الخروج من زنزانة التصميم الذكي

محمد السيد السّكي
كاتب وروائي مصري واستشاري تحاليل طبية
(Mohamed Elsayed)

الحوار المتمدن-العدد: 7678 - 2023 / 7 / 20 - 19:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الخروج من زنزانة التصميم الذكي؟

عند التأمل في ابجدية الخلق والتصميم الذكي محاولين فك شفرتها فإننا نجد انها قائمة على رمزين لا ثالث لهما في وجهة نظري..
الكون ذلك الشئ المنظور او النظام الموجود هو يحمل لفظة الوجود وهي النظير الناطق للعدد (١) في النظام الثنائي ويعبر العدم على العدد (صفر) وذلك المبدا هو الذي قامت عليه فكرة لغة الآلة وبرمجة الحاسوب..
لقد كان اختراع الترانزيستور احد النقلات الحضارية الكبرى في تاريخ العلم..
بواسطة الترانزستور يمكن تكبير الجهد الكهربي بل يتم السماح بمرور التيار الكهربي عبر الدائرة او عدم مروره مما مكّن من اتاحية تطبيق مبدأ الصفر والواحد في عالم الالكترونيات وهو اساس برمجة الآلة..
عند تحويل الحروف والاعداد الي نظام عد ثنائي فإنه بسهولة يمكن تحويل اللغة الآدمية الي لغة تفهمها الآلة وهي لغة من عددين (الصفر والواحد) وهي المناظرة للفظتي الوجود والعدم القائم عليها نظام برمجة الكون..
للتوضيح فإنه مثلا عند إدخال كلمة ما فإنه يتم تحويلها للمقابل العددي العشري الذي يتم تحويله فيم بعد لنظام (الواحد والصفر) ويمكنك الرجوع لأي مصدر لمعرفة كيفية التحويل للنظام الثنائي..

الخالق البديع او المصمم الذكي صمم الكون وجعله تعبيرا عن الوجود و تمردا عن تعبير العدم وهو المماثل للغة برمجة الحواسيب القائمة على وجود الالكترون وعدمه او بمعنى اخر مرور تيار كهربي او لا..
ولنلاحظ اننا في الفيزياء الكهربية نطلق على المنطقة التي بها إلكترونات الجهد السالب او القطب السالب والمنطقة التي ليس بها إلكترونات الجهد الموجب او القطب الموجب وهي المماثلة لفكرة الوجود والعدم..

فالكون الذي نراه هو رمز الوجود وعند النظر لهذا الوجود يتجلى لفهمنا مفهوم النظام الحراري المعتمد على المادة والطاقة وهي صور لبعضها البعض فالمادة تتحول لطاقة والطاقة اصل المادة. والنظام الكوني فيه الطاقة لاتفنى ولا تستحدث من عدم..
مفهوم المادة والطاقة يستدعي بالضرورة ظهور مفهومين مصاحبين لهما وهما التموضع والحركة والتموضع هو تعبير عن المكان والحركة ديدنها الزمان ومن ثم الوجود يؤدي بنا للمادة والطاقة و متلازمة الزمكان..
زنزانة الوجود او النظام الكوني من تصميم ذكي منبعه الله القادر الحكيم إذ انه لو تم تحويل المادة لعدم فإننا بذلك يمكننا القول اننا خرجنا من زنزانة الكون وفكرة المصمم الذكي البديع وهذا لايحدث وهو مشابه لعدم الخروج من زنزانة الآلة وتصميم الانسان لها وبرمجتها اذ يستحيل تحول الالكترون الي عدم..
مع فارق التمثيل طبعا بين النظام الكوني الذي يحوي كائنات ذكية وبين نظام الالة التي تأتي برمجته نتيجة تسخير جزيئات مادية كونية موجودة ضمن منظومة الكون..
عدم وجود مكون كوني او مخلوق مادي او طاقي في الكون يمكنه القدرة على الإبداع و الارتقاء الدائم واستنباط قوانين الكون سوى الانسان دليل على أنه مستمد تلك القدرة على برمجة الآلة وصنع تصميم شبه ذكي من الله الذى امده بعطاء الروح..
الروح هي التي تعطي الانسان القدرة على التفكير والتدبر والاستنباط والاستقراء واحداث تصميم وبرمجة للالة بمقدار يدل على أن الانسان استمدها من المبدع العظيم خالق الوجود..
لو استطاع الذكاء الاصطناعي الخروج من زنزانة برمجته وقوانينها عندها ستنهار فكرة الانسان المبرمج..
واقول لهؤلاء الذين يعتقدون ان الكون بلا مصمم عظيم انكم لو استطعتم تحويل المادة الي عدم فانكم استطعتم اخراجنا من زنزانة المصمم الذكي وهذا لن يحدث..
قدرة الانسان على فعل الخير والشر في وقت واحد هو دليل على أنه يملك الروح ونفحة الله العظيم التي يستطيع بها الخروج من زنزانة النفس..
الانسان هو ايقونة الكون و مخلوقه الذكي وهو مبعث الخير والشر والنور والظلام..
أن الله العظيم لا يخضع لزنزانة وجود المادة والطاقة فهو مفارق للاكوان وان الله الجليل تعالى لا يخضع لمتلازمة الوجود التي نسميها الزمكان..
خروج الذي تم تصميمه بيد مصمم من زنزانته دليل على عبث فكرة وجود مصمم من البداية وعدم قدرة الخليقة لتحويل المادة الي عدم دليل على أنهم بالفعل هم وكونهم نتاج تصميم مبدع وهم في زنزانة حمده وجوده.. فسبحان الله المبدع العظيم
فالكون ومابه من كائنات ذكية هو منظومة حرارية بديعة وهو تصميم ذكي والنظام و العشوائية دلائل لنا اننا نركض في داخل أبعاد تصميمه..

بقلم د. محمد السيد السّكي استشاري التحاليل الطبية والكاتب والروائي المصري

#محمد_السيد_السّكي (هاشتاغ)       Mohamed_Elsayed#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات