|
الكلام المسجوع من بيان وَحْي صادق أمين إلى علامة كاذبة سارقة
محمد خريف
الحوار المتمدن-العدد: 7657 - 2023 / 6 / 29 - 15:10
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ا
الكلام غير الكَلِم تنسبه المثيولوجياالدينيّة التوحيديّة في المرحلة الميتافيزيقيّة إلى الإله ينزله من السماء إلى رسله وأنبيائه عن طريق الوحي وهو معجزة الإسلام التي لاتضاهيها معجزة إذ ينسب الكلام الموقّع المسجوع باعتباره منزلا إلى الله الواحد الأحد ولا ينازعه فيه أحد من البشر وهو البيان أو الفرقان عند المسلمين ينبذ اللغو ويعاديه وهو غيركلام سجع الكهّان والمشعوذين من مدعي النبوّة أمثال مسيلمة الكذّاب وغيره"والكلام " وهو خاصّة من خواصّ "الله" يلهمه في كتابه لمن يختاره من أنبيائه ورسله كما يلهم المخلوقات فجورها وتقواه إذ يُقال كلام الله لاكلِم الله إشارة إلى التوراة والإنجيل و القرءان. فالكلام صنيعة الإلهام الرّبّاني السّماويّ المنزّل لاصنيعة الكيان البشريّ باعتباره صيرورة زمان ومكان وفعل إنسان وهو كلام معصوم بعصمة خالقه من الكذب والسرقة.لذلك نُسِب كل خلل في الإدراك الذهنيّ تسبّب في الكذب أو السرقة إلى الإنسان الكنود ونسب كل صواب وأمانة إلى الله وأصفيائه المقربين الأجلاءالمصطفين المعصومين من الكذب والسّرقة وسائر الموبفاتّ وان كان كاعمهم مسجوعا، لذلك جاء أمر الله بقطع يد الإنسان السّارق ولسانه في غفلة عن الوعي بأهمية علم الصوتيّات الذي أفاد منه علما اللسان والسيمياء في زعزعة صرامة"الدّوكسا"فتبيّن أن الكلام صنيعة التّصويت عند البشر وهو زمنيّ مكانيّ اجتماعيّ وأن الكلمة فارغة لاأساسيّة، وليست في ذاتها كاذبة أو سارقة ولا هي صادقة أو أمينة في الإبلاغ والتبليغ ولم يك من اللازم على الإنسان أن يكون ذلك المتلقّي المسالم عليه أن يصدّق ما يسمع من الكلام ما يذهب فييه قائله مذهب ناقل القول اليقين الصادق المبين الأمين المنزّل أو هو يذهب فيه قائله مذهب الحديث المرجم السّارق المسروق. وهل للمؤمن أن يتزعزع إيمانه في القول الربّاني "ومن يفعل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وهل تراه يهدأ إلى ما يجب إتباعه من دعاء الهداية إلى الصّراط المستقيم مستخلصا العبرة من تعاليم الجزاء والعقاب في الدّين الحنيف.وصار للفضائل والرذائل علم أو صناعة تبنى على امتداد التاريخ البشري بناء اعتباطيّا فكان لهذا العلم فضل كما يقول مسكويه في كتاب "تهذيب الأخلاق " [فضل صناعة الأخلاق ] فأما إن هذه الصناعة هي أفضل الصناعات كلها ، أعني صناعة الأخلاق التي تعنى بتجويد أفعال الإنسان بما هو إنسان فيتبين مما أقول :لما كان للجوهر الإنساني فعل خاص لايشاركه فيه شيء من موجودات العالم كما بيناه في تقدم ،وكان الإنسان اشرف موجودات عالمنا ثم لم تصدر أفعاله عنه بحسب جوهره وشبهناه بالفرس الذي إذا لم تصدر عنه أفعال الفرس على التمام استعمل مكان الحمار بالا كاف أو مكان الغنم بالذبح وكان عدمه /أروح له من وجوده ،وجب أن تكون الصناعة التي تعنى بتجريد أفعال الإنسان حتى تصدر عنه أفعاله كلها تامة بحسب جوهره ، ورفعه عن رتبة الأخس الذي يستحق المقت من الله عز وجل والحصول له في العذاب الأليم أشرف الصناعات كلها وأكرمها ( تهذيب الأخلاق ص 35 و37) هذا التعريف لصناعة الأخلاق قائم على مبدأ المصادرة التي تنبثق من مقولة افتراضيّة تنسب إلى الإنسان جوهرا يترفع به عن غيره من الكائنات وهي مقولة تستمد أسسها من الفلسفة المثالية المتماهية مع قصة خلق الإنسان في الكتب السّماويّة والإيمان بالجوهر صار عقيدة كالإيمان بالله وهي حق في نظر أهل التسليم بالمنزّل وهي باطل في نظر أهل الشكّ والظّنّ فالإنسان الذي جاء جوهره منه بحسب جهازه الصوتيّ المميز بتمفصله صار جوهرا بمصادرة ميتافيزيقية والطفل لم يكن حسب هذا التصوّرأيقونيّا كما يذهب بونيو فانظر كيف يعرّف مسكويه بالطفل ويجعله قابلا للتهذيب حسب مراتب الناس في قبول التهذيب الأخلاقي فيقول في مراتب الناس في قبول التهذيب ووسائله : فأمّا مراتب الناس في قبول هذا الأدب الذي سميناه خلقا،والمسارعة إلى تعلمه لا والحرص عليه ،فإنها كثيرة وهو