|
تكملة الرسالة المفتوحة للصديقة نور حريري
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7684 - 2023 / 7 / 26 - 18:48
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الظاهرة السابعة _ نور حريري قارئة للنظرية الجديدة
أقترح على القارئ _ة الجديد _ ة خاصة ، العودة لقراءة الظواهر الستة التي تتمحور حولها النظرية الجديدة . لأجل تسهيل عملية القراءة ، والفهم ، لبعض الأفكار الصادمة للقارئ _ ة التقليدي .
1 الظاهرة السابعة ، تتمحور حول سؤال الواقع ، ما هو الواقع : الحركة الموضوعية للواقع ، ومكوناته ، وحدوده .... الواقع بين الوجود والكون ، الوجود يمثل الواقع المباشر من الداخل ، والكون يمثل كل شيء من الخارج والداخل معا . يتحدد الكون بصورة تقريبية من جانبين : 1 _ السطح والخارج يتحدد بظاهرة ( أكبر من اكبر شيء ) . بينما يتحدد المركز والداخل من خلال ظاهرة ( اصغر من اصغر شيء ) . يتكون الواقع أو ، الكون ، من ثلاثة أنواع للطاقة : المكان والزمن والحياة . يمثل المكان الطاقة المحايدة ، بالإضافة لكونه يجسد عامل التوازن والاستقرار الكوني . يمثل الزمن الطاقة السلبية في الكون ، ويتمثل كظاهرة مباشرة في تناقص بقية العمر إلى الصفر دوما ( في اتجاه وحيد ، وثابت ) . تمثل الحياة _ على النقيض من الزمن _ الطاقة الإيجابية في الكون ، وتتمثل كظاهرة مباشرة في تزايد العمر : من الصفر ( أو اللانهاية السالبة ) لحظة الولادة ، إلى العمر الكامل في لحظة الموت . وأما الحركة الموضوعية للواقع ، أو الكون أو الوجود ، فهي تتمثل باليوم بظاهرة " اليوم الحالي " . الواقع المباشر ، أو اليوم الحالي ، يأتي من الماضي والمستقبل بالتزامن . ( الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، خطأ ويعتبر أن حركة الواقع والكون من الماضي إلى المستقبل . هذا خطأ ، وقد ناقشت ذلك عبر نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن . لمن يهمهن _ م الأمر ) . حركة الحياة ، او الحركة الموضوعية للحياة بتعبير أكثر دقة ، لها اتجاه ثابت ووحيد : من الماضي إلى المستقبل . ( الجانب الحي من اليوم الحالي ، جاء من الأمس ) حركة الزمن أو الوقت ، أو الحركة التعاقبية للزمن ، لها اتجاه واحد وهو يعاكس الاتجاه الموضوعي للحياة دوما : من المستقبل إلى الماضي . ( الجانب الزمني من اليوم الحالي ، جاء من الغد ) .... هذا التعريف السريع للواقع ، وتحديده بشكل مكثف جدا . ناقشت الأفكار الواردة في النص ، بشكل موسع وتفصيلي ، عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن . 2 مشكلة القراءة الجديدة خاصة ، تتمثل بعدة أسئلة مزمنة ومعلقة : 1 _ السؤال الأول ما هو الواقع ؟ الجواب الصحيح ، لا أعرف ولا أحد يعرف . الجواب الجديد ، وهو أحد محاور النظرية الجديدة : ( وهو ما يزال في مرحلة الحوار المفتوح ، ويرحب بجميع الأفكار والمساهمات المكتوبة خاصة ) . الواقع = سبب + صدفة . الواقع = مكان + حياة + زمن . 2 _ السؤال الثاني ما هو الزمن ؟ الجواب الصحيح ، لا اعرف ولا أحد يعرف . الجواب الجديد ، وهو أحد محاور النظرية الجديدة أيضا : ( أيضا ما يزال في مرحلة الحوار المفتوح ) الزمن = الوقت + فكرة الزمن . فكرة الزمن خلال القرن العشرين ، وحتى اليوم عديمة القيمة . بعبارة ثانية ، خلال القرن الماضي ، وإلى اليوم : الزمن = الوقت . طبيعة الزمن : مشكلة معلقة ، بين العلم والفلسفة ، منذ عدة قرون . ويمكن تلخيصها بعدد من الاحتمالات : 1 _ الزمن فكرة ثقافية مثل اللغة والمال . 2 _ الزمن موجود قبل الحياة ، ويستمر وجوده بعدها أيضا . 3 _ يوجد احتمال ثالث ، أن تبقى فكرة الزمن ( او مشكلة طبيعة الزمن ) مجهولة ومعلقة خلال هذا القرن ، وحتى ألف سنة قادمة !؟ 4 _ يوجد احتمال رابع ، ويمكن اعتبارها جزئا من الاحتمال الثالث فقط ، ويتمثل بإمكانية بقاء طبيعة الزمن مجهولة إلى الأبد ! 3 _ السؤال الثالث ما هو الحاضر : أعتقد أن النظرية الجديدة تجيب عن هذا السؤال بشكل دقيق ، وموضوعي ، ومتكامل . وهو بالمختصر : للحاضر عدة أنواع ، ثلاثة في الحد الأدنى : 1 _ حاضر الزمن . 2 _ حاضر الحياة ( أو الحضور ) . 3 _ حاضر المكان ( او المحضر ) . 4 _ الحاضر الآني ( هذه اللحظة ، لحظة القراءة ) . 5 _ الحاضر المستمر ( يتمثل بالتاريخ أو الحضارة و وغيرها ) . 6 _ الحاضر الفردي ( يتمثل بالعمر الشخصي ، الفردي ) . 7 _ الحاضر المشترك ( يتمثل بأبناء الجيل الواحد ) . 8 _ الحاضر ، كل ما يمكن معرفته أو تخيله والتفكير فيه . .... ملحق
مفارقات زينون ، تكشف مغالطة العلاقة بين اللحظة والزمن ؟!
ما هي اللحظة ؟ هل هي زمن أم حياة أم مكان ؟ الزمن جزء من اللحظة ، لكن العكس غير صحيح سوى في حالة خاصة . أيضا الحياة جزء من اللحظة ، وربما المكان ( لم أفكر بهذه المشكلة ) . .... اللحظة مصطلح ينطوي على مغالطة ، لا مفارقة فقط . واستخدامه غير مبرر ، بشكل علمي أو منطقي . .... الساعة مثلا ، فترة محددة بشكل دقيق وموضوعي . أجزائها الدقيقة والثانية ، واجزائهما . مضاعفاتها السنة والقرن ، ومضاعفاتهما . لكن اللحظة ، أو العصر ، أو ( الحاضر ) ... كلمات اعتباطية . بعد فهم هذه المشكلات ، المزمنة ، القديمة والمتجددة . ومعها مشكلات جديدة تتعلق بالمعرفة الجديدة والأفكار الجديدة بصورة عامة . .... .... القسم الثاني
تكملة الرسالة المفتوحة للصديقة الأستاذة نور حريري دعوة للحوار المفتوح حول الزمن أو مشكلة الزمن ، والحاضر أولا ( وللقارئ _ة ، جديد _ ة أيضا )
لماذا يصعب فهم كتاب ، أو نص ، وقراءتهما بشكل صحيح ومناسب ؟! ( صعوبة فهم ، أو تقبل ، النظرية الجديدة كمثال )
توجد ثلاثة أنواع من الأسباب : 1 _ ذاتية وتخص القارئ _ة حصرا . 2 _ اسلوبية وتخص الكاتب _ ة حصرا . 3 _ موضوعية ، وتتعلق بالأفكار الجديدة ، بالإضافة إلى الالتباس في فهم ، ومعرفة الأفكار القديمة ، أيضا المعروفة منها والشائعة أو االنخبوية . سوف أبدا بمعالجة الأسئلة أعلاه بشكل عكسي ، ومن الآخر إلى الأول ... 