أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - العيد والهموم الخاصّة والدولة














المزيد.....

العيد والهموم الخاصّة والدولة


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 7658 - 2023 / 6 / 30 - 13:41
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أستطيعُ أن أحبّكِ في هذا القيظ.
لا أستطيعُ أن أحبّ أحداً في درجة 50 مئوي.
في درجة 50 مئوي.. أنا أكرهُ الجميع.
وقبلَ أن يهِلّ علينا عيد الأضحى المبارك.. احترقَت "مولدّة " المحلة عند صلاة المغرب.. فترَكَ "المؤمنون" إمام الجامعِ يتحدثُ وحيداً عن "مفاتيح" الفرج، التي ذابت "أقفالها" من شِدّة الحَرّ.
وعندما تدَلّت "الوايراتُ" على الأرصفة.. تجمّعَت الحشودُ قُربَ بيت (جاسم أبو المولدّة)، الذي خاف من الجماهير "المُلتهِبة".. وفرّ إلى جهةٍ مجهولة.
كلّ أقرباءنا المسنّين ماتوا، أو سيموتون(بأمراض الحَرِّ المزمنة)، بعد يوم "عَرَفة".. أو قبل رابعِ أيّام العيد.
وفي مجلس فاتحة "عيداوي" لم يحضرهُ الغرباء، كان رجال العائلة يشربون القهوةَ المُرّة، ويتبادلون التهاني (سرّاً) في مجلس الفاتحة، لخلاصهم من عجوزٍ "حَدِيّ"، كان يشكو من "الدولةِ" طيلة الوقت، ويعتقِدُ أنّ الجميعَ قد أصابهم الخَرَفُ "الوطنيّ" (عداهُ طبعاً).
في هذا "العيد"، تخلّفَ الكثيرونَ عن حضور أوَلِ وجبةِ "غداءٍ" في بيت أُمّي، بعد وليمة "الكاهي والقيمر" المُتأخّرة التي كان المُتعايِدون العائِليّون"يدهسونها" في الأعياد السابقة.. وستأكلُ أُمّي، وحدها، قِدرَ "الدولمة" الشاسع(2 طنّ)، الذي قامت بإعدادهِ بعد عيد الفطر السابق بثلاثة أيّامٍ فقط، وأفرغت "المُجمِّدة"، ومدّدتهُ مثلَ "جُثةٍ" فيها.. لأكثر من شهرين.
ستتأجّلُ "هُدنةُ" الأُمّهات مع "الكنّاتِ".. إلى إشعارٍ آخر.. فلا أحد من "أطراف الصراع"، يمكنُ أن يتقيّدَ بوقفٍ لـ "إطلاق النار" في حَرٍّ كهذا.
لذا فإنّ هذا العيد، سيكونُ عيداً قائماً على "توافق" عائليّ، يشبهُ "التوافق" السياسي على بنود وتخصيصات الموازنة العامة للدولة.
" النفط، و"التعيينات" على "الكود الإضافيّ"، والحكومة ، و "الدولة" ، والكهرباء، و "طبّاخات الرِطَب"، و "الدولمة"، والخراف "الحزينة" التي تحوّلت إلى "باجة".. كلّها عواملُ تقتلُ الفَرَح.
وإذا لم يَمُتْ قبل اليوم الثالثِ من العيد ، شخصٌ "إضافيّ"، سيكونُ اليومُ الرابعُ من العيد، هو اليومُ الوحيد ، الذي بلا "فاتحة".
إذا شَبّت الحرائقُ في "مولدّات" الدولة،
و هرَبَت الحكومةُ إلى جهةٍ مجهولة،
و انخفضَت درجةُ حرارةِ "الشَعب"،
عندها يمكنُ أن أحبّكِ من جديد.. في درجة 50 مئوي.
عندها يمكنُ أن أكتبُ القصائد الساخنة عن عينيّكِ البُنيّتين، وأصابعكِ الطويلة، وضحكتكِ الفاتنة، وصوتكِ العذب، وشَعرَكِ الحُلو الذي "موّعَ" روحي، وعن فستان العيدِ السابقِ ذاك، الأزرق المُنَقّطِ بالأبيض، الذي لهُ رائحةُ النساءِ الشبيهاتِ بالماءِ الفائر.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا أشتاقُ جدّاً
- أنا أشتاقُ في العيدِ جدّاً
- ديالكتيك الحُبِّ الأوّلِ.. والأخير
- لا حنينَ مساءً ولا حُبَّ صباحاً ولا نِصفَ حُبّ
- موسم تكاثر الضفادع في العراق
- ولا أيُّ شيء
- الاستثمار القَطَري، والموازنة الثلاثيّة، وطريق التنمية في ال ...
- عن نوع وحجم الاستثمار في الموازنة و-طريق التنمية- في العراق
- لا حنينَ اليها ولا حُبَّ ولا حتّى نصفَ حُبّ
- عن هذا الجزءِ اليابسِ من الجِلد
- موازنة ما يطلبهُ المُستمِعونَ العامّة الاتّحاديّة (2)
- أُمُّكَ التي تشبهُ الخبز
- إشكاليّات النظام السياسي وإشكاليّة الموازنة العامة -الاتّحاد ...
- الجِلد المنزوع على الحيطان الخفيضة
- العبودية الحديثة في العراق في مؤشِّر العبودية العالمي (2023)
- عندما تعودُ إلى البيت
- في نارنجةِ أيامي
- في تلكَ الأيّام
- خضر الياس
- الليلُ الحافي الذي يرتديك


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - العيد والهموم الخاصّة والدولة