يشاهد ويعاين فيهم ، وخاصة في الأطفال ، فان أخلاقهم تظهر فيهم منذ مبدأ نشئهم ولايسرونها بروية ولا فكر، كم يفعله الرجل التام الذي انتهى/في نشوئه وكماله إلى حيث يعرف من نفسه ما يستقبح منه فيخفيه بضروب الحيل والأفعال المضادة لما في طبعه . وأنت تتأمل من أخلاق الصبيان واستعدادهم لقبول الأدب او نفورهم عنه ، وما يظهر في بعضهم من القحة وفي بعضهم من الحياء، وكذلك مانرى فيهم من الجود والبخل والرحمة والقسوة والحسد وضده من الأحوال المتفاوتة (ص و34 وص 35من تهذيب الأخلاق) مسكويه يختلف عن بونيو وغيره من السّيميائيين في تحليل الظاهرة كما يختلف نسبيا عن سابقيه من القدماء في تعريف "الخلق " تم اختلف الناس اختلافا ثانيا ، فقال بعضهم : من كان لهم خلق طبيعي لم ينتقل عنه ، وقال آخرون : ليس من الأخلاق طبيعيا للإنسان ولا هو غير طبيعي له، وذلك إنا مطبوعون على قبوله وإنما ينتقل بالتأديب والمواعظ إما سريعا وإما بطيئا. وهذا الرأي الأخير هو الذي نختاره، لأننا نشاهده ولان الرأي الأول يؤدي إلى إبطال قوة التمييز والعقل ، والى رفض السياسات كلها وترك الناس همجا مهملين ، والى ترك الأحداث والصبيان على ما يتفق أن يكونوا عليه بغير سياسة ولا تعليم وهذا ظاهر الشناعة حدا. (ص31 وص32) الطريف أنّ مسكويه يقدم الرأي والرأي المخالف راكنا إلى مشاهدة العيان وهي قد لاترقى إلى مستوى الحجة العلمية "والعيون تخطيء والحواس تكذب كما يقول الجاحظ وهو لا يغفل عن التذكير بما يعتده الرواقيون وجالينوس وأرسطوطاليس وغيرهما من القوم الآخرين فيقول في الصفحتين (32وص 33) :"فأما جالينوس فانه رأى أنّ الناس فيهم من هو خيّر بالطبع ، وفيهم من هو شرّير بالطبع ،و فيهم من هو/ متوسط بين هذين "(ص32) كما يقول " وأما أرسطو طاليس فقد يبين في كتاب الأخلاق وفي كتاب المقولات أيضا ، ان الشرير قد ينتقل بالتأديب / إلى الخير ، ولكن ليس على الإطلاق ، إلا انه يرى أن تكرير المواعظ والتأديب واخذ الناس بالسياسات الجيدة الفاضلة (ص33) ومن هنا مصادر الهام مسكويه واهمها" كتاب الأخلاق لارسطوطاليس ويظهر من خلال قوله :" ونحن نؤلف من ذلك قياسا ، وهو هذا كل خلق فقد يمكن تغييره ولاشيء مما يمكن تغييره هو بالطبع ،فإذن ولا خلق واحد هو بالطبع والمقدمتان صحيحتان والقياس منتج في الضرب الثاني من الشكل الأول (ص33وص34) والملهم لمسكويه الأعلى هو القرءان منبع الشرائع الصادقة والعيان كما جاء في قوله : وهو بين للعيان ومما استدللنا به من وجوب التأديب ونفعه وتثيره في الاحداث والصبيان ومن الشرائع الصادقة التي هي سياسة الله عز وجل لخلقه ."(ص34) "فالصدق موكول بالتأديب لكن هل صدق الشرائع من صدق العيان والعيون تخطيء ومن الخطأ الكذب ؟ ومن يجرؤ على تكذيب الشرائع والإيمان مركوز في نفوس المؤمنين؟- مسكويه- تهذيب الاخلاق-تحقيق قسطنطين زريق – الجامعة الاميريكية في بيروت
#محمد_خريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السّجع من سرقة إيقاع الفطرة الصوتيّة وكذبهاإلى سرقة إيقاع ال
...
-
الكذب والسّرقة من سجع القرءان إلى سجع الكهّان
-
كذب والسرقة في شعر الصّعاليك
-
الكذب في شعرماقبل النّبوّة
-
في التّمرّد العلاماتيّ
-
الكذب والسّرقة من الزرادشتية إلى الكتب السّماويّة
-
الكذب والسرقة في المدوّنة العلاماتيّة العربيّة
-
في سيميائيّة الكذب والسرقة
المزيد.....
-
فيضانات غير مسبوقة تجتاح بريتاني الفرنسية والسلطات تدعو للحذ
...
-
رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع وفد -الناتو- سبل تعزيز الح
...
-
روسيا تدين أعمال المتمردين في الكونغو الديمقراطية
-
رئيس وزراء سلوفاكيا يهدد زيلينسكي بمنع المساعدات المالية لأو
...
-
وفد حماس يبحث مع المخابرات المصرية تطورات ملف التهدئة بغزة
-
العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
-
بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4
...
-
احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر
...
-
العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة
...
-
رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|