علي إبراهيم آلعكلة
كاتب
(Ali Ogla)
الحوار المتمدن-العدد: 7669 - 2023 / 7 / 11 - 12:45
المحور:
الادب والفن
رقد ابي في المستشفى فجاورت فراشه
وبينما كانت صحته تتأرجح جاءني المضمد الصحي
وطلب مني أبر خاصة وفي عراق النفط والثروات لم تكن تلك الأبر موجودة في المستشفى،،،
قال لي إذهب وأشتريها من الخارج ففعلت دون تردد
كان الجو حاراً فهرولت كي اجلب الدواء بأقصى سرعة
وبسبب الضغط النفسي شعرت ان فمي بدأ يجف وبشكلٍ غير طبيعي لكنني استمريت بالمهمة غير مُبالي واشتريت الدواء ورجعت مسرعاً حتى سلمته للمضمد الذي سرعان ما حقنه في كيس المغذي الوريدي المُعد مسبقاً.
كنت مرهقاً وكان أبي ينازع بين الحياة والموت وفجأةً جاءت عربة تحمل طعام المرضى واستلمت حصة أبي وبما أنه كان يتغذى فقط على السوائل عن طريق أنبوب خاص تم تركيبه له في الأنف فالطعام أتركه ولا أتقرب اليه وأحياناً اعطيه للمرضى الاخرين او مرافقيهم في الغرفة لكنني وبفعل العطش وقعت عيناي هذه المرة على قنينة الماء وقررت أن أشربها لأروي ضمئي وبعد أن ارتويت جاءني شريط الذكريات،،،،،
وكيف كان أبي يرويني الماء عندما كنت طفلاً
وكيف كان يرعاني واحسن تربيتي
وكيف ضحى من أجلي
وكيف
وكيف
وعند الفجر،،
ترجّل أبي عن جواد الدنيا
ورحلت روحه الى بارئها
لقد سقاني الماء حتى في موتهِ.
#علي_إبراهيم_آلعكلة (هاشتاغ)
Ali_Ogla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