أموت فى الدّش

ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1723 - 2006 / 11 / 3 - 07:23
المحور: كتابات ساخرة
    

ثلاثة من الحاقدين إتهمونى بالجهل، فلم أكن أفرق بين طبق الغسيل وبين الدّش 00 حين أغفلت ذكر الدّش ضمن محتويات عش الزوجية إتهمنى الجيران بالمراوغة وانفسخت الخطبة 00 أشاعت خطيبتى الرابعة أننى ضعيف وشديد البخل حين رفضت تناول العشاء معها فى وقت متأخر، رغم أن التناول سيكون فى منزل الأهل والدش قابع فى صالة الضيوف 00 قاطعنى طفلى الأصغر مشيحا بوجهه ممتنعا عن منحى قبلة مساء عادية وبكف منددة دفع بسبابته لأرنبة أنفى ( يا والدى00 أحمد عنده دشّ!!) 00 رغم صمتى المصطنع فى ذلك اليوم لما تبين من موضوع سرقة صغيرة إقترفها أحد أعمامى، إلا أن خمسة من زملاء العمل حادثونى جهراً عن الدّش 00 نصف صديق حادثته متوجسا عن مغامرة كبيرة فدعانى مبتهجا لرؤية الدّش وهو يعمل 00 مرات قليلة إعترفت زوجتى بهدوء ودون توتر بأننا لا نملك دشّ 00 أقسم صديق قديم بأن تشغيل الدّش أمر ميسور 00 تواضع عدوّ لى وجالسنى على قارعة الطريق ثم أعارنى الدشّ لليلة كاملة 00 شجعنى بعض معارفى ممن يحبّون النميمة وشجّعنى سائق تاكسى كثير اللّغو فاشتركت فى ثلاثة جمعيات مالية لشراء الدشّ 00 تحاملت زوجتى على نفسها، وهى خطيبتى الثالثة، فأطاعتنى وسعينا معا نتقصى أخبار الدشّ عند أناس يركبون بحر إسكندرية، ويجوسون مسالك صحراء ليبيا، ويتحسسون مواقع أرض الكويت، ويركبون غرود الرمال فى توشكى غرب مصر، من بينهم خمسة على الأقل مشكوك فى نزاهتهم 00 استشرنا خبراء فى الألوان والأصوات واستعنا بجار يعرف اتجاه الريح 00 ساومنا أربعة عشر تاجرا على أن يكون دفع ثمن الدّش بالعملة المحلية وتساببنا مع سبعة منهم 00 فى الوقت المناسب تدخّل جمال امرأة حلمت بالزواج منها فابتعت الدشّ من زوجها صاحب المقهى المجاور0
حين امتلكت الدّش صافحنى كثير من الحاسدين وبعض الأحبة وارتسمت فى عيون الجميع نظرة خاصة 00 أيام مرت وأصبحت خبيرا فى تشغيل الدشّ والقنوات والأصوات 00 عشت ليال أرقب فيها نساء الدّش وبلادا ورجالا 00 جرّبت زوجتى طرقا جديدة لتشغيل الدشّ، وساءلتنى مرات كثيرة عن تعريف واضح لقوّة الرّجال 00 استطالت مسافة الوصول إلى عملى واتهمنى رئيسى المباشر بالبلاهة والكسل وهو الذى لا يملك دشّا 00 أصاب الهزال ابنى الثانى برغم جلوسه مستريحا لساعات أمام الدّش 00 ساومنى مشروع صديق على أن أعيره الدّش لليلة واحدة 00 عرض علىّ أحد الطيبين نصف إيراد حجرة يمكن تخصيصها فى شقتى لتقديم عروض الدّش على الزبائن، مع زيادة نصيبى من الإيراد إلى الثلثين حين أقوم بتقديم المشروبات 00 استقر رأى ابنى الأكبر وسائق أتوبيس ورئيسى فى العمل الجديد كما أصّر زوج خطيبتى الثانية على أن المتعة تكمن فى شراء دشّ أخر.

#ياسر_العدل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات