عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي
(Abdulkareem Al Gilany)
الحوار المتمدن-العدد: 1722 - 2006 / 11 / 2 - 04:23
المحور:
مقابلات و حوارات
الشاعر والإعلامي الكوردي ( كريم بدل ) :
التلفزيون أيضا يهبني سعادة لا حدود لها عندما اشعر باني ومن خلال هذه الشاشة الصغيرة أوصلت فكرة جديدة تخدم مجتمعي بما يرضي الله والإنسانية
حاوره : عبد الكريم الكيلاني
ما يميز الشاعر والإعلامي الكوردي كريم بدل عن أقرانه انه غارق في بحر من الخيال عارف بغرقه , دارك لما يريده , لذا تراه دائم الحركة في دائرة السكون والـتأمل باحثا عن الإبداع بين ثنايا هذا العالم وفي الوقت ذاته لا يرضى بما يقدمه من إنجازات على المستوى الإعلامي من خلال برنامجه الحواري ( ضوء) وأيضا من خلال نصوصه الشعرية الغنائية ليتجدد على مدار الساعة ويغيّر من حركته وزوايا نشاطاته المنظورة في مختلف المجالات , وعلى هذا الأساس كان حوارنا معه ممتعا للغاية لكونه حوارا صريحا نقدمه للقاريء كما هو دون تعديل وسألناه أولا :
• بما أنك تسعى من أجل رفد الثقافة الكوردية عبر الشاشة الصغيرة ما هي الماهية أللتي تعتمد عليها في البناء الحواري كي تنسج الطريقة المثلى لبث الطروحات أللتي تطمح بأن تكون ذات قيمة أبدعية ؟
ــ هناك مثل شائع يقول إسأل المجرب ولا تسأل الحكيم.
التجارب العديدة التي يمر بها الإنسان منذ أن يشتد عوده ويتجه فكره نحو النضوج يوما بعد أخر .. تحتم عليه إن يصل إلى خلاصة تلك السنين لأي نبأ من أي نوع يكون .. فخلال سني عمري الفني و الأدبي توصلت إلى حقيقة . مفادها إنني لابد من أن استنتج من الماضي والتراث والقيم والمبادئ ما يمكن به أن اخدم بها قضية أمتي أولا في الحاضر ثم ابحث عن الأمثل والأحسن في مختلف مجالات الإبداع
• ماهي الأسس التي تعتمد عليها في إدامة التواصل و إدارة الحوارات التي تجريها مع المثقف الكوردي و إظهار الصورة الحقيقية للثقافة الكردية و مدى تطوره و مواكبته للآداب الأخرى ؟
ــ التواصل وإدارة أي حوار لا يكتملان إلا بوجود ثوابت معينة فالبيت لا يبنى إلا وله عماد ولا عماد إذا لم ترسى أوتاد ...
علينا أولا احترام الثقافة التي نتميز بها بين الشعوب وان نستفيد من كل جديد لا يضر بمبادئنا وقيمنا الأخلاقية وان نسخر الأدب الآخر في خدمة أهدافنا وطموحاتنا حتى وان كانت لا تنتهي .. فمن انتهت طموحاته انتهت أهدافه وأماله وتوقفت مسيرة تقدمه في الحياة .. ونحن لا نريد أن نقف متفرجين في هذا الزمن الذي يمر مسرعا
• لك إسهامات شعرية كثيرة تعتمد على لغة خاصة ثرية و أسلوب ذات نكهة متميزة و سلسة قد تمثلك إلى حد ما , كيف تجد عالم الشعر , وأين تجد نفسك بالتحديد في الشعر أم في التلفزيون ؟
ــ البساطة في الأسلوب واللغة العامة المفهومة وعدم الخروج عن المألوف في هذا المجتمع الذي نعيش فيه .. والتواضع المستمر مع المحافظة على توازن العادات والتقاليد الجميلة واستخدام العاطفة الثرة والحنان يجعل أي مثقف أي شاعر أي فنان أو صحفي ناجحا ومرغوبا اغلب المستويات التي تنشر الحب والخير .
