أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - عَبَقُ آلْعَمَى














المزيد.....

عَبَقُ آلْعَمَى


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7676 - 2023 / 7 / 18 - 15:39
المحور: الادب والفن
    


●غبش :
كان الكولونيل المتقاعد فرانك سليد وحيدا في غرفته ذاك الصباح، على غير عادته ارتدى بزة القيادة، سَوَّى الأوسمة ونياشين الجأش كما دأب على ذلك أيام آلشبيبة وآلقيادة ثم جعل يتملى صورته في مرآة تبذل جهدها لتمحي معالم الفتوة والصولة والصولجان .. لم يبال في يوم بعاداتها العبثية السخيفة وأكيد لن يفعلها في لحظته هذه ولا في أي لاحظة من لحظات مستقبل الزمان .. سيظل واقفا سمهريا يؤدي تحية الإقدام بشهامة مَنْ يحيا ويموت واقفا .. الآن، الذين كانوا معه وإياه والذين شاهدوا عاينوا عايشوا وقائعه كلهم ذهبوا، رغم ذلك لا يبالي .. جعل ينظر إلى صورته إلى تجاعيد تزحف تحبو تتلوى كأفاعي الأحراش تحسحس تتربص لتودي به بما تبقى من نبالته .. أبدا .. لن يسلم لن يستسلم .. سيظل رابطا مرابطا كما كان دائما الكولونيل فرانك سليد .. زعموا .. أنه لَمْ تَرَ شيئًا بعدُ .. صَدَقوا، لكن، في عمق آلجحيم الذي رُمِيَ فيه، انبجسَتْ حُبَيْبَةُ منْ زُلالٍ .. رآها .. تلك آلأقَيْحَاتُ آلنافرات مازلن يانعات في سويداء بآبئه يتذكّرنَ إبصارَه الخالدَ آعْتِصَاره لحظاتٍ هاربة في غفلة من زُمَيْنٍ هاذٍ بالمُحَرّمات .. كان انتشاؤُها خلاصا لعمره آلآبق، فكرا له .. فَرَحُها، زهوُها آغْتَالا بِدَايَته لِيغُوصَ كُلُّ شيء في صَدْرِ شيخوخته، فلا ينْبسُ لا يتحرّكُ .. يتَذْكُرُ سْلِيدْ عبق البهاء الذي كان ذات يوم ساكنا في مُقلتيه .. خُطواته السريعة المُتحفِّزَة، والجَبينُ الذابلُ والنظرات الشاردةُ وَوجهُه آلباسم المتألق يتضرجُ حَياءً .. و .. آهَات تَتْرَى تتناسلُ تتكاثرُ .. ما عساه يفعلُ بهذا كله ؟؟ أيَنْسى هسهسة آلبراري آلحسان .. ؟؟ .. أيها الدهرُ الجائرُ .. رُوَيْدَكَ مهلا .. !! .. أينسى أنه كان عاشقا صامتا ومحبوبه يتكلمُ التوقُ بلسانِ هَمْسِهما ؟؟ أينسَى أنه كان يفكرُ فيه لا يقدرُ على إيقاظ الخلائق الجميلة التي كان يعلمُ جيدا أنها كانتْ تسكنُ روحه روحها ..؟؟.. الميزاج .. التوق الحب .. العطف .. العاطفة .. ولعبة الصمت الدائب .. كانا يحَدِّقان في ذواتيْهماا .. في الفَراشاتِ الزاهيات تَعيشُ لُحَيْظتها القصيرة في سُطوع تنصرفُ .. في صَدَى كركرات الأطفال جعلتْ تُعَانِقُ زنابقَ الجُلنارِ .. في الوجوه التي يعرفانها والتي بالكاد يتذكران سحناتها .. في كل القسمات التي يتحسسها وتتحسسها معه يجسان وجيبَ صلف التكتكات سوية يتيقنان من حتمية النهايات يكمل الطريق الكولونيل المتقاعد فرانك سليد ضرير الآن يرى غبش بياض ممزوج بسواد يعاني لا يبالي .. في كل المجازات التي سلكتها خطواته الرعناء .. جعل يبحثُ عن شيء يعكس تردده في آقتحام خصوصية محبوبه، يتذكر خوفه رعبه هواجسه وسوسات مشاعره الدفينةَ .. كل ذلك كان في صمْـتٍ في ريبة في حُبور .. في جنون .. فهل ينسى ذلكَ الصمت ؟؟ تلك اللحظات الخرساء ويكتفي الآنَ بسطوة النبض المُمْطِرِ حجارةً وجليدا .. يغْرَقُ في لُجَجِ الفُتور هنا في مَهامهه وحيدا حبيسَ وحدة شريدة ؟؟ أليس له حق الذكرى أم تراه عصارة وَيْنٍ مَخْمُورٍ يَزْدَرِدُهُ زَمَنٌ عاثرُ ؟؟ تكلم يا مَطَرُ يا صخرُ أيها آلصلد آلمتحجرُ .. أيكمل آلطريق أينصرفُ أم يظلُّ واجما خسيفا في آلفلوات تالفا متسمرا يتَحَسَّرُ ..؟؟.. ثم هو لم يختر شيئا، هم اختاروا كل أقداره .. مسقط رأسه .. اسمه حياته مصيره عجزه شيبته تجاعيد السنين كلها والمكان الذي كان فيه والذي لم يكن .. اختاروا كينونته المنبتة المترنحة .. عمله .. تقاعده القاهر المزمن .. خَرفه .. عطالته .. يوم مماته .. تبا .. تلك روما من بعيد لاحت تحترق من جديد ونيرون يجأر سحقا للمجد للماجدين .. تاريخ الصناديد لن يجدي شيئا .. وأنت .. أيها العمر الباقي أيها آلجَلَدُ، ها أنت ترحل الآن وغدًا وفي كل آن، تسحق آثار الوشم في غيابات سلافة الجأش المهروقة .. يا صانع الأحلام في بلاد آلأسقام، هلا جُدْتَ بحلم يحشوه الكولونيل لفافته يشهق روحه لا يزفرها أبدا يُبقي تباريحها حبيسة البوح واللابوح .. يا غدق الجراح العصية، سحي عليه بسرك العصي، إنه يأمل يرتاح من وجده من ومْضه يهفو يفقأ ما تبقى في مقلتيه الكفيفتين من رُؤى عقيمة كان رآها ذات شغف بالأحياء والحياة بعزم سيطمسها لئلا يذوب وهم الحنين في عينيه من جديد مثل دوائر ماء .. دوائر مغلقة .. مجرد نقط سوداء مشرعة .. هووووهااااا Hooha .. يراها .. على بياض ينفجر كالسديم .. قالوا .. أنْتَ لَمْ تَرَ شيئًا بعدُ، صدقوا، لكن، في عمق آلجحيم الذي رُمِيَتْ فيه بآبئه المدماة، انبجسَتْ حُبَيْبَةٌ منْ زُلالٍ آنبعَثَتْ .. رآآآها شَمَّهااااا تذوق أريجها .. وكان مجرد إبصارها متجلية صافية رقراقة منعشة كااااف لتنقذه تخلصه وتجعله يعيش يستمر في كينونة عبير مطلق آلحياة ...

