|
في الحروب الاغتصابات سلاح قديم متجدد !
ايليا أرومي كوكو
الحوار المتمدن-العدد: 7652 - 2023 / 6 / 24 - 13:02
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ففي الحروب السودانية ظلت الاغتصابات نوع من الاسلحة الاشد فتكاً ضد المتجتمع و الفئات الضعيفة من النساء و الفتيات . ما يميز الحرب لسودانية الحالية بكل تداعياتها و فجور العدوات و الخصومات و التشفي وفش الغبائن فيها . انها حرب الاخوة الاصدقاء الذين تحولوا ما بين أمس و ضحاها الي اعداء الداء . وهذا يذكرني بالإخوة كارامازوف في رواية للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي و هي تعني الاخوة الاعداء . هذه الحرب اللعينة التي يديرها و يقودها الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع . و بالاحري هذه الحرب المدمرة للسودان التي يديرها بالرموت كنترول من خلف الكواليس في الميدان رموز النظام السابق من الاخوان مثل كرتي و البرهان شخصياً سوف لا و تبقي و لا تذر . و الجيش السوداني في هذه الحرب هو نفسه ضحية كبري وعبار عن حصان طرواده يمتطيه النظام السابقه تحقيقاً لأجنداته و اطماعه في السلطوية أهم يحالون محاولات مجنون لادارة عقارب الساعة الي الوراء و من ثم الاستيلاء علي السلطة و حكم السودان مجدداً و هذا لعمري مستحيل كالخل و العنقاء . فاللعبة باتت اكثر وضوحاً و مكشوفة و هذه المؤامرة لن تنطلي علي الشعب السوداني الضحية و لا علي العالم . قوات الدعم السريع هو الوجه الاخر من العملة . أي وجه جيش نظام البشير الذي دمر الجيش السوداني و شوهه وغبشه و محي عقيدته الوطنية علي حساب ايدلوجيته الحزبية الضيقه جداً الاسلاموية . أهمل النظام السابق الجيش السوداني اهمالاً كاملاً متعمداً و بقصد و اصرار . و في الجانب الاخر أغدق كرمه و جوده لقوات الدعم السريع . و هذا ما رفع من أسهم قدرات قوات الدعم السريع التدريبية و التأهلية و المادية علي حساب الجيش السوداني الوطني . و كان محمد حمدان دقلو هو حامي حمي الرئيس السابق عمر احمد حسن البشير الذي كان يتنبر به عند قدومه وحضوره قائلاً حمايتي جاء ! عنوان موضوعنا الاغتصابات سلاح قديم متجدد في الجيش و قوات الدعم السريع . استخدم هذا السلاح القديم و مورس كثيراً في الحروب السودانية في الجنوب ودارفور و جبال النوبة و النيل الازرق . لكن رغم كل الادانات و الاستنكارارات و الشجب لهذا الممارسات اللا اخلاقية و اللا دينية لم تجد تلك اذاناً صاغية و لا عيناً تري . هو ذاته السلاح الذي استحدث و صار جديداً في هذه الايام و في الحرب الحالية الاخيرة التي تدور راحاها لأول مره في العاصمة السودانية المثلثة أي الخرطوم أم درمان و بحري . الاغتصابات فعل شنيع جداً مرفوض مقزز و مستهجن . هذا الفعل القبيح لا يمكن قبوله دينياً و اخلاقياً و انسانياً بأي حال من الاحوال فحتي الحيوانات الوحشية و الاليفة تتراضي عند علي الجماع الاقبال بحميمية الحيوان لا تغتصب ابداً ابداً دعك من الانسان الذي ميزه الله بعقل و كرمه . و في الذاكرة ارشيف حول ما قالة الرئيس السابق عمر احمد البشير في حديثة عن الاغتصابات في دارفور . فال البشير وقتها بأن علي المرأة الغرباوية او الدافورية يجب ان تفتخر عندما يغتصبها جعلي . فاذا كان رب البيت علي العود ضارب فما شيمة أهل الدار الا الرقص . الاغتصاب في عرف الجنود هو نوع من الاذلال و القهر و قتل الخصوم و الاعداء معنوياً و روحياً و نفسياً . لا سيما ما يتم من الاغتصابات للنساء امام الرجال من الازواج او الاخوان و الابناء انه قتل ممنهج للرجولة و بصورة بطيئة مهينة مذلة . و في دارفور وثقت هيئة هيومن وتش الانتهاكات و العنف الجنسي وقد نفت الحكومة السودانية حينها تلك الممارسات جملة و تفصيلاً . و اشهرها علي الاطلاق ، ما تم في قرية تابت من عنف جنسي موثق و شهود من المجتمع و الضحايا و هيئات الامم المتحدة و المنظمات الانسانية التي كانت تعمل في دارفور . طردت كل المنظمات من ولايات دارفور لهذه الاسباب وغيرها حتي تخفي الحقائق المؤلم و تمر الجرائم و يتم التستر علي المجرمين و لا تطالهم يد القانون و العقاب . كما شهدت دولة جنوب السودان ، تلك الدولة الحديثه المنفصلة من السودان . شهد جنوب السودان القديم احداث مماثلة من الانتهاكات الجنسية العنيفة و للأسف الشديد طالت حتي الفتيات و الصبايا القصر في دولة انفصلت لأسباب الظلم و الانتهاكات . لم يتورع جيش دولة جنوب السودان و حركاته وهي تعد امتداد طبيعي لجيش السودان بذات العقائد القتالية و بالتي تسري في جيناته هرمونات و شبق العنف الجنسي . الجديد في الاغتصابات هذا السلاح القديم الحديث في الحرب الحالية في الخرطوم هو تطور الياته و اساليبه . فالمغتصبيين في الخرطوم يدخلون عنوة علي الاسر ويحتلون البيوت و المنازل من ثم يقومون بهذا الافعال البهيمية الوحشية امام الازواج و الابناء و الاخوان . و قد طال الشر الاشرار و ها هم اليوم يحصدون ثمارهم التي بزروها و زرعوها في كل السودان المهمش و المغضوب عليه . المغتصبين هنا لا يتكتفون بذلك في احايين كثيرة بل يقومون بتصويرها بالفيدوهات و نقلها و تداولها علي نطاق واسع عبر الوسائط . الامر الاشنع في هذه الانتهاكات الجنسية هو شعور المغتصبين بالانتشاء و الفرح و بهجة الفوز و الانتصار علي الخصوم الاعداء . يتناسي هؤلاء بأن ما يمارسون من جرائم و فواحش ويقدمون علي تصويرها تعد جرائم مكتملة الاركان لأدانتهم . فبحق أي اله من الالهة في الكون تجري و تمارس الاغتصابات و الله برئ يرفض تلك الممارسة ضده و الانسان و يقبلهم لأنفسهم و المجتمع السوداني بأكمله . و الاغرب الغريب جداً هو ما تصاحب الممارسات من صيحات التهليل و التكبير ( الله اكبر ... الله اكبر ) . أوقفوا الحرب هذه الحرب العبثية اليوم قبل الغد ليس لأجل الخرطوم فقط بل لأجل كل السودان . أقفوا الحرب في دارفور و جبال النوبة و النيل الازرق فالحروب لا تحل المشاكل بل تأزمها و من نتائجها سريان الكراهية بين الاثنيات و القبائل السودانية . فما يحدث في الجنينة في غرب السودان من تطهير عرقي و ابادات جماعيه هي من واحدة من الأفرازات السيئة . فهل من عقلاء وسط أمراء الحرب في السودان . هل تبقي في السودان رجال شجعان يفهمون قيم الامن و الاستقرار و يدركون بشاعة الحروب و الاقتتال وما يصاحبها ممارسات شريرة . ليس أقلها بحال من الاحوال العنف الجنسي و الاغتصاب بل نهاية هذا السودان و بعثرته الي ما لا يحمد عقابه . فالمتحاربين أضحوا هم الاعداء الحقيقيين لهذا البلد و علي السودانيين فعل ما يمكن لآنقاذ بلدهم من اطماع الطامعيين في الداخل و الخارج .
#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوقفوا الحرب العبثية في السودان !
-
انشودة الامل لسلام السودان
-
مراثي الاستاذ الشيخ : جلال عنتر كجو كمتور
-
همساتي أحرفي و كلماتي 12
-
سيرة كروية العطرة للرحل كابتن سبت دودو دمور ( عيد )
-
الخرطوم اقذر مدن العالم
-
الديكون الشهير : عباس كوكو انجلو الي الامجاد السماوية
-
محن السودان: في الخريف غرق وفي الصيف عطش !
-
الروح السليم في الجسد السليم
-
همساتي احرفي كلماتي : شر البلية ما يحزن 12
-
سيناريوهات ايام الاثنين الموافق 18 من العام 2022 م
-
الارض المحروقة دارفور جنوب كردفان النيل الازرق
-
أخوة المساحة الجيران االاصدقاء المعارف شكراً جميلاً 13
-
البرهان علي خطي البشير وخاله الطيب زفرات
-
مشروع نفير نهضة مدينة السجن القومي الابيض الاصلاحية 12
-
السجن القومي الابيض : غرف الخلوة الشرعية للسجناء 11
-
السجن القومي الابيض : المادة 45 (الاغتصاب ) 10
-
السجن القومي الابيض : الدعوة للهروب ! 9
-
السجن القومي الابيض : المادة 130 القتل العمد 8
-
همساتي أحرفي و كلماتي 11
المزيد.....
-
حماس تعلن مقتل 4 من مقاتليها بغارات إسرائيلية في الضفة الغرب
...
-
-5 شبان يمارسون التأمل-.. مقطع فيديو قد يفك لغز حرائق كاليفو
...
-
-أيها الدموي.. يا وزير الإبادة- هكذا قاطعت سيدتان خطاب أنتون
...
-
سفن -أسطول الظل- تتحدى العقوبات الغربية وتحافظ على تدفق الأم
...
-
عرض نتنياهو لا يُفوّت.. ما هو ثمن بقاء سموتريتش في الحكومة و
...
-
زيلينسكي يزور بولندا لحل قضية استخراج رفات بولنديين قتلوا عل
...
-
أردوغان يطالب إسرائيل بالانسحاب من أراض احتلتها ويتحدث عن أك
...
-
فيتسو سيحضر احتفالات 80 عاما على النصر في موسكو على رأس وفد
...
-
رئيس بردنيستروفيه: روسيا ستزود بلادنا بالغاز كمساعدات إنساني
...
-
تقرير يتحدث عن شروط مصر لتطبيع العلاقات مع سوريا الجديدة
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|