أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هند عباس الحمادي - الجنرال بين ضفاف وتجليات














المزيد.....

الجنرال بين ضفاف وتجليات


هند عباس الحمادي
أستاذة جامعية

(Hind Abbas Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7688 - 2023 / 7 / 30 - 11:06
المحور: الادب والفن
    


طرق الباب جنرالا ، تحوط باكتافه نجوم متللئة .. يفرض بسطوته قوة دارت في محيطه ، يسير كأنه يخطف كلّ من سار قبله أو بعده .
تراسيم وجهه عنفوان .. تخشى الكلام معه .. فما سيدور سيكون الجولة له عاجلا أم آجلا .

وفي دوران الأكوان دارت محاورة اسفرت عن تجليات جنرالا عاش أياما لها تاريخها . وأثارها في أرض طالما كانت حاضرة فيه لا تغيب .
إن أبحرنا في تلك التجليات وطرقنا أبوابها ، سنكون في عالم غريب يجر ورائه تداعيات ذهنية ، يسحبنا فيها إلى نتائج لم نكن لندركها .. كتلك الأبواب السحرية القديمة في قصص ألف ليلة وليلة التي تفتح عَقِب كلمة السّر ، فيجر المرء بعدها إلى عالم من المدهشات والغرائب .

فتجليات الجنرال وضعت في نسق غير مألوف ودارت عن أشياء طالما كانت مدركة للعيان ولكن لم تكن معلنة .. فهو تاربخ مسجل عاصر أحداثا ، وخاص معارك ، ومزق أياما لا يمكن لأي منّا أن يصفها كما يصفها صاحبها .

وإن أردنا الخوص في غمار تجلياته ستكون على نحو ما اسفرت محاورته .

- تجليات النصر

يظل الجنرال فارسا يتحدث عن بطولاته لمعارك خاضها ، في أرض ينتمي إليها بروحه وعقله وبقلبه قبل ذلك كلّه .
وهو يعي تماما إن نصره لم يكن سهلا فقد ضحى بالنفيس قبل الغالي .. وفقد اعز رفاقه .. وسال دم طهور ؛ لأجل أرض أحبها أكثر من حبيبته التي سكنت بين ضلوعه .
حين يتحدث ويتحاور في النصر لا يمكن أن يدانيه أحد ، فهو يطير كصقر تركت الجروح آثارها على جناحيه ،
ومع ذلك :
يتفاخر بنصره
يتباها بمعاركه
يتعالى بانتمائه
يخوض غمار حرب كأنها غمار حُبّ عشق سوارها .
يعرف يقينا أن الحرب معارك ، وكل معركة يخسر فيها قبل أن يعلن انتصاره .. ومع كلّ ذاك يخوض تلك المعارك لأنه يؤمن أن : الأرض هوية .

- تجليات العروق

يظل الجنرال إنسانا ينتمي لأرض عشقها كأنها فتاة سمراء ذات الملامح السومرية ، مترامية الاطراف ، يعشق ثغرها كأنه هي من ترويه . يتحدث بعنفوان الصبا عنها ، والعاشق الولهان بها .
يبكي دما حين يعرف أن أرضه الكبيرة أُخذ منها قطعة .. أو مُزقت منها ثُلة .. فلا سوح الوغى ، ولا الحياة التي عاشها بمترفها لم تخفِ ما تم حفره في عروقه وجذروه وأصوله .. فقد ولد وهو صاحب أرض وقضية .


- تجليات وطن
إن طال الحديث مع جنرال ٍ سيتجلى لنا رجلا يعرف كل بشر في وطنه ، من شماله إلى جنوبه .. من شرقه إلى غربه .
وكل أُناس أين مشربهم .
وكل بلدة كيف أهلها .
وكل جبل كيف هي سفوحه .
وكل نهر كيف هو جريانه .

ستقف مذهولا هل وطنه سيدة جميلة لهذه الدرجة !
ليعشق كل تفاصيلها .
يدرك كل مفاتنها .
يعلم كل شجونها .
يتقن كل دروبها .
يفهم كل أساليبها .
يبكي لبكائها .. ويفرح لفرحها .
ليكشف عن بخله أنه لا يريد غيره أن يرى مفاتنها كما يراها هو .

- تجليات إنسان

ظلت النفس تسأل هل يُعقل أن يتجلى الجنرال إنسانا ؟!
نعم هو إنسان يتقن لعبة الغياب والاختفاء .. فحين يغيب تبدو الوجوه شاحبة ومريضة ورائحة الأماكن مُغبرة ، تتشابك الألوان لتبدو سوداء تبتلع كل ألوان الحياة .
نعم هو إنسان يتقن فن النسيان .. فهو يسقط كل ذكرى تَعج به .. ويمحي كل مقترح يذكره ؛ ليغدو أنه رمى فأصاب
فطغى فأحسن طغيانه
وفاز وجاد بفوزه
وحدد اطوار مبتغاه

فأن اردت منازلته إعلم أنه جنرالا له تجليات معارك خاضها .. فلا خسارة في ذهنه إلا الربح .. ولو بعد حين .



#هند_عباس_الحمادي (هاشتاغ)       Hind_Abbas_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة والجائحة


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هند عباس الحمادي - الجنرال بين ضفاف وتجليات