أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المطير - هل تستطيع السينما الفلسطينية. محاورة المشاهد الأوروبي؟















المزيد.....

هل تستطيع السينما الفلسطينية. محاورة المشاهد الأوروبي؟


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1723 - 2006 / 11 / 3 - 09:19
المحور: الادب والفن
    


هل يستطيع الفنان السينمائي ان يعرف ما يتعين عليه في مخاطبة الرأي العام؟ وبالتحديد أريد التركيز على المعنى الضمني الخاص لمثل هذا السؤال بتحقيق الغاية منه بتقديم سؤال آخر: هل يستطيع الفنان السينمائي الفلسطيني أو العربي تحليل دور الشريط السينمائي في الحوار مع الرأي العام العالمي؟
في مثل هذا الموقف نواجه أزمات كثيرة، فلم يستطع الفنان العربي ان يقف في نقطة ما على الطريق وبجانبه الرأي العام العالمي. وليس من السهل نسيان الكثير من القضايا العربية التي لم يستطع الفنانون العرب عرضها بمضامين فعالة قادرة على منافسة أفكار الأعداء أو الخصوم.
لا أريد القيام باستقراء فني شامل لما جرى في مهرجان سينمائي خاص نظمته جمعية سويا السويسرية المعنية بالشأن الفلسطيني بالاشتراك مع المسرح الدولي في زيورخ، وهو أول مهرجان للأفلام الفلسطينية كتقليد جديد لفعالية سينمائية ثقافية في زيورخ.
تضمن المهرجان عرض أفلام تسجيلية قصيرة حول معاناة الفلسطينيين في حياتهم اليومية، وتأثير الاحتلال الإسرائيلي في مستقبل أجيال بأسرها منذ النكبة وحتى اليوم.
كانت فرصة المهرجان ذات نوع من الحظ وضعت أمام فنانين فلسطينيين للتعامل مع بعض أجزاء الرأي العام السويسري ونخبه الثقافية بالدرجة الأولى.
أصول هذا المهرجان وأهدافه كانت في الأساس من تصنيف القائمين به:
فأولا، نجد مديرة المهرجان تشرينا فون موس تقول للصحافة إن فكرة المهرجان جاءت لتحقق عدة أهداف، من بينها توعية الرأي العام السويسري بقسوة الحياة اليومية في المناطق الفلسطينية المحتلة، الناتجة من انعدام العدالة.
وثانيا، على الجانب الفلسطيني، نرى المخرجة السويسرية نفسها تؤكد، أن هذا المهرجان فرصة للشباب القابع هناك تحت الاحتلال للتعبير عن مشكلاته بنفسه بالطريقة التي يعيشها على مدار الساعة، ليدرك أيضا أن الثقافة والفنون يمكن أن تحمل همومه إلى الرأي العام الأوروبي، لذلك تعاون في إنتاج هذه الأفلام مخيم بلاطة للاجئين ووحدة الإعلام الفلسطيني (زاجل) في جامعة النجاح الوطنية في نابلس.
إذا امتلك الفنان الفلسطيني مثل هذا النوع من الحظ لتوضيح المعضلات التي تواجه شعبه، فهل استطاع فعلا وعمليا ان يوجه خطابا عقلانيا يحمل حلولا لتلك المعضلات يضعها أمام مثقفين من العالم يصبو الجميع لنيل موقفهم المناصر لقضية عادلة.
في اغلب الأحيان تتضارب مبادئ الجدل عبر الفنون العربية وخاصة في الخطاب السينمائي العربي وبشكل محدد الخطاب الفلسطيني. هذا النوع من الخطاب يقدم رؤيته على أساس ان لكل مشكلة معقدة حلا بسيطا.
قد تكون هذه الرؤية صحيحة في بعض جوانبها.
لكن أليس من المؤكد، أيضا، ان حلول المعضلات تحمل احتمالات الإتقان وتحمل احتمالات الخطأ.
أليس من مهمات الفنان السينمائي ان يمتلك جوانب تحليل المعرفة كلها، محددا موقع تعارض الحلول بين طرفي التعارض، أي تحليل جوانب السؤال من أين يمكن ان يأتي مثلا حل المشكلة الفلسطينية.. هل من الطرف الفلسطيني وحده أم من الطرف الإسرائيلي وحده أم من أطراف أخرى، أم من أطراف كثيرة مجتمعة؟
قدم مخرجون فلسطينيون في هذا المهرجان مجموعة من الأفلام الوثائقية تركزت مضامينها على الأمور التالية:
1 ـ الحياة اليومية للفلسطينيين في المدن والمخيمات.
2 ـ أفعال قوات الاحتلال الفلسطيني وتجاوزاته.
3 ـ مستقبل السلطة الفلسطينية بعد صعود حماس إليها أخيرا.
في كل الأفلام المعروضة تحكي القصص الفلسطينية عن مسيرة أكثر من نصف قرن منذ نكبة فلسطين ، وعن القوات الإسرائيلية وهي تقتل وتحرق وتروع الآمنين، وتغوص تلك التجاعيد في ألم بعيد، وهي تستحضر الشهداء ومن سقطوا دفاعا عن الأرض والعرض، وقد نجحت المخرجة الشابة روبي سعيد في أن تجمع في نبرات متتالية معاناة جيل النكبة، بكل ما فيه من ألم ويأس، وبصيص أمل في سلام من المحتمل أنه سيأتي، ولكن لا أحد يعلم متى.
الكاميرا التي أدارها شباب مخيمات بائسة بأنفسهم، تتحرك بتلقائية في أزقتها الضيقة، تسجل تعليقات المارة، وحديث العابرين، ونظرات واجمة تبحث عن المستقبل في عيون المجهول. غرف صغيرة وإمكانات بدائية في كل شيء، وعلى رغم كل هذا الحزن، تشاهد أطفالا يغنون، انتظارا لعودة سجين غائب، أو بحثا عن حلم جميل قد يتحقق يوما ما بزراعة وردة أو شجرة في بستان، قد لا يعتقد من يشاهد هذا الفيلم أن هذا الحلم قد يتحقق يوما ما.. فهؤلاء الصغار يبحثون عن شمس تضيء لهم مستقبل حياتهم، وعندما يرون الكآبة في عيون الكبار، يدركون أن الشمس لا تضيء في المخيمات .
صورة قاتمة كئيبة تشرح للمشاهد، في أي أجواء ينشأ الفلسطينيون، والأفكار التي تقذف بنفسها بتلقائية متناهية في عقولهم، وهم يعانون ظلال الاحتلال التي تسجلها أيضا عدسة شباب مخيم بلاطة انطلاقا من المعابر، والإهانة والذل اللذين يلقاهما الفرد الفلسطيني هناك من دون سبب أو مبرر، وكيف يقتحم الجيش سوقا متواضعا، أو يقلع الزرع ويقتل الحرث، وترى كيف تتبدل حياة الإنسان بشكل كامل لمجرد رغبة هذا الجندي المحتل في أن يشعر بلذة من ألم تلميذ ترك مقعد الدراسة مضطرا، أو من كهل يتلوى من الألم في انتظار العبور إما إلى عيادة طبيب أو شراء دواء.
عرض فيلم مذبحة الذي يقدم شهادة 6 من جيش جنوب لبنان السابق، جرى تأهيلهم للمشاركة في مذبحة صبرا وشاتيلا في منتصف شهر سبتمبر .1982وقدم المهرجان في يومه الثاني شريطين باسم الجدار ، الأول لفرقة الروك الشهيرة بينك فلويد، ومن إخراج ألان باركر، والثاني تسجيلي وثائقي حول الجدار العازل الذي أقامته إسرائيل في المناطق الفلسطينية المحتلة. كما اهتمت هذه التظاهرة السينمائية بمسيرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والشباب والنساء في السجون الإسرائيلية، ونظرة الشارع الفلسطيني إلى المستقبل، وفرص الأمل التي يراها ممكنة للوصول إلى أبسط حقوق الإنسان أي العيش في سلام وأمان.
نقطتان رئيسيتان فاتتا من دون تناول سينمائي عميق أو دقيق في هذا المهرجان: النقطة الأولى: ان لكل احتلال رد فعل شعبي في تكوين روح المقاومة لدى أبناء الشعب المحتل.
النقطة الثانية: هي اختلاط مفاهيم المقاومة مع مصطلح الإرهاب .
لم يستطع الفنان الفلسطيني السينمائي ان يعالج هاتين النقطتين بصورة قادرة على توضيح المفاهيم توضيحا دقيقا ولا التعبير عنها تعبيرا متحركا في ضوء الآلة السينمائية وتكنولوجيا الفن السينمائي وعبر حواره العقلاني المنسجم مع حدس وبديهة المشاهد الأوروبي.. وخلال مراجعة دقيقة لهذه الأفلام، نجدها توثق الحياة الفلسطينية والأحلام والمقاومة، لكن يغلب عليها التجريب السينمائي والفيديوي، على رغم أن بعضها يقترب من الدراما، في صيغ توثيقية ـ درامية وينحو بعضها إلى صيغة مقابلات في ضوء الكاميرا لتدوين شهادات الناس حسب هذا النوع من الحوار مع المشاهد الأوروبي يختزل كثيرا المعادلات الأساسية المطلوبة في الحوار، وهذا غير قادر على صياغة مبادئ علاقات أكثر رحابة بين الفلسطيني والأوروبي.



