أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مؤيد الحسيني العابد - تهتّك المفاهيم 11















المزيد.....


تهتّك المفاهيم 11


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 7659 - 2023 / 7 / 1 - 22:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تلعب العديد من التصورات الإعلامية دورًا كبيرًا في النفخ في فساد المجتمع والإستمرار في هذا الوضع المقلق لمستقبل البلد بعد إنتشار العديد من التصوّرات الخاطئة، تلك التي كانت ومازالت منتشرة وبتشجيع أخطبوط الإعلام الفاسد في تحطيم روح التحدّي والتصدّي لمارد الفساد الذي إنتشر بشكل مخيف وأخذ الى مجالات خطيرة في دعمه بما يصوّر على أنّه دين أو شريعة من خلال بعض المرتزقة من الدين ومن المحاضرات التي إنتشرت والتي تشجع الفاسدين على الإستمرار في هذا المشروع الهدّام لقيم المجتمع ولإنسانية (!) الإنسان والدمار المستمر لإقتصاده فلا أعتقد مرّ على العراق زمن أو عصر يكون فيه المواطن خاضعًا بتصوّراته وثقافته وبعض من شريعة الى التأثيرات الإقليميّة التي باتت تتحكم به وبمزاجه من الظواهر المنتشرة في العراق حينما إشتدّ الخطب والإضطهاد، ركنَ الكثير من الناس الى القادم الموجود صاحب مشروع البناء بعد أن يهدم الناس والفاسدون كلّ عدل لينتشر الظلم والجور فيأتي القادم ليخلصهم من هذا الوضع ولا حراك يذكر للتغيير من خلال البناء، فبات الناس نيامًا يبحثون عمّا يجعلهم في عيش يومي لا أكثر بينما الفاسدون يخطّطون للنهب والهزيمة بأموالهم للإلتجاء الى دول الإيداع لهذه الأموال وعلى رأسها أمريكا التي تحتل الأرض، والتي بدأت بنهب البلد منذ دخولها ونشرت عملاء لها في كلّ مكان. ومن المعيب والخطير السكوت على العديد مما يدمّر مستقبل البلد في العديد من جوانبه. ومما يثير السخرية السمجة والمؤلمة هو ما يتعلّق بحقلنا وهو التعليم العالي، حيث الكثير مما يثير الشفقة على هذا الوضع الذي يتحوّل فيه المسؤول الى موظّف بسيط عند الطالب ليرضيه بكلّ شيء وإن خالف التقاليد العلميّة والقواعد المهمّة لتطوير العملية التعليميّة. والقرارات والكتابات في هذا المجال منتشرة في مواقع التواصل الإجتماعي فلا داعي لتأكيدها بالورقة والمستند. وكثيرًا ما كتبنا عن حال جامعاتنا التي يرثى لها ولوضعها الذي بات مزريًا مقرفًا الى درجة الإحباط. ومما يثير الألم والحسرة على وضع التعليم في الجامعات هو ما يطرحه العديد من المسؤولين في نفس الجامعات، على أنّها عناصر تقدّم، بينما هي في الحقيقة خدعة من خدع أصحاب الشهادات المهزوزة والتي باتت أرخص من حامض حلو يباع في دكّان حجّي عبود رحمه الله!
ظواهر هامشية
إنتشرت في العراق الهامشيّة في العديد من الأمور التي ينبغي أن تكون معمّقة أو يكون التعامل معها في العمق. وهنا يمكن القول أنّ مقابل العمق والفعلية عن التهافت لإفساد ذلك العمق والإهتمام بالشكل العام ونسيان الكشف عن المكنون من خلال التأمّل الفعلي والفعل العميق والتصور بنظرة عميقة الى العالي، إلّا أنّ الإهتمام أصبح الى الأسفل، فتراه يشعر بالدونية بالمقارنة مع الأدنى منه! في المجال العلمي والفكري والأخلاقي بل وفي الجوانب الأخرى العديدة وتكون نظرته الدائمة مهلهلة خاطفة لا تركّز على الهدف الأسمى الذي تنشده الإنسانية الطبيعية فيصبح كأنّه سكران بخمر الغريزة والضعف والركون الى الأرض، ويقطع كلّ علاقته بالسمو والرفعة وهكذا الى أن يصل بهذه النظرات الى أسفل سافلين، حيث لا أسف عليه حين السقوط، وصل الى حالة الطلاق البائن للعلو بالمطلق.
وتستغرب لدونيته واستمتاعه بها؟! يعتبر هذا الشعور من الناحية النفسية والإجتماعية من العُقَد التي لوحظت كسلوك واضح من قبل الغالبية من كلّ الأطياف بلا إسثناء، إنّها العقدة المسمّاة عقدة النقص التي تشمل المشاعر المزمنة من عدم الكفاية وإنعدام الأمن ومن مواصفات أو أعراض هذه العقدة، هي الشكّ المزمن في الذات وتدنّي إحترام الذات، والشعور بالحاجة الى الإنسحاب من المواقف الإجتماعيّة. وهناك عقَد التفوّق، أيّ القدرة التنافسيّة الشديدة وعدم القدرة على الإعتراف بالخطأ، ولكن في حالة هذه العقدة يمكن الوصول الى حلول ومعالجة بإعتبارها حالة ليست صحيّة ولا عقليّة، حيث يمكن التعامل مع الأشخاص الذين يعانون من الدونيّة بأن تتمّ مساعدتهم من خلال وسائل عديدة، وبضمنها العلاج النفسيّ وبعض الأدوية مع وجوب مساعدة المصاب، أو الذي يعاني من هذه العقدة أن يساعد ذاته أولًا ثم يوضع له جدول للمتابعة لفترة تعتمد على حالته حيث تعرّف الجمعية الأمريكيّة لعلم النفس هذه العقدة بأنّها شعور أساس بعدم الكفاية وإنعدام الأمن ولا يستبعد وجود بعض المؤثرات من خلال حياة الفرد نفسه علاوة على العوامل الأخرى التي تتعلق بالتأثيرات العامّة، كذلك تلاحظ حالات القلق المستمرّ أو الإكتئاب يلاحظ هذا من خلال العديد من الحوادث، خاصّة بإنتشار ظاهرة تعاطي المخدّرات التي إنتشرت بين الشباب في المقاهي والتجمّعات والمقرّات حيث توضع في الناركيلة من حيث يدري الشخص أو لا يدري!
في فرضيته التي طرحها الدكتور علي الوردي بإعتبارها فرضيّة مقاربة لسلوكَين أو أكثر من سلوكياّت الفرد العراقيّ هي فرضيّة التغالب، وهي إشارة الى ما يمكن أن نطلق عليه بعد الغزو البدويّ بعاداته التي لا تتناسب مع المجتمع المدنيّ للعراق، الغزو الفوضويّ، ذلك الذي لا يكون له أيّ برنامج حتى في الفوضى، يمكن أن نطلق على مثل هذه الفرضيّة بفرضيّة البداوة الهجينة. ومن ضمن ما تتضمنه هذه الفرضيّة هو الرياء في التعبير الدينيّ، حيث يتسابق الأفراد لإبراز سلوكيّات معيّنة ويحاول أحدهم أن يغلب الآخر، كما يحصل في المناسبات التي يحاول فيها الفرد إبراز كرمه الخارق وجودِه السابق والفريد من نوعه وتغلّبه على الأقوام والشعوب الأخرى وكأنّه مخلوق وصفاته في كروموسوماته! لذلك يقول أنا فلان من قبيلة أو بلد كذا وأفتخر، ولا تعلم ما الفخر في إنتسابك لجهة أو لقبيلة أو وطن أو دين أو غير ذلك إن لم تقم حقًّا وتُبطِل باطلًا هذه الصفة وهي الصفة التي أشار إليها الوردي بالتغالب يقول فيها: (ومهما يكن الحال فإنّي أرى بأنّ محور الثقافة البدويّة، أو طابعها العامّ، يمكن إجماله بكلمة واحدة «التغالب» ولكي نفهم هذا المحور يجدر بنا أن نذكر أن كلّ ثقافة إجتماعية تحتوي على مركبات، أو محاور جزئيّة ، هي التي يطلق عليها علماء الإجتماع إسم « Cultural Complexes وكلّ مركّب هذه المركّبات يتألف من خصال متنوّعة تسمّى « Cultural traits وفي رأيي أنّ مركّبات الثقافة البدويّة هي ثلاث:(1) العصبيّة (2) الغزو (3) المروءة)# ومن هذا الطرح تستنتج الكثير من النتائج ينبغي إدراكها وفهمها كي تكون واحدًا من مصادر إصلاح هذا المجتمع الذي غرق في عادات دخيلة عليه وإزاد فيها العنف والجبروت والتغيير القسريّ الذي مارسه النظام الصداميّ الفاشيّ والذي يسير عليه الى الآن الكثير من السياسيين والكثير من أفراد المجتمع وفق ما ذكرنا في حلقاتنا السابقة من متلازمة ستوكهولم. ومن ملاحظات صفة الرّياء المجتمعيّ أو التغالب البدويّ هو هذا التناحر للسيطرة على أكبر مساحة من الأرض أو السُّلطة من بين القبائل الأخرى أو العشائر المتفرّقة. لقد تسلّط البدويّ على الأرض التي يملكها ليس لغرض العيش بل لغرض السيطرة والتسلّط على مقاليد مصطنعة، وهو ما يشبه ما يفعله الكثير من العشائر للتسلط والسيطرة. وهنا تبرز كذلك صفة الإمتلاك لأكبر كميّة من المال بأيّ صورة من صور النّهب والسرقة والإتّكاء على قوّة العشيرة لحماية الفاسد أو السارق. وحينما يمتلك إبن العشيرة المال الوفير يتحكّم من هناك حتى بالعشيرة التي ينتسب إليها. فالكثير من الفاسدين جعلوا لآبائهم مشيخة وأصبحوا من الثائرين والمتصدّين للدكتاتورية والظلم السابق (!)، بينما كانوا في الأعمّ الأغلب ممّن خدم النظام السابق بكلّ الصور والتصرّفات وكان سببًا لهذا الفساد الذي عمّ مفاصل البلد. والحصول على هذا المال الوفير بتلك الصور المتعددة وإن كانت من فساد أو سرقة من الصفات التي كانت تشجّع البدويّ على إمتلاك أكبر كميّة من الغنائم ليكون حينذاك وهّابًا نهّابًا. فترى من يسرقك الآن، يضيّفك أسمى ضيافة ويفرش لك البساط الأحمر إن إقتضت الحاجة، بينما تراه من الصفّ الأوّل ممن ينهبك ويسلبك حتى قميصك التي تلبسه.
بين بداوة المجتمع واللاتطور المستمرّ
لقد أكّدت العديد من الفرضيّات على أنّ البداوة مرحلة من مراحل التطوّر البشريّ حيث تكون المرحلة بداية التقدم والتطوّر الذي يؤدّي في النهاية الى مجتمع الصناعة والتكنولوجيا والتقدم وكذلك مواكبة الإنسجام العالميّ مع هذا التقدّم. لا كما تمرّ به بعض البلدان في أنّها تسير رغم أنفها في هذا المسار التطوريّ ولا قدرة، بل ولا رغبة لها في التصالح والإنسجام مع هذه الحركة في التطوّر. ولا نكشف عيبًا عندما نقول أنّ العراق وأغلب الدول العربيّة والكثير من الدول التي تسير في ركب فكرة وممارسة البداوة البشريّة الحاليّة، الى أنّها لا ينسجم فيها الزّمن المتحرّك وحركة التطوّر مع ما يمرّ فيها الكثير من الشعوب. فترى البداوة في فكر وممارسة الكثير من الشعوب المذكورة. حيث القول والحركات والملابس والتفوّه بكلمات يوميّة غريبة، مع التعليم الذي يلاحظ وكأنه واقف بلا أيّ حركة تطوّر لا في الفكر التعليميّ التربويّ ولا في أدوات التعليم. حتى ترى الكثير ممن يعمل في هذا الحقل يناهض ويقف ضدّ أيّ حركة تطوّر أو تغيّر نحو الأحسن أو بإتّجاه الإنسجام مع الحركة العالميّة في التطوّر من الشرق الى الغرب. ومما يلاحظ من مطالعة الدكتور علي الوردي في كون البداوة ليس شرطًا في حركة التطوّر يلاحظ ويعطيه الحقّ فيما يرى ممّا يمرّ به العراق وبعض المجتمعات العربيّة، في كون البداوة تشتبك مع أيّ حركة تغيير في ناحية أو بعض النواحي في المجتمع. كثيرًا ما عانى العراق من هذه الهجمات تجاهه، منها ما كان من الخارج ومنها ما كان من الداخل، عندما يكون هناك توجّه رسميّ حكوميّ بالتخلّص من مدنيّة التوجّه الى بدويّته كما حصل في زمن النظام الفاشي السابق، بالرغم من كتابات وبعض الممارسات التي تظهر قوميّة وبعض إنسانيّة التوجّه، إلّا أنّها في الحقيقة تكشّفت بصورها كافّة حينما حوصر النظام وإستند في كليّته على الإنغلاق القسريّ عن العالم، فظهر فيها هشاشته ونظامه بكلّ تفاصيله. وليس الإندهاش من ذلك بل الإندهاش بتشبّث العديد من توجّهات المجتمع الى الإحتفاظ بهذا النكوص والفرح بالحصول والرجوع اليه. غريب هذا التوجّه المَرَضيّ الذي أشرنا اليه من خلال عدد من المتلازمات.
إنتظار القادم
من الأمور التي شغلت وتشغل الناس في البلدان التي يشتهر فيها الإضطهاد والظلم هو إنتظار المخلّص، وهذه فكرة إن كانت عقيديّة كما أعتقدها أنا أو كانت مجرّد فكرة لترويض الناس حسب وصف البعض الذين لا يؤمنون بمواصفات هذا المخلّص، فهي فكرة جميلة لتصحيح مسار النفس الإنسانيّة التي تنشد هذا القادم والقائد والمصلح لكنّ المشكلة الآن في العراق رغم كلّ الفساد الذي ينخر البلد بكلّ تفاصيله حتى في مؤسّسات دينيّة ينبغي لها أن تكون نموذجًا للإصلاح والتقوى، أقول في العراق تنتشر مسألة التعلّق الفاسد بالمنقذ العظيم حيث يتعلّق الكثير من الناس جهلًا بهذا المنقذ باساليب تخدّر الناس إذا ما لاحظنا البعض منهم يستغفل الجهلة وغير العارفين بالأمور الثقافيّة الدينيّة ولا بالفكر الناهض ليضحك على هؤلاء بكلمات يحسّ فيها الإنسان وكأنّ المصلح القادم يجلس ينتظر صاحبنا متى ينتهي من خطبته لينهض بهم علاوة على إلصاق الكثير من الظواهر والحوادث التي تحدث وفق تصوّرات وسلوكيّات سياسيّة وأمنيّة غالبًا ما تكون عكس ما يتصوّر البعض، أي أنّها تعيق حركة ظهور المنقذ وسط تخطيطات معقّدة يريد منها المعادي لطريق الإصلاح الحقّ أن يعطّل هذا التوجّه وهذا التخطيط الإلهيّ، إن إستطاع!
يلعب العامل الفوضويّ في المجتمع دورًا خطيرًا في هذا الجانب، كذلك حيث يفكّر العديد من الناس على هواه وتحت ضغط الوضع للهروب من المآسي والتعلّق بمنقذ ينقذه من وضعه بلا أي جهد يفعله الشخص. حيث يفهم البعض أنّ المنقذ سيأتي لتخليص الناس من مآسيها وهي غارقة في الفساد والتحلّل والتفكّك والتواكل بلا عمل وبلا جهد وبلا نضال من أجل الحرية والإنعتاق الصحيح لا يا سادة! إنّ هذا الرجل القادم يحمل معه المحبّة والإحترام لكلّ من يريد أن يبني لا من ينتظر بلا عمل فلديه منهج وطريق ولديه رجال يعملون ليل نهار لبناء المجتمعات وتصحيح المسارات ولا يلتفت الى المتكاسلين والمتهاونين. صفات القادم مستمدّة من صفات الماضين من يريد أن ينهج منهجهم العظيم في الإصلاح وبالتقوى والإخلاص لله الواحد. فقد كان الأنبياء والصالحين لهم الصفات الإلهيّة والمميّزات الربّانية الخالصة لله تعالى لا كما تتصوّر أنت أيّها الفاسد المتواكل والساخر من نفسك قبل أن تكون ساخرًا من الآخرين. لو قلت لك إتّق الله فلا مجال لتقواك ولو قلت لك آمن ويلك آمن، فلن تقتنع بما قال المخلصون قبلي ولا كما أقول. ليت قومي يعلمون بما يحصل في بلدي من كثرة الدجّالين وكثرة المتقوّلين. ولا حول ولا قوة إلّا بالله.
ما بين موت الضمير وموت العبير
إنّ السير في طريق الرؤى والتصوّرات ليس خطأ لكن أن يستغرق الإنسان فيه فهو خطر على صاحبه وعلى المجتمع. خاصّة إذا رافق هذه التخيّلات والتصوّرات جرعات من المخدّرات التي تنتشر في المجتمع وفي تفاصيل التفاصيل، سيكون عندذاك كارثة رهيبة تظهر نتائجها على المجتمع من خلال حوادث عديدة. من هنا نستطيع أن نقول أنّ كلّ هذا من نتيجة واحدة هي موت الضمير الإنسانيّ والذي يتحوّل فيه الإنسان بلا جوارح ولا رغبة في الإستمرار بروح الإنسان التي لا تلائمه ليتحوّل حينها في سلوكيّاته الى حيوان من النوع الوحش، للأسف الشديد. لقد عرّف أهل المعرفة العقليّة والإدراك الى أنّ الضمير هو الصوت الداخليّ الذي يحذّرنا من حالة خارج نطاق التطبيق والسلوك الإنسانيّ. والضمير هو عطاء عظيم من الله تعالى وهو كمّ ونوع فرضي وضع على حدّ سواء في الرجل والمرأة. وهذا الخلق العظيم يولد مع كلّ منّا إذا ما سار في طريق العطاء الربّاني بلا أي دفع بإتّجاه التلوّث. هنا الإشارة الى ذلك الميزان الذي يحتكم اليه الإنسان في حركته الصحيحة أو الخطأ: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ)##. إنّ موت الضمير كموت الحرارة والتوازن الحراريّ في هذا الكون حيث لعبت فكرة الموت الحراريّ دورًا مهمًّا في الفيزياء وبنفس الوقت نشرت الخوف والتوجّس في عقول الفيزيائيين وعقول الكثير من الباحثين في المجالات الأخرى ومنها مجال البحث في كيفيّة فقدان الحرارة والشعور في هذا الضمير الإنسانيّ بحيث وجود ذلك الإنسان يكون أتعس من عدم وجوده بالنسبة لحركة البناء الإنسانيّ لأيّ مجتمع. والبحث في هذا المجال كان منذ عصور قديمة بإتّجاه التعامل مع الفلسفة أكثر من البحث في الإتّجاهات الأخرى. حيث كان التطرّق الى هذا منذ عصور قديمة يصل الى العصر الفكتوريّ كما تذكر المصادر العلميّة والتأريخيّة وفكرة هذا الموت الحراريّ الوجدانيّ تمثّل المثال لما يحدث من ربط ما بين الفيزياء أو التركيب الماديّ للإنسان وما بين الكونيّات، الداخليّة والخارجيّة. فالبحث عن وجود الضمير ومكانه أم هو كالرّوح مجهول التفسير إلّا من أثره؟ حيث تكون الفيزياء والتراكيب الماديّة التي تحيط بنا في كلّ بقعة وزمن على سطح الأرض وفي ذهن المتخصصين في مجال الكونيّات وفي المجالات الفيزيائيّة النظريّة والفلسفيّة وفي الحقول التي تصبّ في مجال البحث في الموت الحراريّ الوجدانيّ وآثاره والنتائج التي تترتّب منه على المحيط كليًّا وعلى المجتمعات من خلال هذا الموت في نفس الإنسان. ولا غرابة من التطرّق الى هذه ظاهرة الموت الحراريّ الوجدانيّ التي يمكن فهمها بسهولة رغم تعلقها بالكون البعيد فلسفيًّا والكون القريب أثاريًّا.
كثيرون ممّن ودّعوا هذا الخُلُق العظيم ليتحوّلوا بإرادتهم الى حيوانات مفترسة ووحوش كاسرة لا تعرف الرحمة. وفي بلدي الكثير من هؤلاء الذي يندفعون بقوّة لتخريب المجتمع بإرادة معجونة من عدّة مؤثرات إستمرّت لسنين، ومازالت منها مثلًا:عامل تربيّة فاسدة الى نظام مستبدّ مجرم حكم البلد وأثّر به في جوانب عديدة من الصعب التخلّص منها كما ترى من خلال سلوك الكثير من هؤلاء. والأخطر في سلوك هؤلاء أن لا قيم لديهم ولا خوف من ضمير الذي صودر بإرادة هي أصلًا مسلوبة من زمن ليس بالقصير.
د.مؤيد الحسيني العابد
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
# دراسة في طبيعة المجتمع العراقي للدكتور علي الوردي
## القرآن الكريم ـ سورة ق الآية 16



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهتّك المفاهيم 10
- تهتّك المفاهيم 9
- تهتّك المفاهيم 8
- تهتّك المفاهيم 7
- تهتّك المفاهيم 6
- تهتّك المفاهيم 5
- تهتّك المفاهيم 4
- تهتّك المفاهيم 3
- تهتّك المفاهيم 2
- تهتّك المفاهيم
- سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 22
- سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 21
- سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 20
- سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 19
- سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 18
- سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 17
- سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 16
- سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 15
- سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 14
- سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 13


المزيد.....




- السعودية.. الداخلية تعلن القبض على 4 مواطنين و3 من إثيوبيا و ...
- سوريا وسقوط الدومينو.. نحو إسرائيل الكبرى؟
- بعد وساطة تركية مع مصر.. عبد العاطي يعتزم زيارة دمشق ولقاء ا ...
- فيتسو: وقف الغاز الروسي عن أوروبا سيكلفها 120 مليار يورو
- القوات الروسية تتقدم غرب دونيتسك
- الحكومة الأذرية تقول إن -تدخلاً خارجياً- وراء تحطم طائرتها، ...
- محافظ دمشق: هناك أناس يريدون التعايش والسلام ومشكلتنا ليست م ...
- هآرتس: حماس تستعيد قوتها بسرعة وعمليات الجيش الإسرائيلي في غ ...
- الآلاف في بودابست يحصلون على وجبات العيد من محبي هاري كريشنا ...
- فيفا: منتخب مصر بقيادة -العميد- على أعتاب إنجاز تاريخي


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مؤيد الحسيني العابد - تهتّك المفاهيم 11