فلولا الشعر.. لولا النثر لقتلني الكبت و الحزن و الألم منذ أعوام .. لذا يجب أن نجد لنا متنفسا ننفذ من خلاله إلى العالم الآخر حتى ولو كان محض خيال ..
فأنا اعتبر نفسي محظوظا جدا لأني أتمكن من صياغة ما في عقلي ووجداني من مفردات إلى أبيات أو جمل تخدمني وتخدم كل ذي عشق نظيف جميل .
والتلفزيون أيضا يهبني سعادة لا حدود لها عندما اشعر باني ومن خلال هذه الشاشة الصغيرة أوصلت فكرة جديدة تخدم مجتمعي بما يرضي الله والإنسانية .
• الساحة الثقافية الكوردية استوعبت في الآونة الأخيرة العديد من أدعياء الثقافة و دخلاء اعتمدوا على السفسطة اللغوية ( ولا اقصد الجميع ) كيف تقرأ المشهد الثقافي الكردي الان ؟
ــ كما ذكرت علينا إن نبعد عن التقليد وان ندخل إلى عالم الحداثة بمفهوم جيد نفهمه ونطبقه في معظم مجالات حياتنا فالغموض عمره قصير ولا يخدم إي قضية و المشهد الثقافي الكردي في الوقت الحاضر اعتقد بأنه بخير برغم تنوع الأساليب المعتمدة في إيصال مفهوم أي موضوع ومن وجهة نظري أرى بأن المثقف الكوردي الذي يغوص في هذا العالم المليء بالمفاجآت عليه أن نكون متواضعين في تسخير فكره ويقوم باستعمال المفردات والجمل البسيطة التي تمكن أكثر عدد من الناس من استيعاب ما يقول وهذا ينطبق على جميع فروع الكتابة ...
ولو أردنا استعمال كلمة أدعياء فإننا وبرغم أي نقد بناء نكون قد وأدنا شيئا ما في عوالم أي إنسان يحاول بطريقة أو بأخرى إيصال ما لديه من موضوع .. بل علينا أن نتقبل كل الجوانب سلبية أو ايجابية لنتمكن من أن نمهد الطريق إمام الإبداعات و تحسين الطريق أمام الآخرين ..
فبمجرد أن تمسك القلم وتدون ما لديك من فكر هذا يعني انك تحاول أن تخدم بغض النظر عن النوايا المكبوتة في النفوس ..
• ماهو مفهومك للخطيئة ؟ وهل هناك خط فاصل بين الخطأ و الخطيئة ؟
ــ قد تكون الخطيئة ذنبا أو جرما .. ذنبا بحق النفس وجرما بحق الآخر ..
مع إننا كلنا نمر من خلال دهاليزها التي أشبهها بأعماق المحيطات كلما توغلت في الأعماق فوجئت بما لم تتوقعه من جديد .
من منا لا خطيئة له .. ولكن المهم أن نشعر بها بسرعة وان نتميز مع أنفسنا بروح الاعتذار .. فسيد الفضيلة هو الاعتذار ..كما يقال .
أما الفرق بين الخطأ والخطيئة مع مراعاة الفارق الضئيل بينهما إلا أنهما في فلك واحد فمن ارتكب خطيئة ما .. يعني انه اخطأ .
• هل لك طقوس معينة في الكتابة ؟
ــ أحيانا وأنا أسير في أي مكان كان .. في الشارع في السيارة في الحدائق في أي مكان بلا تحديد يأتي الإلهام .. وقلمي مع أوراق بسيطة احملها في بعض جيوبي أدون ما الهم به ..أحيانا استيقظ من منامي وأنا اهذي بكلمات أحاول وبسرعة تدوينها وقصيدة المدينة المتعبة إحدى القصائد التي الفت مقدمتها في الحلم والتي يقول مطلعها ..
