|
كيف سيتغير الموقف من الزمن بعد خمسمئة سنة ، سنة وأكثر ؟!
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7679 - 2023 / 7 / 21 - 13:14
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الموقف العلمي ، من الزمن خاصة ، سنة 2525 كمثال ؟!
الفكر العلمي جديد بطبيعته ، بمعنى أنه ينسجم ، ويتوافق بالكامل مع أي اكتشاف علمي ( منطقي وتجريبي معا ) ، هذا بالإضافة إلى شروط مسبقة متعددة منها قابلية التكذيب ( أو الاختبار ) ، مع قابلية التعميم وبلا استثناء . 1 من كتاب " الزمن " تأليف روديغر سافرانسكي وترجمة د عصام سليمان : ( لكل شيء زمنه الخاص المحدد زمكانيا بحسب تموضعه في المكان ، وبحسب حركته " قياسا بحركات أخرى " . ينقضي الزمن في كل نقطة من الكون على نحو مختلف ، أسرع أو أبطأ ، مقارنة بنقاط أخرى ، وتبعا للحركة الخاصة والقرب من الكتل الثقيلة . وبهذا يكون الزمن المطلق قد انحل كليا . لا يوجد مقياس مطلق لكل الأحداث ، يمكن فقط مقارنة الأزمنة المختلفة ، أي مقارنة المدد المعنية بعضها ببعض ، فالثانية هنا ليست هي نفس الثانية هناك . إلا أننا ، على الصعيد العملي اليومي ، ما نزال نستخدم أيضا زمن نيوتن المطلق من غير أن نلحظ ذلك ، لأن اختلافات المدد الزمنية التي تنتج وفقا لحسابات اينشتاين هي في الحدود الدنيا جدا . لكنها تلعب دورا في الأنظمة التقنية ، كما في جهاز الملاحة ، وفي التواصل الإلكتروني عموما ، ويتعين حسابها . من هذه الناحية ، نحن نعيش يوميا في عالم تقني لا يقوم بعمله إلا لأن قواعد النظرية النسبية الخاصة والعامة تؤخذ في الاعتبار ) . انتهى الاقتباس . أرجو من القارئ _ة التفكير مليا بالفكرة الأساسية للنص المقتطف : 1 _ فكرة أن " الزمن نسبي ، وتختلف الثانية هنا عن الثانية هناك " ليست مجرد فكرة أو نظرية ، بل هي تمثل اليوم أحد قوانين العلم الأساسية . وبكلمات أخرى ، الزمن نسبي : هذه حقيقة موضوعية ، ومن الحماقة إنكارها . وربما من الحماقة نقدها أيضا ! 2 _ فكرة مضمرة ، وأكثر خطورة ، وهي سائدة في الوسطين الثقافي والعلمي ( العربي _ والعالمي ربما ) لا السوري فقط تتلخص ، بأن موقف اينشتاين من الزمن ، يجسد الموقف العلمي الحالي ، ويتضمن مواقف نيوتن وغيره والعلماء والمفكرين من مشكلة الزمن وبلا استثناء . سوف أناقش الفكرتين بشكل تفصيلي وموسع ، عبر حلقات متسلسلة ، آمل وأرجو أن تفتح مجالا لحوار عقلاني ومنطقي بفكرة الزمن . .... قبل البدء بمناقشة تفاصيل الفكرتين ، أرغب بتوضيح الغاية من هذا النص : 1 _ محاولة فهم ، موقف الكاتب والمترجم والمثقف العام ( السوري أو الألماني وغيرهما ) من قضية الزمن ، وهل يتجاوزني فهمهما ، الذي يختلف عن فهمي بشكل واضح ودقيق ، وموضوعي ؟ 2 _ الأهم بالنسبة لي شخصيا فهم الإدعاء ، الذي تقوم عليه الفكرة : مساهمة فكرة الزمن النسبي ، الذي يتغير بين مراقب وآخر ، في " الأنظمة التقنية والتواصل الألكتروني ، وغيرها من العبارات الفخمة والمتعالية " ... وهي تتكرر في الثقافة العالمية ، بمختلف ثقافاتها ولغاتها بشكل ميكانيكي . وأرجو الرد والمساعدة في الشرح ممن يفهمون ذلك ، ويمكنهم تقديم دليل علمي ( منطقي أو تجريبي ) ويمكن فهمه ( للقارئ _ة المهتم بالفعل ) . مع أنني وبصراحة أعتقد أنها إنشاءات لغوية ، أو عبارات جوفاء ، وبلا أي معنى حقيقي وملموس . سبب رفضي لهذه الأفكار ، السائدة في الثقافة العالمية منذ أكثر من قرن ، يستند على بعض الملاحظات المنطقية : طبيعة الزمن ، والحاضر ، مجهولة . الواقع مجهول أيضا طبيعته وحركته ، إلى اليوم ؟! .... كيف سيكون الموقف من مشكلة الزمن بعد أكثر من خمسمئة سنة ، سنة 3023 مثلا ؟!
