أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - طبيعة الصراع الفلسطيني الصهيوني في -رواية بيت للرجم بيت للصلاة- أحمد عمر شاهين















المزيد.....

طبيعة الصراع الفلسطيني الصهيوني في -رواية بيت للرجم بيت للصلاة- أحمد عمر شاهين


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7675 - 2023 / 7 / 17 - 16:53
المحور: الادب والفن
    


طبيعة الصراع الفلسطيني الصهيوني في
"رواية بيت للرجم بيت للصلاة"
أحمد عمر شاهين
يمكننا القول إن هذه الرواية تأخذنا إلى الروايات الفلسطينية (الكلاسيكية) فموضوعها يتحدث عن بدايات احتلال فلسطين وما تبعه من هجرة وتشتت للفلسطيني، كما أن الشكل والأسلوب الذي قدمت به الرواية يعود إلى الماضي، حيث كانت الرواية تهتم بالفكرة وسهولة إيصالها للقارئ، من هنا نجد تتابع الأحداث وتسلسلها، بعيدا عن أي إضافات تجميلية، فجاء الشكل والموضوع منسجمان معا، ويخدمان فكرة احتلال فلسطين وما لحق بفلسطين والفلسطيني من تشويه و محو.
العنوان
عنوان الرواية يشير إلى أن وجود شيء قبيح "للرجم" وشيء جميل "للصلاة" وهذا يعود إلى أحداث الرواية التي تتحدث عن تجارة الحشيش، حيث يقوم "شلومو وإبراهيم" بها، فقد أراد إبراهيم من تجارة الحشيش المال وتخريب مجتمع الاحتلال، وهذا ما نجده في الحوار الذي تم بين "أحمد" بطل والرواية وخاله "إبراهيم":
"ـ أنت في هذه الدولة ليس لك كيان، ستعيش حقيرا أو خادما لهم إلا إذا كان لديك نقود، والحصول على النقود صعب، فلكي تكون سيدا يجب أن يكون لديك الكثير منها وهذا الطريق الوحيد المتوفر لنا الآن على الأقل" ص 70، أما عن توابع تعاطي الحشيش وما يحدثه من خراب في الأفراد والمجتمع، فيقول: "فليصبحوا جميعا مدمنين وليذهبوا إلى الجحيم...يأتون بعد حروبهم وحملاتهم ليمارسوا الدعارة وتعاطي المخدرات، وهذا عظيم" ص70و71، إذن صيدلية "إبراهيم" هي مكان لتوزيع المخدرات، وبما أن نتيجة ذلك سلبية وكارثية على المحتلين، فكانت بمثابة بيت/مكان للجريمة/للرجم بالنسبة للمحتل، وبالنسبة للفلسطيني بيت للمقاومة/للصلاة وإحداث أكبر قدر من الخراب والتدمير في مجتمع الاحتلال، بهذا يكون العنوان موفقا ويخدم فكرة الرواية.
وإذا علمنا أن "أحمد" يقوم بالاستفادة من معارفة الذين يعملون في تجارة المخدرات لتأمين أسلحة للمقاومة، نتأكد أن العنوان منسجم تماما مع مضمون وأحداث الرواية.
الأحداث
تبدأ الرواية بالحديث عن احتلال فلسطين وتحديد مدينة يافا: "لماذا رحلوا؟ لماذا يخرج سبعون ألفا من المدنية في ثلاثة أيام أو أربعة أيام؟ أخوفا من قصف مدفعي يهربون؟... قصف مدفعي متواصل أيام الاثنين والثلاثاء وليله الأربعاء" ص18و19، وهذا ما جعل عائلة "أحمد" تفر إلى غزة، وتنساه في البيت، السارد يحدثنا عن كيفية الاستيلاء على بيوت المدينة: "جاءت عائلة سكنت الدور الثاني وأخرى في الدور الرابع، وعائلة ثالثة سكنت الطابق الخامس، حرت كيف أمنعهم لم أستطع، ولا حتى خالي إبراهيم استطاع، البيت بيتنا وهو ملكي الآن، وهم ينكرون عليّ ذلك، قلبت كل أوراق أبي بحثا عما يثبت ملكيتنا للبيت، لم أجد شيئا، ... قال خالي حتى لو وجدت الأوراق فلن يجدي ذلك، فالمسألة ليست قضية أوراق" ص53، هذا المشهد يبين حقيقة الصراع وطبيعته، احتلال بلاد وتهجير أهلها منها، وجلب آخرين ليقطنوا في المدن والبيوت، بهذا الشكل يحدد السارد طبيعة الصراع.
ويعطينا موقفه من كل ما هو (إسرائيلي) بهذا المشهد:
"...ما أخبار راكاح؟... ألا يفكر أعضاءه اليهود بالرحيل عن البلاد؟
ـ ولماذا يرحلون؟
ـ ألا يقولون بأنهم يؤيدون الحق الفلسطيني؟
ـ ـ وهل من يؤيد الحق الفلسطيني تطلب منه الرحيل عن البلاد؟
ـ أنا أودي لهم خدمة لن ينسوها، فأنا أشفق عليهم من البقاء هنا إلا إذا كنت تعتقد أن هذه البلاد لهم.
ـ أي سلام؟ هذا البيت الذي يعيش فيه ابن عمتك اغتصبته أربع عائلات صهيونية تحت سمعه وبصره، وهذه المدينة التي فتحت عيني عليها ورأت عيون أبي وأجدادي النور على أرضها، هل تظن أنه يمكنني أن أقتنع بأنها ليست مدينتي؟ أو أنه لكي أنعم بالسلام عليّ أن أرضى بالتفريط بجزء من وطني" ص146147، نلاحظ أن الحوار يبين طبيعة الصراع مع الاحتلال، وإذا ما أضفنا مشهد احتلال البيت من صاحبه الطفل "أحمد" نحسم الأمر، ونتأكد أن الحق يحب أن يعود كاملا إلى أصحابه غير منقوص، هكذا يرى "أحمد" الصراع من الاحتلال، وهذا ما تحدثت عنه الرواية.
