أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي أحماد - مقهى السلامة














المزيد.....

مقهى السلامة


علي أحماد

الحوار المتمدن-العدد: 7675 - 2023 / 7 / 17 - 22:10
المحور: الادب والفن
    


كانت أول مقهى تحتضنها محطة توزيع الوقود تسيرها نساء بالمدينة . عرفن بجسارتهن وميلهن الى القول الفاحش والداعر ومخالطة الرجال وشرب السجائر في وقت لازالت المرأة بمدينة أوضاض ( ميدلت ) تتوارى خلف النقاب ( اللثام ) والجلباب أو اللحاف ، ولا تسير في الشارع حسيرة الرأس ، مستترة غير سافرة حشمة لا تدينا ، غير مقلدة لباس الأفغان وإيران ، ولا تتبع تعاليم وهابية السعودية . لباس وقار أصيل غير دخيل ..ولا تجوب الأسواق تزاحم الرجال .
كانت المقهى ملتقى أبناء ميملال وتاشويت تملأ حيوية و صخبا من كثرة مرتاديها . هناك تذوقت- لأول مرة - كأسا من ليمونادا لاسيكوني (اللقلاق ) البيضاء الفوارة مع خليط الأورجا الحمراء . مشروب يلسع اللسان مقابل قطعة نقدية صفراء قيمتها خمسون فرنكا. كان تملكها في ذلك الأوان يملأنا زهوا بين الأتراب . يمتد لعب الأوراق ( الكارطا أوالرامي ) الى وقت متأخر من الليل في ضوضاء تصم الآذان . ظلت المقهى ملاذ الكثيرين ومكانا للترويح عن النفس . بها يدخنون سيجارتهم الأولى خلسة وينفثون في الهواء دخانها يجلل الفضاء و يشعرهم بالرجولة . يوفر المقهى أيضا لزبنائه من مختلف الأعمار لعب البلياردو كلعبة ارتبطت بالغرب المتحضر . كنا نرقب المكان متلصصين لعلنا نظفر بنظرة الى غادة فاتنة تضج أنوثة حد الإشتعال رغم أن النظر لا يطفىء اللواعج بل يمنح خدرا مؤقتا ك ( البنج ) . صاح رجل من أيت حديدو في حفلة عرس حضرتها فتيات ونساء من أغبالة
( أبعدو النار عنكم حتى لا تشب في تلابيب ملابسكم )
فقالوا له
( وأين النار يا هذا ؟ ) قال
( جمال الأنثى ) ...
الأنثى الجميلة تحرق وتحترق .
تسكن الجميلة في منزل سفلي يطل على حقول تاشويت تابع لمحطة الوقود . يشاع أن أصلها من قبائل أيت يوسي الأمازيغية .
المقهى - وهي تجاور الإعدادية الجديدة بميملال - ملاذ للتلاميذ اللذين ينعمون بمصروف الجيب . يقتنون بها سجائر من التبغ الأصفر بالتقسيط أو يتلذذون بشرب زجاجة من الكولا .
أبعدت نفسي مرغما عن هذه المقهى ، لأني لا أملك من المال مايتيح لي شرابا أحتسيه ولا لعبا أشاركه الآخرين . المكان عند الكثيرين فضاء سيء السمعة يفسد أخلاق المراهقين . الفقر يرسم حدودا من سلك شوكي لميولاتك ورغباتك لا يمكن تخطيه دون آثار خدوش أو جروح ، ولكن قد يبعدك عن أقران السوء لأن ( الصاحب ساحب ).
بعد سنوات أغلقت المقهى و معها محطة الوقود لصاحبها من الراشدية لأسباب لن نخوض فيها و بقيت البناية معلمة تؤثث الفضاء المجاور لثانوية مولاي رشيد .
شغل رجل مكان غسل السيارات فنال حظا وافرا من الشهرة بالمدينة ....



#علي_أحماد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطة البيضاء والغادة الحسناء
- عداوة زوجة عمي | 1970
- أستاذ التشريع المدرسي وصدق النبوءة
- ابن عم والدي ...فصاحة اللسان ومرمدة الدخان
- من أوراق معلم بدكالة | 1991- 1995
- من أوراق معلم أمي ( حبيبة ) الهيفاء وضرب النساء
- أمي رقية ...رقة عفراء معطاء
- | أمي ( حبيبة ) الهيفاء وضرب النساء
- ريان من إغران بشفشاون وملحمة تضامن عبرت حدود الأوطان والأديا ...
- قبس ضياء ومقبرة ظلماء
- الجزع من الجرعة الأولى من اللقاح ضد كوفيد سارس2
- ليلة القدر....قبل نور مصباح أديسون
- العكاز وأزيز الدراجة النارية من يوميات معلم|تازناخت | إزناكن ...
- من كراس محبس الفيروس
- نعيمة - زهرية - ... قربان فقهاء الكنوز بأكدز
- أستاذ الإنجليزية ...وقميص يوسف
- من يوميات كورونا
- اسمي كورونا
- أبي...الميت الحي
- كورونا ... الحتف المنيف


المزيد.....




- تحوّل بفعل الناس.. طريق هيئة تحرير الشام إلى السلطة في سوريا ...
- -السِّت-.. ماذا تحمل الدورة الـ 9 من مهرجان -أسوان لسينما ال ...
- العراق.. مشاركة روسية في مهرجان -بابل- للثقافات والفنون العا ...
- بدايات القرن العشرين في المغرب بريشة الفنان الإسباني ماريانو ...
- اللقاء المسرحي العربي الخامس بهانوفر.. -ماغما- تعيد للفن الع ...
- يرغب بنشر رسالته في -الخلاص- حول العالم.. توصية بالعفو عن نج ...
- أهرمات مصر تشهد حفل زفاف أسطوري لهشام جمال وليلى أحمد زاهر ( ...
- الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد يحتفي بالفنان غالب جو ...
- “هتموت من الضحك ” سعرها 150 جنية في السينما .. فيلم سيكو عص ...
- جوائز الدورة الـ 11 من مهرجان -أفلام السعودية-.. القائمة الك ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي أحماد - مقهى السلامة