كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7681 - 2023 / 7 / 23 - 00:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل لاحظتم كيف خفتت وتبددت أصواتهم عندما تعرضت غزة للقصف، وعندما كانت ترزح تحت وطأة الحصار الظالم ؟. وكيف آثروا الصمت (باستثناء القلة القليلة منهم) عندما تعرضت مدينة (جنين) للتعسف والاضطهاد، ولم ينبسوا ببنت شفة للاحتجاج على تطاول السويد على مقدساتنا. ولم يكن لهم اي موقف مشرّف للذود عن قدسية القدس، وحرمة المسجد الاقصى الذي دنسته الأقدام الهمجية. بضمنهم (بسّام جرار) الذي لا شغل له سوى تضليل الفلسطينيين، وتحريضهم ضد الناس في سوريا والعراق وفي سلطنة عمان. لكن أصواتهم تفجرت بدعوة الناس الى عدم الترحم على روح الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وتفجرت الآن فجأة في الأول من شهر محرم الحرام، فتعالت بالخطب الحماسية المجلجلة ضد المؤيدين لثورة الحسين، وضد الذين اعلنوا الحداد حزناً وألماً على استشهاده في فاجعة كربلاء. ومنهم من أعلن استعداده منذ الآن للتعبير عن سعادته الغامرة بيوم عاشوراء. بذريعة انه اليوم الذي نجا فيه موسى من الغرق. وبذريعة ان سيدنا موسى كان يصومه شكراً لله، وهو اليوم الذي يتوافق مع احتفالات اليهود بهذه المناسبة. على الرغم من انهم يعلمون انه أكثر الأيام حزناً عند الشيعة وعند عامة المسلمين، لأنه يصادف اليوم الذي قُتل فيه الإمام الحسين بن علي في واقعة الطف، بعد حصار جائر، مُنع فيه أصحاب الحسين من شرب الماء بجيش كبير أرسله يزيد من الشان إلى العراق دفاعاً عن عرش الأسرة الأموية. .
مما لا جدال فيه ان هؤلاء اعلنوا الولاء لمروان وآل مروان منذ 1400 سنة، ومارسوا اقصى درجات القسوة ضد آل بيت النبوة الأطهار. وتعمدوا طمس تاريخهم بشتى الاساليب الدونية، فما أن يرد ذكر سفيان وبنت خالة سفيان حتى يسجدوا لهم بخشوع ويقبلوا اقدامهم، ويبغضون كل من يبغض سفيان وبنت خالة سفيان. .
والسؤال الذي ينبغي ان نطرحه على هؤلاء: أيهما أفضل مواساة المسلمين باستشهاد سبط الرسول ؟. أو مواساة اليهود بنجاة موسى من الغرق ؟. .
لو بحثت الآن في منصات التواصل لوجدت لهم آلاف التصريحات الرافضة لمراسيم كربلاء. لكنك لن تسمع لهم حديثا (ولو همسا) عن المآسي التي تمر بها الأمة في شرق الأرض وغربها. لذا تراهم يلعبون في المساحة المتاحة لهم منذ القرن الهجري الأول وحتى يومنا هذا. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