أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - كريم الزغيّر - نهاية العمل (تضاؤل القوى العاملة وبزوغ فجر حقبة ما وراء السّوق).














المزيد.....


نهاية العمل (تضاؤل القوى العاملة وبزوغ فجر حقبة ما وراء السّوق).


كريم الزغيّر

الحوار المتمدن-العدد: 7686 - 2023 / 7 / 28 - 18:28
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أثناءَ الإعلانِ عن وصولِ جائحةِ (كورونا) إلى المملكة الأردنيّة الهاشميّة بدايةَ شهر (شباط) من العام 2021؛ طَفِق الخبراء والمختصون بالنقاش الغائر حول مستقبل عدد من المهن والوظائف، التي تبيّن خلال فترة استشراء الوباء؛ أنّه يُمكن ممارستها مِنْ خلال وسائل غير ماديّة، وقد يتساءل القارئ: لماذا اخترتُ الحديث عن المملكة الأردنيّة الهاشميّة على وجه التحديد؟ والجواب: أنّني قد بدأت عملي في مركز أبحاث خلال فترة انتشار الوباء؛ وهو عمل غيّر وبدّل في المفاهيم المهنيّة، فلم أحتج آنذاك إلى الذهاب للعمل باستخدام وسائط النقل العام، وما أستطيع إنجازه في مكان العمل؛ أستطيع أن أنجزه في المنزل باستخدم الأدوات اللازمة، وكانتْ الاجتماعات التي تُعقد عبر برنامج (زووم) حاسمةً في التوصُّل إلى قناعة، مفادها؛ أنّنا نَلِج، مُرغمين، إلى عصرٍ لديه تعريفات أخرى لمفهوميْ الزمان والمكان.

حينذاك؛ حصلتُ على كتاب بعنوان "نهاية العمل" للكاتب الأمريكيّ (جيرمي ريفكن)، وأحسبُ أنّ القارئ قد بُهِتَ قليلًا باسم الكتاب ودلالاته التي لن يستطيعَ أحد فهمها إلّا مَنْ يقرأ هذا الكتاب عدّة مرَّات؛ فهو ليسَ كتابًا فحسب؛ بل وثيقة تنبؤيّة حول مستقبل المهن والوظائف، والعمل كمفهومٍ مُجرّد؛ يُحيلنا (ريفكن) إحالةً ارتداديّةً نحو ما تنبأ به (كارل ماركس) حول سطوةِ (الآلة) كأداةٍ للرأسماليّة في صراعها مع الطبقة العاملة بعد استنفاد كافّة الطرائق لاستغلالها، وليس أدّل على ذلك من (التايلوريّة: نظام التعريق) في امتصاص عَرقِ العمَّال الذي يستنتجُ القارئ لكتابنا هذا؛ أنّه على العمّال التحسّب لما هو آت، وإذا ما أردنا أن يكون الاستقراء دقيقًا، وبالتحديد؛ ما يتعلّق بالإضرابات النقابيّة التي لم تعدْ ذات جدوى، فعليهم أَنْ يتماهوا مع ما قد أتى، فقد عنونَ (ريفكن) الفصل الأوّل من كتابه بعنوان اختزاليّ، يؤب (ريفكن) إلى النظريّات الاقتصاديّة- الطبقيّة التي تتلاشى مع بزوغ نظريات فوضويّة ضمن التطوّر الطبيعيّ للرأسماليّة المُنفلتة مِنْ عقالها؛ تؤسّس لتحوّل كميّ ونوعيّ ذي أنساق متعامدة في تطورها الآخذ بالتسارع، مطوّحةً بكمٍّ بشريٍّ تعتبرهم الرأسماليّة حمولةً زائدةً في عالمٍ تتصارعُ القوى فيه على الموارد عبر تجذير الهيمنة الجيوسياسيّة، والتحالفات المافوق أيديولوجيّة.

أصابني شدوهٌ حينما قرأت أّنّ (ريفكن) قد نشر كتابه عام 2009؛ وفي المعايير الزمنيّة التي يفرضها عصرنا؛ يعدّ نشر كتاب تأكيدًا على وصفنا لهذا الكتاب بالوثيقة التنبؤيّة؛ وهي وثيقة لا يعبّر من خطّها (أقصد الكاتب) عن أيّة مضامين (رومانتيكيّة) أو (نوستالجيّة)؛ إنّه يُخبرُنا بفظاظة التحليل النظريّ؛ أنّ هنالكَ عصرًا سيُطيحُ بمهنٍ ويلفظها كما لُفظت غيرها من المهن، لكنْ حتّى لا نقع في شِرك التبسيط المُخل؛ فإنّ الكاتب لم يُمفهِم كتابه أو وثيقته مَفهمةً غيبيّةً، أو لم يروَ لنا ما رأه (دانتي) في كوميدياه الألهيّة؛ بل يستعين بالنظريّات الاقتصاديّة واستقراءات مؤسّسيها، في مقايسة ميكرو- نظريّة لما ستؤول إليه المهن والوظائف، أو بالأحرى؛ العمل كمفهوم، لكنْ (ريفكن) الّذي يَصفع أذهاننا باستخلاصاته حول المآلات؛ لم يُرِدْ أَنْ يوجّه إليه قارئ كتابه أفظع النعوت، وأقذع الألفاظ؛ وهو ما يفسّر وضع الفصل الأخير من الكتاب، الذي يتحدّث فيه عن أنّ نهاية العمل لن يُلقي بنا في قهر المهجول؛ بل من الممكن أّنْ يوفّر للبشريّة تُعيدهم إلى حيواتهم ونشاطاتهم؛ أيّ "الاقتصاد الاجتماعيّ" الذي رأى فيه (ريفكن) القشّة التي على البشر التشبّث بها؛ لضمان الحفاظ على علاقتهم مع مفهوم العمل، أو هكذا ربما تناهى إليّ.
يَحتاجُ كتاب "نهاية العمل" إلى قراءات أُخرى؛ نظرًا للتطورات المتسارعة التي تبعت نَشره، وأيضًا لما أحدثه الذكاء الاصطناعيّ (AL) من نقاش صاخب وساكن حول مفهوم العمل.



#كريم_الزغيّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقية في - حدائق عمَّان - بقلم : كريم الزغير


المزيد.....




- اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب ...
- أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع ...
- بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين ...
- السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق ...
- حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا ...
- مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب ...
- الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق ...
- بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط ...
- نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - كريم الزغيّر - نهاية العمل (تضاؤل القوى العاملة وبزوغ فجر حقبة ما وراء السّوق).