طفولة مغتصبة ( زواج القاصرات)

هيفين عمر

الحوار المتمدن-العدد: 7690 - 2023 / 8 / 1 - 23:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

يحكى أن .. طفلةٌ تاهت في زوايا الدنيا ، لم يراها احد رغم أنها بينهم بجسدها النحيل الغير مكتمل النضوج .. لا أثداء تحمله لتُرضي شهوانية ذاك الوحش الآدمي .. ولا فرجها الصغير يتسع لقضيبٍ متكالب.. جزعآ تئن .. وضياعآ تتألم ، تنشد دفئآ .. تريد مأوى .. دُميةً تتمنى
تتلمس يدآ حانية يذكرها ببشر من لحم ودم وهي في غيابات الحزن تهيم بشوق " العسى " عسى يكون أضغاث أحلام عسى !
حكايا جدتها المسائية التي كانت ترويها تراود ذاكرتها المتبعثرة وهي لاتدري أي ذنب اقترفته لتدفع ثمن غباء الكبار في زمن الكل عنها تخلى ، لتجد نفسها فريسةٍ لوحشٍ بشري يغتصب طفولتها ..
لم تعد تخاف اشباح الليل وبعبع الظلام وخواء المكان .. مايخيفها قسوة إنسان .. غياب الضمير والوجدان ..
عندما تتحول حقيقة البشرية إلى أداة لقتل الروح قبل ممات الجسد .. عطشآ يستبيح عذريتها الطفولية !! سلطاناً نصب نفسه فوق اشلاء روحها وقتل برائة جسدها بوحشية غير معهودة يتسلقها ليعلن عن نفسه بشرآ سويآ !!
في أحضان الثرى افترشت الحصى لتجد مالم تجده من أُناسٍ زحمو الدنيا باشكال آدمية .. لقسوة الحجر استسلمت .. وهيكل التعب فوقها رمى .. وفي احلامها أيقنت أنّ ومن الحجارة تجد اللين عندما ينشق ليبعث شلال ماء عذب لتدرك معنى من هم اشد قسوة من الحجارة !!
وإلى حلم آخر بشوق العسى " عسى يكون اضغاث احلام عسى "
تناجي نفسها في لياليها المظلمة ممسكةٌ بلعبتها المفضلة سرقتها من سقيفة منزلها الذي ولِدت فيه ومعها أحلامها الوردية .. منزلها الذي كانت تظن يوماً ملاذها الذي يأويها من مخاوف الخذلان :
انا ما زلتُ ابحث عن انا بين ممرات العمر
انا من ارهقه البحث عن ذاته في رحلة الطفولة
انا السلام المفقود خارجي وكل السلام في داخلي ..
حولي مخيف حين ارى جفاف القلوب..
ولكن مستمرة في رحلتي مع مصباحٍ توقد في زوايا ذاتي أسترق النظر الى المجهول علّني أجد نفسي .

ما أودُ إضافته أخيراً ..
"حينما تبدأ بفقدان رغبتك في الأشياء ، عندها تتحول الجبال الى مجرد هضاب ، وتصبح الهضاب مجرد سهول والأخير تُغمر بالماء ، ثم تهب ريحٌ باردة فيتجمد كل شيئ "
متى سننتهي من اغتصاب الطفولة ونقف في وجه الجهل والتخلف بذريعة ( البنت اولاً وأخيراً لبيت زوجها)

#هيفين_عمر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات