|
السيف...
عساسي عبد الحميد
الحوار المتمدن-العدد: 1722 - 2006 / 11 / 2 - 09:35
المحور:
كتابات ساخرة
ذلك المهند اللامع البراق.......الذي دغدغ مشاعر السلف الصالح بصليله و لمعانه، وسحر لب الرعيل الأول من الفاتحين بحده و جده ..... صوت السيوف يا ناس، و رنينها و هي تتعانق وتتشابك في المواقع و المعارك تلهب مشاعر الغزاة و تحفزهم للظفر والفوز بالغنيمة والغيد الحسان ..... قديما.... أعطي للقاطع سيل من الألقاب والمسميات، و نظم له عشاقه و مقتنوه أبياتا من القريض وفيضا من الأشعار، و تناظرت العرب وتفاخرت في مواسمها و أسواقها بالحسام البتار، وحملت الركبان أنباء الفيصل ذو الفقار، الإصليت الهَبَّار...الذي كان يسقى بالسم الزعاف ليزداد فتكا و يشتد بطشا ..... كثيرة هي سيوف السلف الصالح التي قطعت الأعناق و بقرت البطون و أخرجت أمعاء و مصارين من جوف أصحابها ،هذه السيوف ما زالت محفوظة بالمتاحف إلى يومنا هذا شاهدة حية على تاريخ أسود حالك من تاريخ خير أمة أخرجت للناس ...... السيف أصدق أنباء من الكتب **** في حده الحد بين الجد واللعب..... بالسيف قطعت رقاب الأسرى من بني قريضة تنفيذا لحكم الله من فوق سبعة أرقعة، و بالسيف بقر بطن عصماء بنت مروان في بيتها وأمام أنظار أطفالها الصغار على يد الصحابي الجليل المنتخي لدين الله "عمير بن عدي" لكي لا يتناطح فيها عنزان على أرض الجزيرة ، و بالسيف فصل المجرم الخالد ابن الوليد رأس سيد قومه "مالك بن نويرة " عن جسده ليظفر بزوجته الجميلة، و ينكحها في اليوم ذاته وجاءت جريمة ابن الوليد هذه تحت ذريعة الردة " والويل كل الويل لمن يرتد في زماننا هذا عن دينه أو يعلن ارتداده أمام الملأ أو يجهر باعتناقه لمعتقد أو دين آخر ، فإن سولت لنا نفوسنا شيئا من هذا القبيل فإن سيف "عكرمة الأحمق" لنا بالمرصاد، ليكون المرتد فينا عبرة لمن لا يعتبر "..... و السيوف رافقت الغزاة لبلاد الشام لتبطش وتفتك وتزرع الخوف و الهلع بين صفوف الآمنين في الحواضر و المضارب ..... و دخلت أرض مصر مع عصابات ابن العاص لتستوصي بقبطها خيرا و تطال حتى الرهبان في أديرتهم و صوامعهم وكنائسهم، فكان حملة السيوف بحق "خير أمة أخرجت للناس" والسيف أردى العم نصحي بكنيسة الإسكندرية قتيلا، و حرم طفلين في عمر الزهور بالزقازيق من رؤية أبيهم عائدا إليهم في المساء حاملا لهم حلوى و لعبا جميلة .....و السيف قطع كذلك رأس الملكة الأمازيغية "ديهيا "التي رفضت الاستسلام و الخنوع للفاتحين العرب، فقاومت بشراسة الفرسان إلى آخر رمق في حياتها فسال دمها القاني بغزارة ليطوق بئرا عن كاملها ، و يوم مقتلها هبت عاصفة هوجاء اجثتت الدوح من جذوره و أزاحت الجلمود عن مقلعه، و اكفهرت السماء وتلبدت بغيوم كثيفة سوداء، و أمطرت كثيرا على غير العادة و عوت الذئاب و بنات آوى عواء مسترسلا عميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقا.... و كأن الطبيعة بكاملها و كلكلها كانت حزينة على رحيل الفارعة الماجدة النشمية الأبية ........ ففرح القتلة لمقتل امرأة وحيدة فريدة، وباقتلاع آخر شوكة من أشواك العصيان بشمال افريقية.... رجال يفصلون رأس امرأة عن جسدها بسيف و لم يراعوا فيها لا حرمة الأنوثة و لا قدسية الملك فكانوا بحق خير أمة أخرجت للناس......والسيف هو شعار مملكة الوهابيين المرسوم على بيرقهم الأخضر المذيل بعبارتهم المأثورة ....وصورة السيف على علم دولة له دلالات عميقة و إيحاءات حية على أن عصر الفتوحات قادم لا محالة لتحظى و تتشرف كل أمصار الدنيا بحكم الهمج و تسيدهم و ملكهم...... والجنة تحت ظلال السيوف و هناك من جعل رزقه تحت ظل سيفه، و بالسيوف تناحر و تقاتل الصحابة المبشرون بالجنة و هناك من قضى نحبه نحرا أو طعنا، غدرا و علنا .... ورقصة السيف من أشهر الرقصات التي تميز أرض الجزيرة، و قد شاهدنا لمرات عديدة على شاشاتنا الفضية أمراء يهتزون ببطونهم المكتنزة و مؤخراتهم المنتفخة بمهرجان "الجاندرية" حاملين سيوفا لامعة يلوحون بها إلى السماء ، فالسيف إذن جزأ لا يتجزأ من ثقافة و تراث خنازير بني وهاب ورمز ضارب في جذور تاريخ أسلافهم الميامين..... ومن الهدايا الذي كان يحرص صدام على الاحتفاظ بها هي السيوف و الخناجر بكل أنواعها و ألوانها.... ذلك هو السيف و ما أدراك ما السيف ...رمز الجور والحيف .....في الشتاء و الصيف..... قشقاش فيصل... قاطع قرضاب...ذو النون ... أصمعي فاروق... لله ذركم يا حملة السيوف ويا خير أمة أخرجت للناس، يا أحفاد ابن الوليد و الفاروق و ابن العاص...... و الأرقم بن أبي الأرقم .......لله ذركم أيها المشمولون بالشفاعة و العتق من النار..... في يوم الحشر و ما أدراك ما يوم الحشر.... يوم تسود و جوه و تبيض وجوه.... يوم لا ظل إلا ظل الله......
#عساسي_عبد_الحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السبت في الذاكرة اليهودية المغربية
-
الطاعون و خز أعدائكم من الجن ...حديث صحيح
المزيد.....
-
Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي
...
-
واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با
...
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|