حسنين جابر الحلو
الحوار المتمدن-العدد: 7665 - 2023 / 7 / 7 - 01:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يخفى على الجميع ان هناك ثمة تحديات تواجه الغرب الآن ، وهي حبيسة تنقلات مختلفة بين أولويات العمل الجماعي، الذي بات يتمحور حول آلية وأخرى، مما ينبيء عن عمل محوري بين هذه الإمكانات، من غير رجعة تذكر .
وهذا الأمر مختلف فيه ، بين بينات المجتمع الأوربي عامة والفرنسي خاصة .
وإن شاهدنا الحدث من الخارج يختلف عن مشاهدته من الداخل ، وها نحن اليوم نطلع على أحداث مقتل الشاب "نائل" الفرنسي من أصول جزائرية ، وطبعاً الحدث اخذ أكثر من جانب بين الشرطة والمقتول ، بين اتهام الثاني بعدم تنفيذ أوامر القانون ، وبين العنصرية المنتشرة بين أفراد الأمن.
ويبقى الأمر على حاله في غرفة " الاحتمالات" كما وصفتها رئيسة الوزراء الفرنسية " اليزابيت بورن " ، وهذا الأمر ولد جملة من المعطيات المختلفة ، منها طبيعة ما حدث وما سيحدث في المستقبل ، لاسيما في نقاط التقارب والتباعد في فرص الاحتجاج من غيرها .
ولعل تسارع وتيرة الأحداث في مارسيليا وليل وباريس ونانتير، هي شعلة متكاملة في أفق العمل الفوضوي من أجل خلق حالة جديدة في الواقع الأوربي، لاسيما انها تدعي الديمقراطية ، بأسماء مختلفة في سياسة التوازنات الحاصلة في واقع أوربا وتوابعها من الغرب أو العرب .
والحرق والتخريب الحاصل ماهو الا ردود فعل مكبوتة في الداخل الفرنسي ، لا كما يتصور العرب انهم في بحبوحة وحرية تامة ، بل العكس انهم وحوش في ساعة انقلاب الموازين وعند جميع الأطراف.
بمجرد نظرة تحليلية لكل عوامل الاختلاف بين موضوعة الزيارة الفرنسية إلى روسيا ، وصناعة فاغنر واتهام المخابرات الجزائرية ، تبقى الامور مستعرة حتى إيجاد قرار نهائي يثبت الشرارة الأولى واندلاعها.
قد يمر مقتل "وائل" بسلام وكأنه امر عادي ؛ ولكن في بعض الأحيان تحتاج الحرائق إلى شرارة وأداة، ها هي الشرارة قد حصلت، والأداة بعدها تجاوزت الحدود المنطقية لبقائها ، فأذنت لها بالانفجار على حساب تطوير منافذ الدخول للعمق الفرنسي من خلال أحداث الفوضى الأوربية الخلاقة .
ويبقى السيناريو يحتمل عدة احتمالات ، أما ان تتطور الامور وتفلت عن توقعاتها، أو تكون مجرد تنبيه أمريكي للبقاء في الدائرة ، أو هي زوبعة في فنجان .
الارتجاجات الان في فرنسا لعلها أصابت السطح ، ولكن المشكلة اذا وصلت إلى العمق عندها ستجد مساحة انطلاقية، لحظناها في السرقة والنهب والسلب ، التوجيه العالمي دائما يناشد العقول بأن تتقولب مع المصنوع في غرف ديمقراطية مظلمة ، يعد فيها الشعب أعداداً ممنهجاً غير مباشر .
هذه الديمقراطية المعاقة ، خبأت بين ثنايها مشكلة التكريس العقلي بأن الحرية هي أوربا وأوروبا هي الحرية، بدأت تنكشف بعض الملابسات وتنفك الخيوط أمام المكننة الأوربية الصانعة للحرية لا الواهبة لها .
#حسنين_جابر_الحلو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