أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ازهر عبدالله طوالبه - صراع الذكاء الصناعيّ والغباء البشريّ














المزيد.....

صراع الذكاء الصناعيّ والغباء البشريّ


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 7669 - 2023 / 7 / 11 - 18:52
المحور: كتابات ساخرة
    


لا تكاد تخلو أيّ جلسةٍ نجلِسها اليوم مِن الحديثِ عن تطوّر التكنلوجيا، وعن مدى تأثيرها على الحياة البشريّة بكلّ أنماطها. ويبقى مِن أهمّ تلكّ التأثيرات، هو تأثيرُ "الذكاء الصناعيّ" على البشَر، وخطره على الحياةِ البشريّة.
فعلى الرُّغم مِن ارتفاع أمواج المخاوف عندَ الكثير ممَّن أُجالِس مِن الزُملاء والأصدقاء، إلّا أنَّني دائمًا ما أُحاول أن أُثبتَ لهُم، بأنَّني على درجةٍ عاليةٍ مِن الاطمئنان، وأنَّ هذا التطوُّر، مهما علَت سقوفهُ، لا يُمكِن أن يكونَ قادِرًا على القضاء على الغباء البشريّ ؛ لأنّهُ باقٍ ويتمدَّد، ولن يسمَح لأيّ أحدٍ/أو شيء أم يهزِمهُ . فحتى الذكاء الصّناعيّ، الذي "يُدّعى" أنّهُ سيجعلنا نعيش في "المدينة الفاضِلة" لن يقوى على ذلك، وأنا متأكدٌ ممّا أقول، ولا أتجنّى على أحَد في قولي هذا.

وحتى لا يُلتَبس قولي. فإنَّني سأقومُ بزيادةٍ في الإيضاح..
إنَّ ما نعتَبِرهُ كبشَر "ذكاءً بشريًّا"، ما هو في حقيقةِ الأَمر إلّا غباءً وانحرافًا أدّيا إلى تجريدِ الإنسانِ مِن قيمته السامِية. وهذا ما يلتَمسهُ كُلّ واحدٍ منّا في معيشتهِ اليوميّة وفي معيشةِ أسلافه التأريخيّة. فقَد أبقى هذا "الذكاء البشريّ" أو ندّعي أنّهُ كذلك، البشرَ خادمينَ لشُرورهم، طائعينَ لأهوائهم النّتِنة، وقذارتهم الدّنية، وجعلَ خسّتهم وقلّةَ مروءتهم قائمة على صدرِ هذا الكوكَب لملايينِ السّنين، وذلكَ تحتَ حُججٍ واهية، أهمّها "صراع البقاء".

هذا ويمتَلك "الغباء البشريّ" الذي ندّعي أنّهُ "ذكاء بشريّ" الكثيرَ مِن الوسائل التي لا يمتَلكها "الذكاء الصناعيّ"، بل لا يحلَم ولا يطمَح بأن يمتَلِكها، ولا يرمي بأيّ مِن مراميه إلى أن يتمكَّنَ من اصطيادها بسنارةِ التقدُّم والتطوّر. فهذه السنّارة وجِدت لتكونَ أداةً لصيدِ صيدٍ ثمين، يُعينها على البقاء الذي يخدِم مَن يسعونَ إلى خدمةِ الحياة البشريّة.

ومِن تلكَ الوسائل:
- الكذِب: فهذا ما لا يُمكِن أن يمتَلِكهُ "الذكاء الصناعيّ" ؛ ليسَ لشيء، وإنّما لأنّهُ يُفلتِر نفسهُ فلترةً عميقةً ودقيقةً قبل أن يتفوّهَ بأيّ حَرف، فضلًا عن أنّهُ ليسَ بذي مصلحةٍ مَع المُتعاملينَ معهُ.

- التلوُّن والمُناورة: وهُنا، لا أُلبسه لباسًا هو ليسَ أهلًا لهُ، وإنّما أُعطيهِ حقيقتهُ. فهذا الذّكاء يُدرك مِن أينَ تؤكَل كتف المعرِفة والعِلم، دونَ أن يتلوّنَ أو أن يظهرَ بأكثَر مِن وجهٍ ليتمكَّن، ومِن ثمّ يقوم بتقديمها على طبقٍ مُرتَب ومُنظَّم لكلّ بني البشَر. فهو يجهَل قاعدة البشَر التي تقول "تمسكَن أو تلوَّن حتى تتمكَّن". إنّهُ ذكاءٌ لطيف، وديع، لا مُرادَ لهُ إلّا أن يُسخِّر نفسهُ لخدمةِ جميعِ البشَر، دونَ أيّ اتّكاءٍ على أيّ نوعٍ من أنواع التّمايُز.
كما أنّهُ لا يعتَرِف ب "العدائيّة"، بل ما لمستهُ منهُ، إلى حدّ هذه اللّحظة، أنّهُ يسعى إلى تمزيها إربًا إرَبا. لذا، هو ذكاءٌ لا يُناوِر، ولا يُلقي لها بالًا، ولا يتضمّنها أيّا مِن قواميسه.

تقلُّب المزاج: قَد أظلمهُ بما سأقولُ عنهُ. لكن، هذا ما أراهُ فيه دائمًا. إنّهُ ذكاءٌ لا يعرِف التقلُّبَ بالأمزِجة . إذ كُلّما طرقتُ بابهَ، ردّ عليّ بلا تكلُّف، ودونما أن يُشعِرني بأنّني هزيلٌ، ضعيف، أهرعُ لهُ كلّما قدَحَت بعقلي فِكرة/أو سؤال/أو همسة/خاطِرة..ألخ. إنّهُ، وكما قُلت، وديع، بسيط، أليف، لا يُشعِرني بجهلي، ولا يتكبَّر عليّ ؛ فيُظهِر لي أنّهُ في مزاجٍ غيرَ "رائق"، وبالتّالي، لن يفيدني مِن عِلمه، وإن قرَّر إفادَتي، طلبَ مِني أن أستحسِنهُ وأستجديه، وأُشعِرهُ بأنّهُ أعلى قيمةً وأفضل وأكثر عِلمًا منّي.

ويُمكِن أن أخلُصَ إلى القَول، بأنّهُ ذكاءُ حقيقيّ، تمتدّ جُلّ خيوطه لجميع البشَر ؛ فتتشابك ببعضها البَعض ؛ لتصنعَ حياةً لا جهلَ ولا تأخُّر فيها. وتلكَ الخُيوط، لا تكون لطبقةٍ دونَ أُخرى، كما أنّهُ لا يحمِل وجوهًا مُتعدِّدة يُظهِر بعضها أمام أُناس ويخفي بعضها أمامَ آخرين.
إنّهُ ذكاءٌ مستقلٌّ عن "الغباء البشريّ" الذي قيلَ عنهُ ذكاء. فالأخير قائمٌ على الموارَبة، النّفاق، التلوُّن والمُناورة، المُساومة، خُسران القِيم والحطّ مِنها، وغالِبًا، كُلّ مَن يمتَلِك ولو صفةً واحِدة مِن هذه الصّفات، اتَّسمَ بالذّكيّ. أمّا الأوّل، فهو ذكاءٌ متجرِّدٌ مِن كُلّ ما يُمكِن أن يُعطِّلَ سيرهُ الرامي إلى تحقيق التقدُّم والتطوّر على الرُّغمِ مِن حجمِ كُلّ المُعيقات.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهادات العلميّة للمُجتمع، والعلم لمن أراد.
- -الفزعات العشائرية والمناطقية داخل الجامعات.-
- -داء الإنغلاق على الذّات الذي لا دواءَ لهُ -
- الكوارِث ما بين دناءة وإنسانيّة مُقدّمي المُساعدات
- النّجاة تكون بالتّوفيق بينَ العلم والدّين..وليسَ بتمديدِ الف ...
- لنخلَع عباءة الصّراع الدّينيّ التي ألبسنا إيّاها أصحاب المصا ...
- دور الدّين في السلطة السياسية، وفرضه على الآخر المُخالف.
- المؤسّسة الدّينيّة في خدمةِ السُلطة السياسيّة
- هل سنتمكَّن مِن تجاوزِ مُعيقات/أو معوِّقات الإصلاح الإداريّ ...
- مَن يفشَل في بناء الإنسان حتمًا سيفشَل في بناءِ العِمران.
- كفاكُم طعنًا لخاصرة سوريا بإبعادها مِن عضويّة الجامعة العربي ...
- الثقافة والساحة الأدبيّة: لُعبة تصدُّر المشهد.
- عبيدُ الأمزجة ولسنا سلاطين الرأي العام
- شرعيّة الإنجاز وضياع الوطن
- رمضان، محطّة مُهمّة للتمرُّدِ على عِبادَة الشّهوات والرّغبات ...
- التديُّن الاجتماعيّ/التديُّن التقليديّ : أحد أهمّ أسباب تخلّ ...
- حرب أوكرانيا وروسيا: الإنسان هو الخاسِر الوحيد فيها.
- -حرب المعلومات أوسع نطاقًا من حرب العسكر-
- مجلس الأمن لا يملك مِن الأمر شيئا
- -الأفكار لا تُشخصَن، والاختلاف بالفكِر سبيل لتقدُّم الأُمم-


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ازهر عبدالله طوالبه - صراع الذكاء الصناعيّ والغباء البشريّ