1 الأسباب الموضوعية لفهم النظرية الجديدة مثلا ، أو لأي فكرة جديدة ، والمنفصلة عن القارئ _ة والكاتب _ ة بالفعل محدودة ، وواضحة . تتلخص بمشكلات اللغة والعادة ، أو الاجبار على التكرار بتعبير فرويد الشهير ، أو العود الأبدي الأكثر شهرة لنيتشه . .... كلنا نتعلق بعاداتنا ، وحياتنا وأشيائنا الفكرية أيضا . لا أحد مغرم بنقاده ، باستثناء بعض الفلاسفة والحكماء ... وهم قلة نادرة ، في مختلف العصور والثقافات . وبالتالي لا خوف من ( المازوشية الثقافية والفكرية ) ، والعكس صحيح دوما ، كل الخوف والحذر من النرجسية والمبالغة تجاه أفكارنا ومعتقداتنا . .... الطريقة النموذجية ، والأنسب كما اعتقد ، لحل هذه المشكلة تتمثل بالتجربة والتكرار . المثابرة ، مع الاهتمام والصبر ، طريق الفهم والمعرفة . سأكتفي بمثال تطبيقي ، يوضح فهمي لهذه المشكلة ، ويوجد الكثيرون في العربية وغيرها يفهمون هذه المشكلة ( صعوبة القراءة والفهم والتعلم ) أكثر مني وخاصة الفلاسفة وعلماء النفس . أدعو القارئ _ة للتفكير بهذه التجربة ، واختبارها بالفعل : تخيل أكثر مكان ، هناك ، تعرفه بشكل دقيق وموضوعي . وفي المرحلة الثانية ، اجراء المقارنة بين الصورة الذهنية ( أو الاعتقاد ، والذاكرة ، والتخيل ) وبين المكان الحقيقي ، والموضوعي بالفعل . في حال تعذر ذلك لسبب ما ، فليكن الاختيار للمكان الثاني أو باالدرجة التالية من الأهمية وبحيث يسهل اجراء المقارنة بين المكان الحقيقي ، وصورته المتخيلة أو في الذاكرة . أعرف هذا المثال من تجربتي الشخصية : مثال 1 تقدير الوقت ، قبل النظر إلى الساعة ، أحاول تقدير الوقت بشكل دقيق . نسبة الخطأ تتجاوز التسعين بالمئة ، مع أنني أكرر التجربة منذ سنوات . مثال 2 ، وأوضح ، حالة القلق الهوسي : بعد أرسال النص للنشر بفترة ، بعد يوم مثلا ، تخطر في بالي فكرة مقلقة أن أكون متزلفا ( زيادة على اللطف الطبيعي ) ، أو العكس ، القلق والخشية من أن أكون متنمرا على أحد الشخصيات الواقعية ، أو الأدبية . مثال آخر ، شبيه ومن نفس الطبيعة الهوسية ، بعدما أخرج من الغرفة واغلق الباب الخارجي ، أتذكر بأنني ربما لم أضع الموبايل في الشحن ، أو بالعكس لم أفصله عن الكهرباء ... هذه التجربة أوضح ، واعتقد أنها هامة جدا للتحرر من التعصب اللاواعي بطبيعته . نسبة خطأ توقعي ، او ذاكرتي ، أو اعتقادي ، لا تقل عن الستين بالمئة وبعد تجربتي وخبرتي المتكررة . الخلاصة ، كم من البؤس ( والغباء ) ، بالإضافة للخسارة المتبادلة مع الصديق _ة حين أكون متعصبا لفكرة ، أو اعتقاد ؟! .... وأختم الفكرة بتجربة سهلة ، ... ما عليك سوى اغماض عينيك لدقيقة ، مع تخيل المنظر الفعلي أمامك . ثم فتح عينيك ، والمقارنة بين التصورين ، المختلفين بالطبع . ( الشخصية النرجسية يصعب عليها القيام بتجربة هذه الأمثلة ، على بساطتها وسهولتها ...بالنسبة لي هي تجربة ممتعة ، أن اكتشف ضعف ذاكرتي ، وخطأ تقديري وبعض معتقداتي أيضا ) . 2 السبب الأسلوبي ، في صعوبة القراءة وعسرها الصريح . هنا أتحمل المسؤولية الكاملة ، ولا أعرف كيف أحل المشكلة بشكل نهائي وحاسم . أعرف أن كتابتي غير ممتعة ، للقارئ _ة الجديد خاصة . أحاول عن طريق الحوار المفتوح ، بالإضافة إلى الكتابة بشكل يومي لمدة ساعة على الأقل . أعتذر بالفعل ، عن ضعف الأسلوب ، وعن عيوب الكتابة الكثيرة .. واعمل ما بوسعي لكي أخفف منها ، ولا أقول تجنبها ، تلك غاية لا تدرك . 3 السبب الذاتي ، يتعلق بالقارئ _ة حصرا . سوف اعرض موقفي ، وخبرتي الشخصية ، عبر مثالين : المثال 1 ، .... ذكرته سابقا أكثر من مرة ، من كتاب أريك فروم " فن الاصغاء " . في جلسة مع محلل نفسي جديد ، متدرب مع أريك فروم ، وبحضور بعض تلامذتهما : يتحدث الطبيب المتدرب عن ( مريضته ) الثلاثينية ، يقول بأنها أخبرت أبوها وأمها ، في جلسة غداء بأنها تقابل ( فلان ) وهو شخصية يعرفها الأب والأم بشكل جيد ، واكثر من ذلك هو موظف في شركة والد المرأة . وأضاف الطبيب المتدرب ، أن الأب والأم قالا للمرأة نفس الرأي ، لا تنسي أن ( فلانا ) متزوج ولديه أولاد أيضا . ويكمل الطبيب المتدرب حديثه ، حيث يعتبر أن ما ذكره غير مهم ، وهو حديث يومي في العائلة ، مثل بقية الأحاديث العادية . يوقفه أريك فروم ويقول : هنا المشكلة الأساسية ؟ هل شخصية الأب غبية ، ويسهل التلاعب معه في شركته مثلا ، من قبل موظف ما ؟ ليس كذلك ، بل هو شخص فطن وذكي ، وهذا معروف عنه يخبره الطبيب المتدرب . لماذا إذن ، لم يفهم الأب ، أن ابنته في ورطة عاطفية وهي تحتاج لمساعدته بالفعل ، ولولا ذلك لما أخبرته ؟ أجاب الطبيب المتدرب ، بأنه قدم لها النصيحة ، ونبهها لأنه متزوج ومرتبط بعائلته ، ماذا يمكنه أن يفعل غير ذلك ؟ هنا جوهر العلاج النفسي يؤكد أريك فروم : الاهتمام ، شرط الفهم . لا يمكن فهم أي كلام ، أو فكرة وغيرها ، بدون اهتمام حقيقي . ثم تابع اسئلته للطبيب المتدرب ، وماذا عن الأم ، هل هي مغفلة ، ويمكن لجارتها ، أن تبدل بعض اغراضها الخفيفة بالأغراض الثمينة للأم مثلا ؟ لا ، ليست كذلك هي أيضا شخصية ذكية ومثقفة ، يجيب الطبيب المتدرب . ويكمل أريك فروم ، شرحه : الأم والأب في هذا المثال ، نموذج لعدم الاهتمام ، وهما لا يعرفان أي شيء بشكل فعلي ، وصحيح ، سوى ضمن دائرتهما الخاصة والصغيرة جدا . ويكمل عدة صفحات في شرح فكرة ( الاهتمام ) ، وأنها تشكل الفاصل الحقيقي ، والعتبة ، بين الشخصية المريضة عقليا ونفسيا وبين الصحة المتكاملة للفرد . أعتقد أن هذا المثال يفسر بالفعل ، فشل شخصيات ثقافية مرموقة ومشهود لها بالفطنة والذكاء والابداع أيضا ، في فهم النظرية الجديدة . وأكتفي بذكر ثلاثة أسماء ، من الذين كتبت لهم رسائل مفتوحة : أدونيس ، وناشيد سعيد ، وخلدون النبواني كمثال على مشكلة القارئ كما أعتقد . بالمقارنة مع ثلاثة فهوا النظرية بسهولة ، ويسر : علي عبدالله سعيد ، وكمال شاهين ، ومنذر مصري ، ...على سبيل المثال . أعتقد أن الاهتمام سبب وجوهري ، وثابت ، في فهم ( أو عدم فهم ) النظرية الجديدة وغيرها من الكتب والنصوص . المثال 2 ... حادثة اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات ، كما يرويها كاتب مدرسة المشاغبين علي سالم : اكتشفت المؤامرة ، التخطيط والتنفيذ لعملية اغتيال السادات ، قبل عدة ساعات . وتم ارسال ضابط كبير في المخابرات المصرية ، برتبة عقيد ، إلى الاحتفال للتبليغ عن ذلك . وصل الضابط قبل أكثر من ساعة ، على بداية الاحتفال . وحاول مقابلة الرئيس ليخبره بالمؤامرة ( المشكلة ) . لكن الحرس الرئاسي منعه من ذلك ، ووعدوه بأنهم سينقلون الرسالة ( الشفهية ) للرئيس ، وهذا دورهم ومسؤوليتهم . لكن ما حدث بعد ذلك ، ويعرفه جميع من عاصروا تلك الفترة ، يشبه فيلم هوليودي ، حيث تم اغتيال السادات بشكل مسرحي ويصعب تصديقه ، اكثر من أي فيلم وثائقي عن تلك الحادثة ومثيلاتها . لماذا حدث ذلك ، يسأل علي سالم ، ويقدم الجواب الصحيح ( المنطقي ) . بدل نظريات المؤامرة ، التي شاعت في تلك الفترة : وصل الضابط إلى مسرح الجريمة ، أو الاحتفال ، وهو على يقين من صدق مهمته ( الرسالة ) . لكن ، بعدما قابله الحرس الرئاسي ، بذلك الجبروت والفوقية . اعتقد ، مثلهم ، أن الرئيس السادات أكبر واقوى من مؤامرة صغيرة ، وهو لا يمكن أن يموت بالاغتيال خاصة . القارئ _ة الجديد ، يشبه حامل الرسالة الشفهية . .... القسم الأول من الرسالة
رسالة مفتوحة إلى الأستاذة / الصديقة نور حريري
يسعد أوقاتك ... الشكر أولا للصديقات والأصدقاء المشتركين _ ات ، عبر صفحاتهم تعرفت على كتابتك وطرق تفكيرك الإبداعية ، والمتميزة بجدارة . لا أعرف إن كنت سمعت بالنظرية الجديدة ، أم لم يحدث ذلك ... في كلا الحالتين ، أغتنم كل الفرص الممكنة ، للحوار مع صديق _ة جديدة _ة وأقترح التفكير ببعض الأسئلة ( الجديدة ) المهمة والملهمة كما أعتقد : السؤال الأول ، والأساسي : من أين جاء اليوم الحالي ، خلال قراءتك لهذه الكلمات ، وإلى أين يذهب ؟! والسؤال الثاني ، تكملة للأول ، ويتصل مباشرة بأحجيات زينون : ما نوع المسافة بين لحظة الولادة ، وبين هذه اللحظة ( خلال قراءتك لهذه الكلمات ) ، وهل هي مسافة واحدة وتبدأ من الماضي للمستقبل ، وهي من نوع ( الزمكان ) التي تروج لها الثقافة العالمية منذ أكثر من قرن ؟! .... الأجوبة المناسبة على السؤالين السابقين ، مع الظواهر الستة ، تقدم البرهان المنطقي والتجريبي معا للنظرية الجديدة ، وبنفس الوقت توضح اختلافها النوعي ، والكمي ، عن الثقافة السائدة بنوعيها الحديثة أو التقليدية . .... يقولون في الفلسفة عادة ، إن السؤال المناسب يتضمن نصف الجواب الصحيح على الأقل ... بالعودة للسؤال الأساسي : من أين جاء اليوم الحالي ، وإلى أين يذهب ؟! بحسب الموقف الثقافي السائد ، والمشترك بين الفلسفة والعلم ، يأتي الزمن من الماضي ويذهب إلى المستقبل . هذا الجواب ناقص ، وغير واضح . ( مثلا ، ....ملاحظة هامة جدا ، يقفز فوقها ، أو يتجنبها الفلاسفة والفيزيائيون ، والمثقفون _ات العرب وغيرهم بصورة دائمة : لا يوجد أي تمييز بين فكرة الحياة وفكرة الزمن ، وهل هي نفسها ؟ وفي الواقع الفعلي ، يتم التعامل مع الحياة والزمن ، بالإضافة للمكان على اعتبارهما واحدا فقط ، مفردا وبسيطا أيضا . ويعتبر اتجاه الحركة الثابت ، والوحيد ، من الماضي إلى المستقبل . وبدون أي تحديد للماضي أو للمستقبل ، ولا للحاضر طبعا ) لكن وبحسب النظرية الجديدة ، وهنا محور الاختلاف مع الثقافة السائدة الحديثة أو التقليدية على السواء : الحياة تأتي من الماضي إلى المستقبل بالفعل ، لكن حركة مرور الزمن ( أو الوقت ) هي بالعكس من المستقبل إلى الماضي . وحركة المكان ثالثا ، وتختلف عن الحركتين السابقتين ، من حيث أنها تحدث في الحاضر فقط ، من النقطة 1 إلى النقطة 2 ... إلى النقطة ( س ) ، وغيرها . .... والسؤال الثاني ، المسافة بين لحظة الولادة وبين اللحظة الحالية ليست بسيطة أو مفردة ، بل هي ثلاثة أنواع من المسافة أو الحركة ... وهنا سأنسخ مقالة سابقة تناقش الفكرة نفسها ، وأعتقد أنها توضح المشكلة :
الفرق ، التشابه أو الاختلاف ، بين أنواع المسافة الثلاثة ؟! ( مسافة المكان ، ومسافة الزمن ، ومسافة الحياة )
1 للتذكير : الموقف الثقافي العالمي ، خاصة الفيزياء الحالية ومعها الفلسفة ، يعتبر أن المسافة المكانية هي نفس المسافة الزمنية ، وهي نفس المسافة الحياتية !؟ بكلمات أخرى ، الموقف السائد في الثقافة العالمية الحالية ، يعتبر أن حركة الزمن هي نفسها حركة الحياة وهي نفسها حركة المكان وبدون فروق . هذا خطأ بمستوى الفضيحة ، كما أعتقد وأحاول إثبات ذلك عبر الأدلة المنطقية والتجريبية . المسافات الثلاثة تختلف نوعيا ، وجذريا ، وليس كميا فقط . .... مثال نموذجي ، وهو دليل حاسم على خطأ الموقف الثقافي العالمي الحالي : المسافة بين لحظة ولادتك ، وبين اللحظة الحالية ( القارئ_ ة الآن ) ، هل هي من نوع المسافة المكانية بين نقطتين ، ويمكن حسابها بالمتر مثلا ؟ وهل هي نفسها المسافة بين لحظة الولادة ولحظة الموت ، للفرد ، والاختلاف كمي وفردي فقط ( بحسب طول العمر الفردي أو قصره ) . هذا الموقف خطأ ، كما أعتقد . وهو عامل إعاقة ثابت ، ومزمن أمام معرفة العلاقة بين الزمن والحياة . ولكنه موقف اينشتاين ، الذي اعتبرته الثقافة العالمية حقيقيا ( موقف العلم والفلسفة الحاليين ) منذ أكثر من قرن عبر فكرة الزمكان . .... مسافة الزمن ومسافة الحياة هي نفسها بالقيمة المطلقة ، ولكنها تختلف في الإشارة والاتجاه . مسافة الزمن أو مسافة الحياة ، هي نفسها لكن بحالة مطابقة عكسية . تشبه الخط المزدوج بين نقطتين ، أو مدينتين ، وبشكل متعاكس دوما . هذا كل ما نعرفه حاليا ، إلى اليوم 13 / 7 / 2023 . مثلا ، لا نعرف نوع المسافة ، ولا الحركة ، بين لحظة الولادة وهذا اللحظة سواء بسواء ، بالنسبة للكاتب أو القارئ _ة . لكن ، يمكننا أن نعرف بثقة ووضوح ، أن الموقف الثقافي العالمي ، الحالي والمستمر بعد اينشتاين خطأ صريح _ ومتناقض _ كما أعتقد . المسافة بدلالة المكان خطية أو فضائية . لكن المسافة بدلالة الحياة ، أو الزمن ، لا نعرف عنها سوى أنها جدلية عكسية بين الحياة والزمن . وتربط بينهما _ الحياة والزمن _ معادلة صفرية من الدرجة الأولى ، ونجهل بشكل شبه كامل العلاقة بين المكان والحياة وبين الزمن والمكان . فكرة الزمكان ، فرضية غير مقبولة ( تافهة كما اعتقد ) ، حيث تستبدل قيمة المتحول المجهول ( الحاضر ) بالصفر أو اللانهاية . وهو ما فعله نيوتن أولا ، حين اعتبر أن قيمة الحاضر تقارب الصفر ويمكن اهمالها بدون أن يؤثر ذلك على الحسابات العلمية _ والعملية . وقام اينشتاين بالنقيض ، واعتبر قيمة الحاضر لا نهائية . ما تزال مشكلة الحاضر ، قيمته ومكوناته وحدوده وحركته ، بدون حل علمي ( منطقي وتجريبي معا ) . لكن حدث تقدم مهم كما اعتقد ، صرنا نعرف بدلالة النظرية الجديدة أن الحاضر ثلاثي البعد والطبقات . ( وليس عنصرا مفردا ، وبسيطا ) . بكلمات أخرى ، الحاضر ثلاثة أنواع على الأقل : حاضر الزمن ، وهو نفسه الحاضر . حاضر الحياة أو الحضور . حاضر المكان أو المحضر . وقد ناقشت هذه الفكرة ، الجديدة ، بصيغ مختلفة ومتنوعة ، عبر نصوص منشورة سابقا على الحوار المتمدن _ لمن يهمه الأمر . 2 المشكلة الحقيقية بين مسافة الحياة وبين مسافة الزمن ، تحتاج إلى الاهتمام والتركيز والتفكير النقدي . المشكلة الزائفة بين مسافة الزمن ومسافة المكان ، وهي تكشف خطأ تفكير اينشتاين ، ومثله تفكير فرويد ( كان الاثنان يعتقدان أن الزمن يتحدد بالشعور الفردي ، ويستخدمان نفس المثال ، على سرعة الزمن في الحالات اللذيذة وبطئه في حالات الألم ) . يعرف اليوم طفل _ة متوسط الذكاء ، بعد العاشرة خطأ ذلك المنطق ، لا الفكرة فقط . .... المثال النموذجي : فرق العمر بين شخصين ؟ دليل على أن الزمن موضوعي ، ويتحرك بسرعة ثابتة واتجاه ثابت أيضا . لكن تبقى مشكلة الحاضر ، والزمن معلقة . ( وهنا ينتهي الاقتباس من المقالة السابقة ) . .... والأهم للفهم ولحل مشكلة الزمن والحاضر ، كما أعتقد " الظواهر الستة " ، ويكفي فهمها لتغيير الموقف الثقافي والعقلي للقارئ _ة ، وهي تفتح باب التفكير الجديد بالفعل : 1 _ الظاهرة الأولى : يولد الانسان في العمر صفر وبقية العمر كاملة ، ويموت بالعكس تماما : في العمر الكامل وبقية العمر التي تناقصت إلى الصفر . 2 _ الظاهرة الثانية : اليوم الحالي ( هذا اليوم نفسه 17 / 7 / 2023 ) ، يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء ، ويوجد في الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، ويوجد في المستقبل بالنسبة للموتى . كما يوجد احتمال رابع بالنسبة لمن سوف يولدون خلال اليوم الحالي ، واحتمال خامس بالنسبة لمن سيموتون خلال اليوم الحالي . 3 _ الظاهرة الثالثة : أصل الفرد ، قبل الولادة بقرن وأكثر تتكشف الصورة بوضوح تام : في مرحلة قبل الولادة يكون الفرد في الماضي والمستقبل ، بنفس الوقت ؟ حيث يكون جسده ، أو حياته ، عبر مورثاته الشخصية في سلالات الأجداد . وبنفس الوقت ، تكون بقية عمره ( أو زمنه ) في المستقبل . ( يكفي التفكير بهدوء ، وتعمق ، بمن سيولدون بعد قرن وأكثر ، بعد سنة 2123 ، لتتكشف فكرة " اصل الفرد " بشكل دقيق ، وموضوعي ) . 4 _ الظاهرة الرابعة : ثنائية الفعل والفاعل ، في العربية تتمثل ثنائية الفاعل والفعل بمزدوجة عكسية تنطلق من الحاضر دوما : 1 _ حركة الفاعل ، أو الحياة ، دوما من الحاضر إلى المستقبل . ( خلال قراءتك لهذه الكلمات ، ستبقى – ين في الحاضر ، حتى لحظة الموت ، ومعك بنفس الحركة " الموضوعية " جميع الأحياء ) . 