ومن مسببات الهجرة ما وعد به جيش الإنقاذ الفلسطينيين، حيث أكد للفلسطينيين أن هجرته ستكون محدودة جدا: "كلها أيام قليلة وتعود إلى بلدك معززا مكرما" ص91، هذا على صعيد الوعود التي أطلقها جيش الإنقاذ، أما على صعيد المعركة والحرب فكان بهذا الشكل: "لم ينفذ العرب شيئا من وعودهم ولا خططهم، لموا السلاح من الفلسطينيين وتراجعوا، ولم يقتربوا من الحدود التي عينتها الأمم المتحدة لليهود في قرار التقسيم، سلموا مدنا بكاملها لليهود، أضاعونا يا بني" ص92، فالسارد يكشف حقيقة ما جرى في فلسطين، مبينا أن هناك تخاذل رسمي عربي ساهم بشكل فاعل في ضياع فلسطين واحتلالها من قبل الصهاينة، وإذا ما توقفنا عند الاقتباسات السابقة، نتأكد أن الصراع مع الاحتلال لا يمكن حسمه وإنهائه إلا بالحرب، كما أن هذا الحسم بحاجة إلى تغيير الأنظمة الرسمية العربية وتغيير طبيعة دورها، هذا ما يخبرنا به السارد، فحالة الفلسطيني قبل ال48 لم تكن أفضل مما نحن عليه الآن، وبما أن العدو أقوى الآن مما كان في السابق، فلا بد من وجود قوة ، من خارج فلسطين تستطيع تغيير ميزان القوة لصالح الفلسطيني والعربي، وإلا سيبقى الصراع يتراوح في مكانه، بمعنى بقاء دولة الاحتلال بقوتها المطردة.
المكان
السارد يتناول المكان بأكثر من صورة، كيف كان قبيل الاحتلال: "مررت أمام سينما فاروق وكانت مهدمة نتيجة القص، وجريت إلى شارع الملك فيصل واختفى الباص عن نظري"ص22، وبعد الاحتلال: "هدموا مسجد السكلك وتحول قسم إلى ملهى ليلي والقسم الآخر مصنع للبلاستيك، وجامع الفنار المطل على ميناء يافا استولت عليه شركة سياحية حولته من مكان للعبادة إلى مكان سياحي، ومقام علاء الدين تحول إلى مقهى" ص81، ولم تقتصر التحولات على المكان بشكله المجرد، بل طالت الناس أيضا، خاصة بعد أن تم تهجير وقتل من كانوا فيه واستبدالهم بآخرين، من هنا نجد أن جريمة الاحتلال متعددة الأوجه، فحال من هجر من وطنه كان في غاية السوء: "صغار كبار يأكلون قشر البطيخ كقوتهم الوحيد وينامون في العراء دون غطاء" ص89، بينما كان المحتل ينعم بالبيوت وخيرات البلاد.
فمن خلال هذه المشاهد والحوارات نصل إلى طبيعة الصراع العربي الصهيوني، فقد أوصلت لنا الرواية ما هو مهم ومفيد، فقد ابتعدت عن الخوض في شروحات سياسية وتحليلات لا فائدة منها، فالأحداث وصورة الاستيلاء على البيوت، والحوارات التي تمت توضح للمتلقي حقيقة ما جرى في فلسطين، وتضعه أمام الواقع وكيف يمكن استعادة فلسطين وإرجاعها إلى أصحابها.
الرواية من منشورات وزارة الثقافة الفلسطينية، الطبعة الثانية، 2023.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعاصرة والتراث في رواية -الحلاج يأتي في الليل- عزت الغزاوي
- لغة الشاعر في ديوان -منازل أهلي- حبيب الزيودي
- تقديم الألم في قصيدة -يا شيخ اثًقَلكَ السراب منير إبراهيم
- ديوان معلقة جلجامش على أبواب أوراك شاكر مطلق
- تحقيق الذات في رواية -لكي فعلت- إكرام ظاهرة عودة
- الرد على كتاب -الحجار تتكلم- جون إلدر
- الواقعية والرمز في رواية أم سعد لغسان كنفاني
- حقيقة المعري في كتاب -أبو العلاء المعري- زوبعة الدهور مارون ...
- الحركة في ديوان -هزات ارتدادية- سامر كحل
- المرأة والمجتمع الذكوري في رواية -رادا- إسراء عبوشي
- مجموعة شهادات على سياج الضمير حمدي الكحلوت
- طبيعة دولة الاحتلال في كتاب -العقلية الصهيونية ولاهوت الإباد ...
- نصب تذكاري حافظ أبو عبادية ومحمد البيروتي
- الغربة في رواية -على الجانب الآخر من الشرق- مفيد نحلة
- مواجهة الانتهازية والرسمي العربي في ديوان -رمل الذاكر- منير ...
- لفلسطيني في رواية “لقاء البحر” للدكتور محمود السلمان
- التشرد والموت كتاب -الفهرس السوري- علي سفر
- أوسلو والصراع في رواية -معبد الغريب- رائد الشافعي
- على هامش اختراق حدود فلسطين المحتلة
- الشاعر الحضاري في قصيدة -من أي معدن أنا- سامي البيتجالي


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - طبيعة الصراع الفلسطيني الصهيوني في -رواية بيت للرجم بيت للصلاة- أحمد عمر شاهين