حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1724 - 2006 / 11 / 4 - 12:18
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لا دمعة تنفع ولا حسرة تفيد ولا كلمة تسمع من قبل ( قادة ) العراق الآن ، إنها حقا شريعة الغاب ، الرعاع يسرحون ويمرحون والذئاب الجرباء تستبيح العراق الجميل من أقصاه الى أقصاه ، إنها جريمة لا تغتفر ، ووحشية لا مثيل لها ترتكب ضد بنات وأبناء العراق .
والحكام يتحدثون عن العراق الجديد والديمقراطية والشفافية وحقوق الإنسان من خلال شاشات التلفاز ووسائل الإعلام الإخرى ... ولكن الإنسان العراقي يختطف ويعذب ويقتل ويهان دون أن يحميه أحد ، يتحدثون عن الإزدهار الإقتصادي وتوفير الخدمات للمواطنين ، ولكن هناك أزمة عميقة وشاملة في توفير الكهرباء والماء الصالح للشرب والوقود من الغاز والنفط وكل إحتياجات الناس الضرورية .
أن تصريحاتهم الصحفية والإعلامية هذه ، تنطلق من مكان سكناهم المحمية عسكريا والمحيطة بالأسوارالأمنية والمجهزة بكل مستلزمات وظروف الرفاهية والحياة الطبيعية ، إنها قلعتهم منذ ثلاث سنوات والى يومنا ، إنها المنطقة الخضراء ، وأن من يعيش في هذه المنطقة ، لا يسمع ولا يرى ولا حتى يتحسس معاناة ومآسي الشعب العراقي ، لأنه في واد والناس في واد .
أن المستهدفين في حمامات الدم هذه ، هم من خيرة أبناء الشعب العراقي وثروته الوطنية التي لا تعوض ، حيث يقتل أساتذة الجامعات والأطباء والعلماء والإدباء والخبراء ورموز الفن والرياضة والإبداع ، إنهم يهددون ويدمرون ويخربون حاضر وتأريخ العراق الإنساني والثقافي والحضاري ، هذا التأريخ الذي ترك بصمة مميزة في تأريخ البشرية جمعاء .
من ينقذ العراق إذن ؟ ، قيادات سياسية وحكومية وبرلمانية عاجزة ، وأحزاب ومنظمات لا حول لها ولا قوة ، وقوات أجنبية محتلة لا تريد أن تفهم وضع العراق ، بل إنها تتحرك وفق مصالحها ومشاريعها الراهنة والمستقبلية ، وبعض دول الجوار تتدخل ضد إرادة العراقيين، ودول عربية إخرى متفرجة على ما حدث ويحدث في العراق .
يحترق العراق .. بإسم المزايدات الكلامية والمصالح الحزبية والشخصية والشعارات العاطفية والخطابات الغيرواقعية والهتافات القومية وداء الطائفية والتدخلات الإقليمية والدولية ، هكذا يحترق العراق إذن .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