●شفافية :
.. عطر آمرأة .. شريط يدور حول شخصية الكولونيل المتقاعد فرانك سليد الذي فقد بصره أثناء الخدمة، فطفق يعيش حالة اكتئاب حادة بعيدا عن المجتمع .. تبدأ القصة بحاجته إلى مرافق يساعده في أمور حياته، الشيء الذي سيقوم به الشاب الفقير تشارلز سيمز، لكن لم تسِرِ الأمور في البداية بشكل سلس بسبب ميزاج الكولونيل الحاد المتقلب المتهور الغاضب الحانق نتيجة سخطه على ما يحسه من عجز مستمر في حياة الظلمات بسبب إعاقته البصرية؛ لكن الشاب لم يستسلم للوضع، لتبدأ مغامرة الاثنين في عالم جديد مختلف عامر بالدهشة والغرابة وآقتناص تفاصيل الحياة الهاربة ...
يمكن معرفة التفاصيل بمتابعة مجريات أحداث الفيلم بعنوانه الاصلي : Scent of a Woman أو بترجمة فرنسية : Le Temps d un week-end من إﺧﺮاﺝ : مارتن بريست عام 1992، ﺗﺄﻟﻴﻒ : جيوفاني أربينو (الرواية) وجولدمان (سيناريو) وتشخيص الممثل آل باتشينو الذي قام بدور الكولونيل الضرير، و "كريس أودونيل" في دور الفتى الطالب المرافق للكونويل ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قِطّةٌ تَمُوءُ
- يَرَقَةُ آلْخَرِيفِ
- كباشِقٍ يَمُدُّ آلْجَنَاحَ أعَاوِدُ آلصِّياح
- مُرُوووق
- خِلْتُنِي أَنَاهُ
- عُطْلَة
- كَمِجْدارٍ جَامِدٍ يُنَاوِرُ آلْحَيَاةَ
- اِيزُورَانْ نُوشَالْ
- هَبَاااااء
- مَقْبَرَةُ بَنَعْمَانْ
- آسِيمُوحَنْد آسِيمُوحَاااانْدْ
- أمُودُو يُكْمِلُ آلطَّريقَ دُودُ سِكَّةِ آلْحَديد
- غُودَانْ غُودَانْ غُودااااانْ
- رُبَّمَا لَمْ يَحِنْ بَعْدُ أَوَانُ مِيلَادِي
- المُخَلَّعُ البسيط في قصيدة: -سمَا الخطيبانِ في آلمعالِي- لح ...
- تِيخِينْ نْلَعْبَااادْ
- العيد وآلناس
- عِيدْ آمَقْرَانْ
- لِيغَارَاا لِيغَارَااا
- غَدَّا الْعِيدْ وَنْذَبْحُو عِيشَا وَسْعِيدْ


المزيد.....




- رفض المبعوث الأفغاني الوقوف أثناء عزف النشيد الإيراني بسبب ا ...
- 5 أفلام عربية تخوض سباق الأوسكار لأفضل فيلم دولي
- أحمد مزيد البوني.. الرجل الذي رَقْمنَ المحظرة الشنقيطية
- تقنية الرنين المغناطيسي تكشف كيف نفضل الأفلام على نتفليكس
- نجمة السينما الإيطالية صوفيا لورين الحائزة على جائزتي أوسكار ...
- روسيا.. إطلاق مشروع -أصوات المستقبل- المسرحي
- صحفيون عرب يشاركون في ورشة عمل نظمتها RT (صور)
- -أخشى الموت-.. فنان مصري مشهور يستغيث
- يقدم تجربة تفاعلية مختلفة.. افتتاح معرض -يفغيني أونيغين- في ...
- تأريخ الوقائع شعرا.. من سقوط العثمانيين لما قبل النكبة


المزيد.....

- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - عَبَقُ آلْعَمَى