دعيت لمأدبة غنية بالهموم
مستديرة شكلها كان
يلف الحزن
يدور
في العيون يجول و يصول
قلت ما الخطب
ماذا جرى يا أحبابي
قالوا دعوناك
لتكتب إلى المهيمن
قلت اكتب ..
قالوا نعم ..
قلت ومن يقرأ ..من يهمه الأمر
قالوا.. الجراد ..والأسود والذئاب والثعالب والفئران
قلت الإنسان ..
قالوا تائه حيران..
• لو لم تكن شاعرا , ماذا كنت ستكون ؟
ــ لو لم أكن شاعرا..هل تظن أن لو تمنح أي ثمار ..نبتها يجف كل حين مثلما يجف الحبر على الورق..كل شئ مقدر ومكتوب برغم ما نطمح ويتحقق أو لا يتحقق.. إلى جانب الشعر ..والأعلام كنت أتمنى أن أكون مصلحا اجتماعيا .. كي أساعد الناس وأتمكن من معالجة مشاكلهم وزرع بذور الحب في كل حدائق العمر عند البشر .. وكنت أتمنى لو كنت غنيا أقدم العون للمحتاجين .
ولو لم أكن قد اتجهت إلى مجال الأعلام لكنت لاعب كرة قدم ممتاز.
• كيف تقرا مستقبل الثقافة الكردية وهل أنت متفائل في إن الأدب الكردي سيستقر مستقبلا ليأخذ مكانته الصحيحة بين الآداب العالمية ؟
ــ مادامت لدينا رغبة وطموح , المستقبل سيكون أن شاء الله بخير .. لكني أخاف من أمور كثيرة تحاول أن تغزوا حضارتنا فكما إن هناك تطرفا دينيا يشوه مفهوم الدين الحنيف الذي لا لبس ولا غبار على شرائعه .. هناك تطرف الحادي في الفكر والثقافة .. أتمنى أن يظهر في كل وقت وجيل من هو غيور على مخزون الأمة التراثي الثقافي .. أتمنى أن لا تضيع ثقافاتنا بين الوحش القادم من وراء المسافات ليغير عقولنا وفكرنا الإنساني وقيمنا ومبادئنا النبيلة فمن لا قيم ومباديء له لا قيمة له البتة.. ومن لا يحافظ على شخصية وهوية بلده وأمته فسوف لن يتمكن من وضع لبنة واحدة في البناء الجديد .. ثم هناك عوامل تساعد في الحفاظ على أي ثقافة وفن في أي مجتمع .. وهو الدعم المادي .. فمن خلال هذا الحوار ادعوا الحكومة في الإقليم أن تهتم بمثقفيها وفنانيها و صحفيها وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم ليتمكنوا من اجتياز الظروف المعاشية القاسية التي تعاني منها هذه الشرائح فقد صدق من قال اعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا .
• هناك ازدواجية في مفهوم المعرفة و الثقافة كيف تراهما وهل برأيك أستطاع المثقف الكوردي الخروج من جلباب الثقافة أو الأدب القبوي إلى عوالم إنسانية أوسع ؟
ــ هناك عامل أخر مساعد وهو التغيير وإفساح المجال أمام الآخرين وترك مبدأ الاستبداد والتسلطية يجب أن يفسح المجال أمام الآخرين لان يلعبوا دورهم في تحمل المسؤوليات وتسنح لهم الفرص وان لا يقتصر تولي مسؤوليات الدوائر الثقافية والغنية والأدبية على شريحة معينة فلربما هناك طاقات وإبداعات وإمكانيات كبيرة لم يتم اكتشافها أو فسح المجال أمامها .. فبقيت خلف الكواليس . كما ادعوا الصحافة أن تهتم بالمبدعين وذوي الخبرات والكفاءات وان تجري اللقاءات معهم والاستفادة من أفكارهم وأرائهم لرفد الثقافة الكردية وعدم إهمالهم أو تجاهل دورهم في المجتمع
#عبدالكريم_الكيلاني (هاشتاغ)
Abdulkareem_Al_Gilany#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