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقاحات الثعالب ..!!مسامير 1215
- مسامير جاسم المطير 1213
- مسامير جاسم المطير 1214
- مسامير جاسم المطير 1212
- مسامير جاسم المطير 1211
- رغم التي واللتيا نقول عيدكم سعيد ومبارك ..!مسامير 1210
- مسامير جاسم المطير 1209
- يا حكام العراق تعلموا الحكمة من أبن باجة ومن W.Cإإ
- لم يولد الشرطي العراقي فاسدا إنما باقر صولاغ جعله كذلك ..مسا ...
- مسامير جاسم المطير 1207
- له لون ولكن بدون رائحة هو المستشار الثقافي ..!مسامير 1205
- ملاحظات حول برنامج الحزب الشيوعي العراقي ونظامه الداخلي 3 مس ...
- عن بطل ديمقراطية القنادر ..!مسامير 1204
- مسامير جاسم المطير 1203
- مسامير جاسم المطير 1202
- مسامير جاسم المطير 1201
- ملاحظات حول برنامج الحزب الشيوعي العراقي (2) ضرورة الوعي بقي ...
- مسامير جاسم المطير 1200
- المسلمون نوعان : بشر وبقر ..!!مسامير 1199
- ملاحظات حول مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المطير - هل تستطيع السينما الفلسطينية. محاورة المشاهد الأوروبي؟