حسن خالد
الحوار المتمدن-العدد: 7654 - 2023 / 6 / 26 - 02:07
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
"متلازمة الوجع"
الوجع يرافقنا ک "بشر" أنّا ذهبنا و أنّا هربنا، هو لا يرتبط بالزمكانية ولا بالشخوص، لأننا ومهما ابتعدنا عن مكان وزمان الحدث، يبقى هو هو الوجع ذاته، القابع والنابع من البقعة ذاتها الملازم لنا أنّا ومتى وأين ذهبنا يرافقنا في رحلة هروبنا من ذواتنا، قبل أن يكون هروباً من الآخرين..
الأَولى ک "بشر" أن نجابه أوجاعنا بالكتابة العميقة و أخواتها القريبين منها، كما نجابه القدر - مهما كان قاسيا - بالإيمان الصادق؟!!
فكل محاولة للكتابة هي بمثابة اجترار لما يؤلمنا، وسبر للأغوارنا العميقة كنفسٍ بشرية؟
وبحث عن علاجٍ للندوب التي تركتها فينا السنون بأحداثها وارتداداتها وجراحاتها وانتكاساتها!!
الكتابة أكثر وأكبر وأعقد من أن تتحملها نفوسنا الضعيفة؟!!
إنّ محاولة خوض شرف الكتابة - مجرد الخوض - هو عثورٌ على "علاج ناجع" لجراحاتنا الداخلية، والتي نخالها تحاصرنا من الخارج
إن لم تُشفَ منها كليا، فإنها تساهم حتما في رحلة العثور على المارد الطيّع المطيع القابع في أسفل "المصباح السحري" يهديك علاجاً، ينتظر سيلان مدادك وحنية أناملك ..
وأنت تتحمل ذاك الألم في صدرك لسنوات وسنوات، إيّاك ان ترضى باليأس لحظة واحدة!!
دعّ القلم و القرطاس و المداد ترياقاً لجراحاتك وندوبك وانهض، وخض شرف الكتابة، الكتابة دواء ناجع وإن كان مرّا، وشفاءٌ من مرض السقوط وإن كانت السقطة مؤلمة...
وكن على يقين، عندما ينجحُ كاتبٌ ما، في إيصال "معاناتهِ وحزنه" في إحدى أعماله "للقارئ أو الناقد" الذي يتناول عمله قراءةً أو نقداً، بالصورة التي يريدها!
فهو يعيد اكتشاف ذاته بما تحويها من علل و درر!!
وهو بدونِ شكٍّ يبدع في التلذذ بمعاناتهِ وحزنهِ، كمن ينجح في إعادة ضبط ذاته مرة أخرى ويعيدها إلى السكة!!
#حسن_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