أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - تركيا – لماذا لم تحدث ثورة ملونة؟














المزيد.....

تركيا – لماذا لم تحدث ثورة ملونة؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7687 - 2023 / 7 / 29 - 02:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع


يلينا بانينا
سياسية روسية
عضو البرلمان الإتحادي
مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد

2 يوليو 2023

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

طغت قصة تمرد فاغنر على الأحداث في تركيا. بعد الانتخابات ، كان كل المتابعين يتوقعون حدوث ثورة ملونة ، لكن ذلك لم يحدث ، والمعارضة ، كما يقولون ، تبخرت في الهواء. والاغرب من ذلك ان واشنطن لم تكن غاضبة أيضًا على إعادة انتخاب أردوغان .

كيف يمكن تفسير ذلك وماذا يجب ان نتوقع؟

تتميز تركيا في عهد أردوغان بمناورات متعددة الإتجاهات بين مصالح مراكز القوى المختلفة من أجل تعزيز نفوذها. في الوقت نفسه ، لديها حدود واضحة لما هو ممكن ، نظرًا لأنها عضو في الناتو ، فهي تعتمد على الوصول إلى الأسواق الغربية ، وتدفق التقنيات الغربية ورأس المال الغربي.

إعادة انتخاب أردوغان تعني استمرار مساره في قضم حواف الكعكة الأمريكية الكبيرة تدريجيًا. بالنسبة للولايات المتحدة ، نشأ السؤال حول ما يجب فعله مع تركيا ، عندما تتكشف المعركة الرئيسية مع روسيا والصين.

وهنا عين أردوغان في منصب رئيس البنك المركزي التركي – ليس وزير المالية والخزانة السابق محمد شيمشك كما كان يخطط له في السابق - ، بل حفيظة غاي إركان. من المعروف عنها أنها عملت في Goldman Sachs ، وكانت عضوًا في مجلس إدارة First Republic Bank ، ودرست في Harvard و Stanford.

بعبارة اخرى ، وضع أردوغان وكيلًا صريحا لجماعة العولمة ، والبنك المركزي الامريكي (الذي يسمى بنك الإحتياطي الأمريكي) وصندوق النقد الدولي على رأس البنك المركزي التركي. في الوقت نفسه ، عين أردوغان شمشك وزيرا للمالية. من الواضح أن تعيين "إركان" هو شرط الصفقة مع الولايات المتحدة: يتنازل أردوغان عن البنك المركزي لجماعة العولمة ، بينما يظل هو نفسه رئيساً ، ومن أجل الحفاظ على توازن القوى ، يبقى رجله وزيرا للمالية.

▪️ هل هذا تبادل يحصل فيه كل فرد على ما يريد ، ويتخلى عن الأمور الثانوية مقابل الشيء الأساسي لنفسه؟ من الواضح أنه يمكنك أن تقول "لا". السيادة المالية - أساس أي سيادة أخرى ، وهذه السيادة فقدها أردوغان . لقد انتقلت السيطرة على سعر صرف الليرة التركية وتحديد سعر الفائدة إلى أيدي جماعة العولمة.

قوة أردوغان الآن نسبية ومحدودة ومشروطة. روتشيلد قال ذات مرة: "دعني أتحكم في إصدار العملة في اي دولة ، ولا يهمني من يكتب قوانينها". هذا بالضبط ما حدث لتركيا. هذا ليس تبادل ، بل خسارة - الغرب لم يعد يهتم بمن يقود تركيا. السيطرة على البنوك التركية أكثر أهمية من أحلام أردوغان العثمانية الجديدة.

غيرت الرئيسة الجديدة للبنك المركزي على الفور السياسة النقدية بناء على أسلوب صندوق النقد الدولي: تم رفع سعر الفائدة الرئيسي من 8.5٪ إلى 15٪. الهدف – هو بدء الانكماش. أي أن الارتفاع في الأسعار سيستمر وسيبدأ الإنتاج في الانخفاض. ستصبح القروض غير متاحة للشركات التركية ، مما يعني فقدان القدرة التنافسية. وستكون النتيجة ركودًا اقتصاديًا ، وارتفاعًا في معدلات البطالة ، ومشكلات في الميزانية ، وعدم استقرار ، بينما سيكون لدى الولايات المتحدة جميع مفاتيح السياسة التركية.

▪️ لا زال أردوغان يحاول تعويض التنازل الرئيسي للعولمة بإقامة علاقات مع روسيا والإمارات. لكن من خلال السيطرة على البنك المركزي ، يمكن للولايات المتحدة تركيع الاقتصاد التركي من خلال عدم السماح بتشغيل محور الغاز (مشروع Gas hub مع روسيا-المترجم) ، حتى دون اللجوء إلى أساليب التدمير ، كما هو الحال مع نورد ستريم 2. وسيتآكل التأثير الاقتصادي للكهرباء المستولدة من محطة الطاقة النووية بسبب الانكماش.

على أية حال ، فإن السياسة التركية الآن سوف تكون مصحوبة بتنازلات للغرب. كان هذا واضحًا بالفعل في حقيقة أنه في 25 يونيو ، قال أردوغان لرئيس حلف الناتو ستولتنبرغ حول تمرد فاغنر: "ستصبح الأحداث في روسيا علامة فارقة جديدة على طريق السلام العادل في أوكرانيا".

ربما يكون أردوغان جاهزًا الآن للدفاع عن أهداف السياسة الخارجية لواشنطن في أوكرانيا مقابل اعتراف الولايات المتحدة بمجال المصالح التركية ومنحها نصيبًا في حال تحقيق نصر دبلوماسي على روسيا. وسيُعلن تجميد مسرح العمليات الأوكراني انتصارًا. ولا يهم من سوف يسيطر على الأراضي التي تدور فيها المعارك حاليا : سيتم ملء بقية أوكرانيا على الفور بقواعد الناتو ، وستكمل القوات المسلحة الأوكرانية الانتقال إلى معايير الناتو في غضون بضع سنوات.

في هذه اللعبة ، تتوافق مصالح تركيا تمامًا مع مصالح الغرب. تنازل أردوغان عن جزء من السيادة المالية للولايات المتحدة ، وفي المقابل يرسم على التوسع في أراضي الاتحاد السوفياتي السابق. في ظل هذه الظروف ، يمكن أن تتم صفقة بين بايدن وأردوغان. هذا هو السبب في أن الثورة الملونة في تركيا لم تحدث. علاوة على ذلك ، ، فإن الغرب وتركيا لديهما إجماع كامل فيما يتعلق بعدم قبول تحسين مواقع روسيا في الواقع الجيوسياسي الحالي .



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوكرانيا تخسر اوديسا وساحلها على البحر الاسود
- ألكسندر دوغين - تعليمات دوغين: النصر والعدالة - المبادئ
- روسيا – نريد النصر والعدالة معا - بيان هام من التيار الوطني ...
- بخصوص مشاركة (إسرائيل) في الحرب في أوكرانيا
- المسيرات التي هاجمت موسكو والقرم يمكن أن تكون من أصل إسرائيل ...
- ألكسندر دوغين الاطماع البولندية في غرب أوكرانيا
- ألكسندر دوغين الحرب تقترب من ذروتها
- ألكسندر دوغين تركيبة المجتمع الروسي مقارنة بالنخبة
- عملاء لندن في روسيا ؟
- لماذا غير بوتين خطته بمقدار 180 درجة
- ألكسندر دوغين عندما ندع الحرب تدخل فينا ، ننتصر
- من يأتي إلينا بالسيف
- ألكسندر دوغين بوتين يواجه الاختيار بين ثورة من الأعلى والحرب ...
- لقد حان الوقت لبدء الحرب في أوكرانيا
- المجلس الروسي للشؤون الدولية - اناتوميا سياسة الاستيطان اليه ...
- تضارب المصالح الإسرائيلية في أوكرانيا
- روسيا - يجب تغيير الاستراتيجية وليس - بائعات الهوى-
- أوكرانيا تهاجم جسر القرم مرة اخرى
- سياسة الهجرة بين روسيا وفرنسا - مأساة فرنسا هل تتكرر في روسي ...
- ألكسندر دوغين لا يَفُلّ الحديد إلّا الحديد


المزيد.....




- السعودية.. بلقيس تثير ردود فعل واسعة بتصريحات حول عدم مشاركت ...
- من بينها فيروز وشريهان.. لبنانية تُجسد صور نساء ملهمات بأسلو ...
- في الإمارات.. مغامران يركضان على مسار جبلي بحواف حادة في تجر ...
- رئيس -الشاباك- الأسبق لـCNN: نتنياهو يفضل نجاته السياسية على ...
- نائب بريطاني يستعين بنجمة من بوليوود لدعم حملته الانتخابية ( ...
- Tribune: رئيس الوزراء الهندي يزور موسكو في 8 يوليو
- مصر.. قتلى وإصابات في حادث سير
- تحقيق يرجح أن تكون نيران دبابة إسرائيلية أصابت مكتب فرانس بر ...
- الحرب في غزة| قصف إسرائيلي يستهدف مدرستين تابعتين للأونروا و ...
- تعرّف على -أونيغيري-.. النجم الخفي بين المأكولات اليومية في ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - تركيا – لماذا لم تحدث ثورة ملونة؟