أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الذل والهوان في دولة الجيران!














المزيد.....

الذل والهوان في دولة الجيران!


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7651 - 2023 / 6 / 23 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مظاهر الذل والهوان في دولة الجزائر لا تعد ولا تحصى؛ ومن يغامر بتعدادها، ثم تعريفها وتوصيفها قبل تصنيفها، سوف يجد نفسه أمام أكوام من الأوراق، لا يمكن لمقال رأي أن يستوعبها؛ بل هي تصلح كباب في موسوعة خاصة بالظواهر النفسية والاجتماعية والأخلاقية...؛ وبالأخص تلك التي تحيد عن العادي والطبيعي. لذا، سوف نكتفي ببعض العينات التي تنضح ذُلاً ومهانةً وتقطر ضَعَةً وصَغاراً.
لن نعود إلى الإهانات المتكررة التي توجهها فرنسا إلى مقاطعتها الإفريقية السابقة، منذ عهد شارل ديغول إلى الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون؛ وأقصى ما يفعله النظام الجزائري، أمام هذه الإهانات، هو ردة فعل لحظية، قبل أن يعود إلى نفسه، فيتذلل ويتودد ويطأطئ الرأس، ثم يعود إلى بيت الطاعة دون أي اعتبار أو إشارة من الطرف الآخر؛ كما لن نتناول آخر فضيحة "بجماجم" المتمثلة في طرد السفير الإماراتي من الجزائر والتراجع عن القرار في وقت قياسي؛ ناهيك عن تفاعلات وتبعات هذا الحادث الغريب.
وسوف نقتصر، في حديثنا هذا، عن زيارة السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية (عن الاسم والمسمى، أنظر مقالنا بعنوان " دولة الجزائر ودولة المغرب بين الاسم والمسمى"، "الحوار المتمدن"، الموقع الفرعي باسم محمد إنفي، بتاريخ 15 يناير 2022) لروسيا الاتحادية لما فيها من مفاجئات مضحكة ومؤسفة ومقززة في نفس الآن؛ وبمعنى آخر، لغناها بمواقف الذل والهوان.
وقد احتفى الإعلام الجزائري بهذه الزيارة ووصفها بالناجحة والتاريخية (هي تاريخية، بالفعل، بعثراتها وسقطاتها)؛ بينما هي كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وقد شاهد العالم الطريقة التي تم استقباله بها في مطار موسكو، وتابع بعد ذلك خطاب التخبط والانبطاح والتذلل والانكسار، المليء بالسقطات التاريخية والأخلاقية والديبلوماسية، بما في ذلك التفريط في السيادة الوطنية. لقد جعل تبون من بوتين حامي حرية الجزائريين (كل العزاء لأحرار الجزائر) وضامن استقلال البلاد والمؤتمن على صونه. وكيف لا، والرئيس الجزائري يعترف بالجميل لروسيا التي "ساهمت"، حسب زعمه، بشكل كبير في استقلال الجزائر؟ أليس هذا الاحتفاء بزيارة تبون إلى روسيا وبالكلمة - الفضيحة التي ألقاها في قصر الكرملين، دليلا على الاحتفاء بالمهانة والمذلة، والتفاهة والرداءة...؟
فأين دورٍ الجيش الوطني الشعبي في الحفاظ على استقلال البلاد؟ وأين ذهبت تضحيات ملايين الشهداء الذين تتم المتاجرة بعددهم على مدار الساعة؟ وأين اختفت مقولة تبون: "الجزائر قوة، قوة ضاربة"، ومقولة "شنكريحة": "الجيش الجزائري أكبر قوة عسكرية في المنطقة"، ورواد التواصل الاجتماعي يعلمون جيدا أن تدوينات الفايسبوك ترعبه وتقض مضجعه؟ فماذا بقي من "النيف" الجزائري أمام "القيصر" الروسي الجديد؟ وهل هناك ذل وصَغار أكبر من تقديم الجزائر من قبل رئيس جمهوريتها على أنها محمية روسية؟ وبالأخص في هذا الوقت بالذات حيث بوتين يبحث عن استعادة الأسلحة من زبائنه لمواجهة الخصاص في العتاد والذخيرة في حربه ضد أوكرانيا. وهل يمكن وصف كلمة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغير خطاب الضَّعَة والمذلة واحتقار الذات...؟ ويا لها من إهانة للدولة التي يمثلها عبد المجيد تبون!
وفي انتظار أن تدخل الجزائر إلى منظمة "البريكس"، التي تنتظر منها هذه المنظمة أن تعطيها دفعة قوية (إلى الخلف، بدون شك) بفضل اقتصادها المتنوع وعملتها القوية والدخل الفردي المرتفع الذي يجعل الجزائري يعش في بحبوحة؛ وفي انتظار ذلك، لا بد أن نسجل أكبر مهزلة وأذل موقف هزلي وقع فيه تبون، وهو يخاطب بوتين. لقد وصفه تبون بصيق العالم؛ وبوتين نفسه لم يخف استغرابه من بلادة هذا الرجل؛ وقد عبر عن ذلك بابتسامة ساخرة وعريضة، ولسان حاله يقول: كيف لهذا البليد أن يعتبرني صديق العالم، وهذا العالم قد تضرر من الحرب التي أعلنتها على أوكرانيا؟ وكيف له أن يطلق هذا الكلام الغبي وأنا أواجه الغرب كله في هذه الحرب؟
خلاصة القول، الجزائر تتخبط وتعاني من الفشل في كل شيء، بما ذلك الكذب والإشاعات وفبركة الاتهامات ضد المغرب؛ مع الإشارة إلى أن هذا الأخير بإعلامه الرسمي ومؤسساته، لا يلقي أي بال لما يصدر عن إعلام "الصرف الصحي" الجزائري الذي يعمل على تحويل اهتمام الرأي العام الداخلي بهدف التغطية عن الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب الجزائري، سواء في حريته (كثرة الاعتقالات) أو في قوته اليومي. ولا نحتاج، في هذا الباب، أن نُذكِّر بالطوابير ألا متناهية من أجل الحصول على قسط يسير من المواد الغذائية الأساسية الضرورية. والأمر قد أصبح معتادا في بلاد غنية بثرواتها الطبيعية. أليس هذا هو الذل والهوان بعينه؟ أليس في الأمر إذلال للشعب الجزائري وإهانة له؟ ألا يستحيي النظام الغبي من هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الجزائري؟...
مكناس في 23 يونيو 2023



