كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7679 - 2023 / 7 / 21 - 00:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تخيل أنك تعيش في مزرعة كبيرة ومنتجة في إحدى حقول القمح والرز والشلب، وفيها عشرات الأفران والمخابز. لكنك تحرق محصولك السنوي من القمح والحنطة في كل موسم، وأنت بكامل قواك العقلية، وتقف متفرجا على منظر النيران وهي تلتهم رزقك ورزق قومك، ثم تهرول جائعا نحو المدن المجاورة لتشتري منهم الخبز لعيالك، فتجد نفسك مفلسا في نهاية المطاف، عندئذٍ تضطر للاقتراض والاستدانة من الغير لكي تسدد الديون المتراكمة عليك عن قيمة الخبز الذي اشتريته في العام الماضي. ثم تواصل إضرام النيران في حقولك وتتلف محصولك السنوي من القمح والحنطة والذرة. في إصرار عجيب حتى تعود لشراء الخبز المخبوز من أفران المدن البعيدة. .
هذا ما يجري أمام اعيننا الآن في الدولة التي كانت أول من علم الناس قواعد الري والزراعة واستصلاح الأراضي . .
ألا ترون أننا نضرم النيران كل يوم بملايين الامتار المكعبة من الغاز الطبيعي، ثم نتوسل بدول الجوار لكي نستورد الغاز من حقولهم المحاذية تماماً لحقولنا. فنعجز عن تسديد الفواتير المتراكمة فوق ظهورنا بالعملة الصعبة، الأمر الذي يضطرنا إلى الاقتراض مرات ومرات من البنك الدولي. .
ترى بماذا يختلف الغاز المستخرج من حقولنا عن الغاز المستخرج من حقول إيران والكويت والسعودية ؟. .
انا شخصياً لا أعلم، وحتى أشهر علماء الكيمياء العضوية لا يعلمون، ولا ندري بماذا يفسر اعضاء لجنة النفط والطاقة في البرلمان، بماذا يفسرون لنا اختلاف غاز الميثان في العراق عن غاز الميثان في إيران ؟، وبماذا يفسرون اختلاف غاز البيوتان في البصرة عن غاز البيوتان في الكويت ؟. .
تخيل أيضاً انك تمتلك أحدث وأكبر المعامل الإنتاجية، لكنك تفرض عليها الشروط المرهقة وتضغط عليها، وتحرمها من النفط والغاز، في الوقت الذي تسمح فيه بتدفق المنتجات الاردنية عند طريق منفذ طريبيل من دون ان تفرض عليها رسوم الجمارك والمنافذ والترانزيت. .
انا شخصيا حاولت مرارا وتكرارا دراسة جدوى هذه الخطة الستمونية المهلبية الفهلوية الزنكلونية المتناقضة مع أبسط الاعراف والقواعد والقوانين، لكنني لم أصل حتى الآن إلى معرفة الدوافع الحقيقية وراء هذه التصرفات غير المفهومة. .
وهكذا ظلت هذه التساؤلات تبحث عن الإجابة المقنعة وتراود عقول العراقيين ريثما نحصل على التفسير المقنع من ذوي الشأن. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