2 _ حركة الفعل ، أو الزمن ، دوما من الحاضر إلى الماضي . ( خلال قراءتك نفسها ، فعل القراءة يتجه بعكس الحركة الذاتية الشخصية : من الحاضر إلى الماضي ) . 5 _ الظاهرة الخامسة : الحدث خماسي البعد ، وليس رباعيا فقط . لا توجد حركة للزمن بشكل منفصل عن حركة الحياة ، ولا العكس أيضا . بعبارة ثانية ، الحدث ثنائي البعد بين الحياة والزمن بطبيعته ، أو خماسي البعد بدلالة المكان والزمن والحياة . ( ناقشت هذه الفكرة المهمة ، والخطرة ، عبر نصوص عديدة ومنشورة سابقا على الحوار المتمدن ) . 6 _ الظاهرة السادسة : يولد الانسان في الحاضر ، ويبقى طوال عمره ( أو بقية عمره ) في الحاضر ... والسؤال كيف ، ومن أين ، يدخل الماضي والمستقبل إلى العمر ؟! أيضا هذا السؤال ناقشته سابقا ، بشكل تفصيلي وموسع ، ويتكشف جوابه الصحيح ، بعد فهم أنواع المسافة ( والحركة أيضا ) الثلاثة : مسافة المكان ، ومسافة الزمن ، ومسافة الحياة . الحوار المقترح مفتوح مع القارئ _ة الذي يهتم بالموضوع : مشكلة الزمن والحاضر ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة . بكل الود والاحترام اللاذقية 17 / 7 / 2023 .
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أساس الخطأ فكرة السابق واللاحق
-
أفكار جديدة حول الماضي والمستقبل ، ما تزال بمرحلة الحوار الم
...
-
هل أحجيات زينون مسائل تقبل الحل العلمي ؟!
-
كيف سيتغير الموقف من الزمن بعد خمسمئة سنة ، سنة وأكثر ؟!
-
مشكلة الزمن _ بعض الأفكار الجديدة
-
تكملة الرسالة المفتوحة للصديقة الأستاذة نور حريري
-
رسالة مفتوحة ... إلى الأستاذة / الصديقة نور حريري
-
الكتاب الجديد _ الفصل 2
-
الكتاب الجديد _ مقدمة مع الفصل 1
-
رادوبيس نجيب محفوظ
-
أنواع المسافة ، والحركة ، الثلاثة في الحد الأدنى
-
كيف سيكون الموقف من الزمن بعد خمسمئة سنة ، سنة 2523 مثلا ؟!
-
المخطوط الجديد _ الفصل الثاني
-
المخطوط الجديد _ الفصل الأول
-
الكتاب الجديد _ مقدمة
-
رسالة مفتوحة ... إلى عاطف صقر
-
الكتاب المضاد _ المخطوط الكامل
-
الزمن بين الحركة والسكون ؟!
-
ما هو الحاضر ؟ ... ( خاتمة الكتاب المضاد )
-
حول التشابه والاختلاف بين العلم والثقافة _ الشعبية خاصة
المزيد.....
-
محادثات أولية للمرحلة الثانية من اتفاق غزة ومبعوث ترامب يتوج
...
-
الاحتلال يصعد عدوانه على الضفة ويهجر آلاف العائلات بجنين وطو
...
-
الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا
...
-
-ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي..
...
-
الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
-
إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
-
أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك
...
-
سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو
...
-
حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر
...
-
مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|