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تستغربوا أي شيء من الكيانات الفاشلة
- لن تجد هذا العبط والغباء والعبث إلا في الجزائر
- عن فضيحة قناة الجزيرة القطرية
- شتان بين البحث عن الحقيقة وبين العمل على طمسها
- السفيه ينطق بما فيه
- تحذير من العدوى بالغباء
- الغباء في الجزائر وراثي أم مكتسب؟
- قُلتها وأُكررها: ستتعبون كثيرا، أيها الأغبياء، مع المغرب وبس ...
- المفلسون في المتاجرة بالقضايا الكبرى المشتركة: الجزائر و-الب ...
- الجزائر من الحراك الشعبي إلى الاستسلام للطوابير
- المطالبة بالإبقاء على الحدود الموروثة عن الاستعمار دعوة لطمس ...
- إلى -أبطال حظيرة الكبار-، أبواقا ونخبا عبيطة: ستتعبون كثيرا ...
- الاغتناء من الأزمات إثراء غير مشروع
- دور فرنسا في السقطة المدوية للبرلمان الأوروبي
- الجزائر وأزمة الهوية
- ماذا يوجد في دماغ إعلاميي الجزائر؟
- مونديال قطر وتجليات -تمغربيت-
- بعد نجاح مونديال قطر، هل ستراجع الفيفا قرارها بشأن مونديال 2 ...
- فرحة الشعب الفلسطيني بأسود الأطلس عَرَّت حقيقة تجار القضية ا ...
- هل أتاكم حديث دولة تعاقب مواطنيها بسبب تعبيرهم عن الفرح؟


المزيد.....




- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...
- سلطنة عمان: قتلى ومصابون في إطلاق نار قرب مسجد.. والشرطة تصد ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- أربعة قتلى بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- الشرطة العمانية: قتلى ومصابون في إطلاق نارفي مسقط
- الجيش الأميركي: الحوثيون شنوا هجمات متعددة على ناقلتي نفط


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الذل والهوان في دولة الجيران!