مثال 1 تفسير فرويد للدافع الجنسي ، بالمقارنة مع أريك فروم : يرغب الشاب لاشعوريا في الاتحاد الجنسي مع أمه ، أو مضاجعتها . وبالعكس بالنسبة للفتاة ، والتي ترغب بالاتحاد الجنسي مع أبيها . قارئ _ة التحليل النفسي ، يعرف بعض تفسيرات فرويد المثيرة ، والتي يصعب نسيانها . لكن ، وبعد قراءة تفسير أريك فروم لنفس الحادثة ، يتغير الفهم والموقف غالبا ... يعتبر أريك فروم ، أن الدافع الجنسي يغير موضوعه بسهولة وسرعة ، وهذا الخطأ الأول لفرويد الذي كان يعتبر أن الدافع الجنسي يبقى ثابتا ، ويتثبت ، على أحد الأبوين بصورة عامة وبشكل لاشعوري . لكن الخطأ الثاني برأي أريك فروم ، المنطقي والأكثر وضوحا ، أن الدافع الجنسي يمثل أحد أسباب ابتعاد الابن عن الأم ( على النقيض من تفسير فرويد ) ، والاتجاه نحو امرأة أخرى يمكنه الاتحاد الجنسي معها ( مضاجعتها ) . أيضا بالنسبة للبنت ، التي تدفعها قوة الرغبات الجنسية إلى شاب غريب ، يمكنها مضاجعته ( أو الاتحاد الجنسي معه ) . أدعو القارئ _ة للمقارنة بهدوء بين التفسيرين : التفسير الأول المنطقي والصحيح ، والعلمي كما أعتقد ، يمثله أريك فروم . والتفسير الثاني غير المنطقي ، والشاذ بالفعل يمثله فرويد . يشرح أريك فروم ، بأنه توجد حالات نادرة بالفعل ، لمريض _ ة درجة شذوذهما في الحد الأقصى ، ويشتهيان بالفعل مضاجعة الأب أو الأم . بالرغم من توافق تفسير أريك فروم ، مع الملاحظة والمنطق والواقع يفضل الغالبية تفسير فرويد إلى اليوم ! والسبب المنطقي لأنه مريح من الجهتين ، ويتلائم مع العقل الخراافي للقارئ _ة . والسبب الثاني ، معرفة أغلب الكتاب لتفضيل القراء لأفكار السحر والشعوذة على المنطق والحقيقة . ( مترجمو _ ات فرويد وأريك فروم أيضا ، كثر . ولهم الشكر الجزيل ، واعتذر عن صعوبة تذكر كل الأسماء ) . مثال 2 تفسير اينشتاين لتجربة ألبرت ميكلسون وأدوار مورلي سنة 1887 ، والتي تبين أن سرعة الضوء واحدة في جميع حالات القياس . سواء في اتجاه سرعة الأرض ، أو بعكسها ، وبصرف النظر عن سرعة المركبة التي يقف عليها الراصدون . التفسير الشعبي ، سهل وبسيط ولذيذ ( مثير ، أو يتوافق مع الرغبة ) . بينما التفسير العلمي بالعكس ، صعب ، ويحتاج غالبا إلى تغيير الموقف العقلي للقارئ _ة أو المجرب نفسه . فسر اينشتاين نتيجة تلك التجربة ( الشهيرة في الفيزياء ) بموقفه المعروف من الزمن ، حيث تختلف المدة الزمنية ( الثانية تتغير بين مراقب وآخر ) نفسها بحسب السرعة ، أيضا بدرجة قربها من الأجرام الكبيرة ! الثانية ( وأي مدة أخرى ) عندما تكون السرعة بعكس حركة الضوء ، تكون عديمة القيمة وتساوي الصفر . وبالعكس تماما ، الثانية نفسها تصير لا نهائية عندما تتوافق مع سرعة الضوء وتكون بنفس السرعة والاتجاه . نعم ، تفسير أينشتاين بالضبط : الزمن يتباطئ أو يتسارع ، بحسب السرعة . ولا يوجد شيء اسمه الزمن ( الموضوعي ) ، أو المطلق . .... التفسير الصحيح ، كما أعتقد : توجد ثلاثة أنواع للزمن ، أو لحركة الزمن : 1 _ الزمن الحقيقي . 2 _ الزمن التخيلي ( يتطابق مع الحقيقي ، لكن بعكس السرعة والاتجاه ) . 3 _ زمن الحركة . .... قد يكون من المناسب أكثر ، تبديل المصطلحات السابقة ب : 1 _ الحركة التعاقبية للزمن ، وهي تبدأ من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر ، وتتمثل بتناقص بقية العمر بداية من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى بقية العمر التي تناقصت للصفر لحظة الموت . 2 _ الحركة التعاقبية للحياة ، وهي بعكس حركة الزمن ، تبدأ من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر ، وتتمثل بزيادة العمر من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت . ( الحركتان السابقتان ، لا يمكن ملاحظتهما بشكل مباشر ، لكن يمكن استنتاجهما بسهولة ، وبشكل دقيق وموضوعي ) . 3 _ الحركة الأفقية ، أو الذاتية أو السطحية ، أو التزامنية وهي تحدث عبر الحاضر دوما . وهذا النوع الأخير من الحركة ، الذي تدرسه الفيزياء بشكل دقيق وموضوعي ( أو منطقي وتجريبي ) بشكل علمي ويقارب الكمال . الحركات الثلاثة ، تحدث عبر ثلاثة أنواع للمسافة : 1 _ المسافة المكانية وهي المعروفة للجميع وتقاس بالمتر . ( الحركة الأفقية ، في الحاضر ، تمثل المسافة المكانية ) 2 _ مسافة الزمن ، وتتمثل بحركة تناقص بقية العمر إلى الصفر . ( لا نعرف هذه المسافة : نوعها وطبيعتها وحدودها !؟ وهي مهملة في الثقافة العالمية الحالية ) . 3 _ مسافة الحياة ، وتتمثل بحركة العمر المتزايدة إلى العمر الكامل . ( مسافة الحياة ومسافة الزمن ، تتساويان بالقيمة المطلقة وتتعاكسان بالإشارة والاتجاه . وأعتقد ان من المناسب ، اعتبارهما حركة واحدة لكن مزدوجة أو ثنائية الاتجاه بين الماضي والمستقبل ) .
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشكلة الزمن _ بعض الأفكار الجديدة
-
تكملة الرسالة المفتوحة للصديقة الأستاذة نور حريري
-
رسالة مفتوحة ... إلى الأستاذة / الصديقة نور حريري
-
الكتاب الجديد _ الفصل 2
-
الكتاب الجديد _ مقدمة مع الفصل 1
-
رادوبيس نجيب محفوظ
-
أنواع المسافة ، والحركة ، الثلاثة في الحد الأدنى
-
كيف سيكون الموقف من الزمن بعد خمسمئة سنة ، سنة 2523 مثلا ؟!
-
المخطوط الجديد _ الفصل الثاني
-
المخطوط الجديد _ الفصل الأول
-
الكتاب الجديد _ مقدمة
-
رسالة مفتوحة ... إلى عاطف صقر
-
الكتاب المضاد _ المخطوط الكامل
-
الزمن بين الحركة والسكون ؟!
-
ما هو الحاضر ؟ ... ( خاتمة الكتاب المضاد )
-
حول التشابه والاختلاف بين العلم والثقافة _ الشعبية خاصة
-
الكتاب المضاد _ الفصول 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5
-
الكتاب المضاد _ الفصل السادس
-
موقف الانكار
-
الكتاب المضاد _ الفصل الثاني
المزيد.....
-
الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس
...
-
الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو
...
-
غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني
...
-
انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
-
خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
-
عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ
...
-
روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا
...
-
عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
-
مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات
...
-
السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية!
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|