كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7663 - 2023 / 7 / 5 - 08:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتلخص المسؤوليات الأخلاقية في شرق الأرض وغربها في محبة الوطن والانتماء إليه، والمشاركة الفعلية في بناءه وتطويره نحو الأفضل، والمحافظة على المال العام، وصيانة المكاسب المادية والثقافية، وتتجلى المشاعر الصادقة في الدفاع عن الوطن، ومواجهة أعدائه. وهي مسؤولية مصيرية وروحية وأخلاقية سامية يكون فيها الولاء المطلق للوطن والشعب. . ولاء بلا حدود، لا يقبل الازدواجية. اما إذا كان الولاء للحزب، أو للزعيم الذي يحكم البلد على غرار الشعار الثلاثي الموروث: (الله - الوطن - القائد). وهو شعار يقودنا إلى صنمية شخصية، و وثنية فكرية، تنقلب فيها المفاهيم ويتحول فيها الولاء إلى العصبية القبلية والطائفية بصورتها الدكتاتورية المكرسة للانتقاص من الآخر والتحامل عليه. .
لقد انتقل هذا الشعار الذي صممه (غوبلز) لتمجيد رئيسه النازي. ليشمل معظم الطغاة المعجبين بأنفسهم. كان (غوبلز) يعبد (هتلر) وهو الذي صنع اسطورته، فتبلدت في زمنه عقول الناس حتى كفت عن التفكير. وأصبح الولاء للحزب اعلى بكثير من الولاء للوطن، وصار الوفاء للقائد أسمى من الوفاء للشعب. ولم يعد يشغل العبيد سوى تقديس الزعيم، وتعظيم الرئيس، وتفخيم الملك، وتكريم السلطان. وربما شهدنا تلك الأيام التي كان فيها الناس يتجمعون ليلاً في العراء لمشاهدة صورة زعيمهم (الأوحد) المنقوشة فوق سطح القمر عند اكتمال البدر. .
اما أغرب ما شهدناه هذه الأيام هو قيام البعض بتقديم فروض الطاعة والولاء إلى أحزاب أجنبية لا تنتمي لوطنهم الذي نشئوا وترعرعوا فوق أرضه، والذي دفنت فيه رفات أجداد أجدادهم. .
عندما يتمزق الوطن تتكاثر الأحزاب، وتزداد الميلشيات والفصائل المسلحة، وتتناحر التنظيمات السياسية، وتشيع الفاحشة، وينهار التعليم، وترتفع نسبة الرسوب عند الطلاب، ينقلب عندهم الليل إلى النهار، والنهار إلى ليل، وتتفشى المخدرات، وتتكاثر الفضائيات والأبواق الاعلامية المأجورة. ويتخلى الناس عن مبادئهم. .
باختصار يمكننا اختزال ذلك كله بعبارة واحدة فقط، تتلخص بشعور الناس بالفوضى، واحساسهم بالضياع في بلد كان الحاضنة الاولى لأقدم حضارة عرفها الإنسان حتى الآن في عموم كوكب الأرض. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