ اجازة من عملي، وأكمل النوم لعلي استطيع النهوض بحال أفضل من هذه التي أصابتني على عجل. كل ما أعرفه اني قد عقدت هدنة مع إحدى لوزتي التي تصاحبني في كل ايامي ولكن ما أن تسقط الأخرى الا وينقلب كياني.
عنت على بالي تلك الثلاثة أيام. كنت في الصف الثاني، أذكر أني لم أتلقى زيارة من أحد، ولم تتواصل مدرستي مع ولي الأمر، ولم أعرف شيئا عن دروسي طيلة الأيام الثلاثة. ما أذكره هو أنني قد ذهبت بصحبة أمي الى المركز الصحي سيرا على الأقدام رغم أن المسافة كانت تتعدى الستة كيلومترات، وكنت منهكة للغاية ولكن ربما لم تكن أمي تمتلك المال الكافي لتستأجر لنا سيارة ولكن حتى لو فكرت بذلك فلم تكن هناك سيارات سرفيس في قريتنا الواقعة على كتف جبل. وغبت بعدها عن الدنيا، انقطع اتصالي مع العالم من حولي، شعرت حينها أنني اذوب في وأقطر عرقا ولم أتذوق من الطعام شيئا وقد عافت نفسي حتى الحساء، أذكر أن اخوتي كانوا يضعون أمامي النقود لعلها تستطيع شفائي غير أني كنت أراها تكبر واكير وتكبر وتبدأ بالدوران وتجعلني أدور في دوامتها فلا أستطيع الفرار حتى أتقيأ ما في جوفي من اللاشيء.
لا أدري ما الذي عن على بالي، أتراها أمي التي طببتني حينذاك أم وحدتي التي أعيشها اليوم.
#رولا_حسينات (هاشتاغ)
Rula_Hessinat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