كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7661 - 2023 / 7 / 3 - 00:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نعيش الآن في ظروف انتقالية مربكة، ونمر بمواقف انتقائية تغيرت فيها المفاهيم الأخلاقية في سياسة القوى الغاشمة، التي استبدلوا فيها الاعراف الاجتماعية، فانقلبت معانيها في مناخ أخلاقياتهم التي تفتقر للأخلاق، واقحموا مفرداتها في المراحل الدراسية من رياض الأطفال إلى الجامعات. حتى أصبحت متداولة على نطاق واسع. وما ان اندلعت الحرب الأوكرانية حتى باتت عوراتهم، وفضحتهم معاييرهم المزدوجة، وبخاصة في توجهات الدول الغربية التي لم تتردّد في فرض عقوبات حازمة على روسيا بذريعة انتهاكها القانون الدولي، فيما تغضّ النظر عن انتهاكات إسرائيل في فلسطين. .
واتفقت منظماتهم الرياضية على حرمان روسيا فقط من المشاركات الرياضية، وذلك إحتجاجا على حربها في اوكرانيا، لكن الحرمان الرياضي لم يشمل القوى المعتدية على البلدان والشعوب الأخرى. وفي فرنسا باتت الحريات مكفولة لفئة محدودة من الفرنسيين، ولا تشمل الشعوب والأمم غير الفرنسية. ولم تعد حرية الاديان والمعتقدات مضمونة للافراد والجماعات على الصعيد الأوروبي والآسيوي. وصارت تهمة (معاداة السامية) مقتصرة على عدم المساس باليهود فقط، ولا تشمل الساميين العرب. وأي انتقاد لإسرائيل يُصنف تلقائياً على أنه معاداة للسامية ويتم مهاجمة صاحبه ومحاكمته، ولا يندرج هذا النقد ضمن حرية التعبير أو حرية المعتقد أو حرية القيم. .
لا ضير من مواساة المنكوبين في غزة. اما إذا لعنت الذين استهدفوا أطفالها وفرضوا عليهم الحصار الظالم فأنت ارهابي ابن ارهابي. وعندما يرتكب المسلم جنحة أو جناية في الديار الاوروبية أو الأمريكية فهو أيضاً ارهابي ابن ارهابي في منظورهم الجديد، أما إذا كان مرتكبها من ديانة أخرى فهو غير مشمول بالارهاب. .
ختاماً: باتت ازدواجية معاييرهم تشكّل آفة دولية كبرى، توشك ان تدفعنا إلى مواجهات غير مسيطر عليها في ظل احتمالات الصدام المتصاعد. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