أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - أعشى كلهور في مندلي














المزيد.....

أعشى كلهور في مندلي


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7678 - 2023 / 7 / 20 - 13:46
المحور: الادب والفن
    


# هو الشاعر الشعبي ميران جمشيد،الشاعر الكوردي المندلاوي،إلتقيته لأول مرة في منطقة (سَرتَبْه - رأس التَّل) عند الحديقة العامة في محلة قلعة بالي، وسط مدينة مندلي،كان يسير ببطء واضعاً يدهُ على جبهته أحياناً ليتقي أشعة الشمس، لأنه كان ضعيف النظر ويشكو عمشاً في عينيه، أقبل بقامته الطويلة نوعما، وجسده الهزيل بعدما عرفت أن القادم هو الشاعر الشعبي الكوردي الجوّال ميران جمشيد المندلاوي، وهو يقترب من الستين عاماً، فسلمتُ عليه وبين أصابعه سيكارة من نوع اللف، فردَّ عليَّ السلام بإبتسامة يظهر في ثناياها ألوان من الشكوى والعتاب من الزمان الغادر،دخلتُ معه الى عالم الشعر الواسع الفسيح فإذا به ينشد أشعاراً جميلة كسيول تتدافع على الساحل، بهرت بأشعاره الرائعة التي في محتواها الكثير من الفلسفة والحكمة والعرفان وحب الوطن ومكارم الأخلاق، وكلما أسأله عن شعر أوفكرة تراودني أتاني بلا توقف أبياتاً جميلة ومحكمة من الشعر المتين باللغة الكوردية – اللهجة الفيلية -الكلهورية، فقلت له بلهجتنا المحلية:
خالو ميران هل هذه الأشعار مكتوبة لديك في ديوان مخطوط أو محفوظة لديك في مكان ما؟
فأجابني مشيراً الى صدره المنهك يضربه برؤوس أصابع يده اليمنى:
- كلها يا بُني هنا في هذا الصندوق"كناية عن صدره".
تمنيت أن أبقى معه ساعات وساعات ولكن في مكان هاديء بعيد عن ضوضاء السوق والمارة لأدوّن ما أستطيع كتابته من الشعر والحكم، وشيء عن حياته وذكرياته،مع (طاقم الشاي و سيكاير سومر) ولكن كان الوقت لا يسمح فالمدرسة في إنتظاري،ولا أريد إزعاجه بهذا الشكل من الوقوف في الشارع فأفترقنا ؛بأمل لقاءٍ ثانِ معه،ذلك هو شاعرنا ميران جمشيد المندلاوي المبدع؛ والذي سمّيته مع نفسي بـ "أعشى مندلي" نسبة الى "أعشى قيس – الشاعر الجاهلي"، وكان ذلك أوائل عام 1970م، وهو يقترب من الستين عاماً، وبذا يكون بهذا التقدير من مواليد عام 1910م ومن سكنة محلة السوق الكبير.
فكان هذا هو اللقاء الأول والأخير (رغم أني أعرفه من قبل ذلك ؛و لكن بدون لقاء)، بسبب الظروف التي تعرضنا لها، وسمعت فيما بعد أنَّه توفي بتأريخ 1980 /13/ 3م ، ولكن مع الأسف لم يبحث عنه أحد من كتابنا الكرام إلا القليل، ومنهم صديقنا العزيز الدكتور عدنان محمد قاسم كتب عنه شيئاً نزيراً،وهو مقال بعنوان:
صفحات مجهولة من حياة الشاعر الجوال ميران المندلاوي المنشور في صحيفة التآخي– العدد: 4767 في 29/5/ 2006م.
كما ذكره زميلنا الباحث الكوردي عبد الرقيب يوسف في كتابه القيّم "حدود كوردستان الجنوبية"، فقد كتب عنه شيئاً قليلاً إذ يقول:
وكان في مندلي شاعر شعبي كوردي شهير في مندلي وخانقين يسمى ميران جمشيد المندلاوي، وكان ضعيفاً في بصره ومعيشته، وغير متزوج مع أنَّ عمره كان جاوز الخمسين،وكانت له قوة على إرتجال الشعر باللرية - الفيلية، ويخزنُ في ذاكرته ذكريات ومعلومات كثيرة جداً،وكان الأكراد يحبّونه ويحبّون أشعاره ونكاته كثيراً، ومدح بأشعاره بعضاً من الأكراد البارزين منهم الحاج المغفور له حميد شفي (رئيس عشيرة قره لوس الكوردية)،وفي عام 1970م سافر الى منطقة كلالة التابعة لقضاء رواندوز / أربيل، ومدح المغفور له الملا مصطفى البرزاني الخالد وبعضاً من رجال الثورة الكوردية بأشعاره المرتجلة الجميلة، ويقول يوسف:
تعرفت على ميران جمشيد لأول مرة في مقهى صديقي داود داغرة بواسطة الأخ علي جمعة (أمين مكتبة مندلي العامة) وقرأ لنا من أشعاره وحواره الشعري مع إمرأة كوردية شاعرة أيضاً بإسم منيجة كهلوري،وأخرى بإسم بيانسير،وكان يحفظ الكثير من الشعر الكوردي لشعراء اللٌر في بشتكوه/ إيلام، ويقوم بزيارات متكررة الى هناك، ويضيف عبد الرقيب: عندي بعض أشعاره مع معلومات أخرى عنه سأنشره في مقال..
كما أشار اليه الاستاذ ظاهر حبيب المندلاوي في كتابه القيم (ذكريات على نهر الكلال:من جارية الى كومسنك-2016م(.
هذا ما أردت سرده عن الشاعر ميران، أنَّه جزء مفقود من تراثنا الحضاري وحبّذا لو يتم البحث جدياً عن شاعرنا المبدع ميران جمشيد وتدوين سيرة حياته، وجمع أشعاره، فإنّه جزء مهم من تراثنا الجميل.
ومن هنا أدعو المخلصين لمن لديه معلومة يذكرها في ذيل هذه المقالة لنضيفها فيما بعد الى سيرته الذاتية إتماماً للفائدة وإكمالا للتوثيق.
شكراً مسبقاً للجميع الباحث/احمد الحمد المندلاوي،*



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمهيد أولي عن مندلي /1445هجري..
- ذؤبان لا غيرها
- النية الصافية تثمر رغم التباز..
- كاتب و باحث في الشؤون الكوردية
- ذكريات في مدينة العاشقين ..
- سيرة وزير محب للغة العربية
- وريث باوه طاهر شعرا..
- ألف شعر لا يساوي حبة شعير ..
- لمحات اجتماعية من قزانية - مندلي /105
- كيفية التكامل في نبضات البستي
- شاعر يا سائلي عن مندلي
- عريضة مندلاوية الى أستانة التركية..
- الملاية نوركة و البستان..
- قانوني من السوق الصغير..
- السجاد الكوردي الراقي ..
- حتميّة الانتصار..
- نصرت المندلاوي..
- مدينة كانت هناك !!!!...
- الغولُ و العنقاءُ..
- صنوفُ السديم ..


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - أعشى كلهور في مندلي