وقاحات الثعالب ..!!مسامير 1215

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1722 - 2006 / 11 / 2 - 10:20
المحور: كتابات ساخرة
    

متى يقتنع القضاة الواقفون أن عصر الظالم صدام حسين قد انتهى إلى الأبد .
متى يدرك القضاة الجالسون أن الثعالب تبدل جلودها مثل الثعابين ..
وقاحة ، أو وقاحات كثيرة ، شاهدناها في أثناء محاكمة الجنرال العراقي صدام حسين ، سواء إثناء جلسات محاكمته عن جرائم الدجيل ، أو محاكمته الجارية حاليا عن جرائمه في قضية الأنفال .. كل المتهمين الواقفين في القفص مارسوا الوقاحة مستغلين " ضعف " القضاة الذين يعتقدون أن السماح لــ" وقاحة صريحة " يتفوه بها المتهمون والمحامون هي جزء من الديمقراطية القانونية ..! وإذا كنتُ قد قلتُ ذات يوم أن هذه المحكمة هي " محكمة العصر " ، أي محكمة القرن الحادي والعشرين ، لكشف الأعمال الوحشية والقرارات الدموية ومحاكمة أعمال القتل والخطف والتعذيب واغتصاب النساء وخنق آلاف المواطنين العراقيين بالسموم الكيماوية التي مارسها نظام صدام حسين ، فأن هذه المحكمة تذكرنا جميعا بمحكمة أطلق عليها أيضا لقب " محكمة العصر في القرن العشرين " وأعني بها محكمة نورنبيرغ بعد الحرب العالمية الثانية وهي المحاكمة التي تناولت أقطاب النازية على ثلاث فترات :
1 ــ الفترة الأولى قامت بمحاكمة ، مجرمي حرب القيادة النازية بعد سقوط الرايخ الثالث .
2 ــ في الفترة الثانية ، تمّت محاكمة الأطباء الذين أجروا التجارب الطبية على الناس ..!
3 ــ أما الفترة الثالثة فقد جرت فيها محاكمة كبار المجرمين الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية في معسكرات اعتقال المدنيين وزجهم في معسكرات اعتقال اتسمت بأسوأ الظروف المعيشية حيث لم تتوفر للمعتقلين أدنى مقومات الحياة الإنسانية ..
عُقدت أول جلسة في 20 نوفمبر 1945 واستمرّت الجلسات حتّى 1 أكتوبر 1946. عقد قضاة من دول الحلفاء جلسات المحاكمات العسكرية في قصر العدل في نورنبيرغ، ولعل من أهم أسباب عقد الجلسات في القصر المذكور يعود للدّمار الشامل الذي آلت إليه دور المحاكم الألمانية جرّاء قصف الحلفاء الكثيف إبّان الحرب العالمية الثانية. وكان قرار تأسيس محكمة نورنبيرغ قد اتخذ في عام 1943، حين التقى أقطاب الحلفاء الثلاثة الكبار ( روزفلت وتشرشل وستالين ) في العاصمة الإيرانية طهران، وقرر الرؤساء في قمّتهم معاقبة المسئولين عن جرائم الحرب خلال الحرب العالمية الثانية. وبانتهاء الحرب، تمّت محاكمة 200 من قادة الحزب النازي الألماني في محكمة نورنبيرغ و 1600 آخرون في محاكمات عسكرية اعتيادية خارج نورمبيرغ. قام أقطاب الحلفاء الثلاثة بتزويد المحاكم بقاضِ رئيس وقاض آخر بديل، ومدّع عام. ونذكّر هنا أن فرنسا تمكنت من حجز كرسي لقاض فرنسي ليصبح القضاة 4 بدلا من 3.
لم يكن من حق المتهمين في جرائم الحرب العالمية الثانية اختيار القضاة ولا الطعن بنزاهتهم ولا بكفاءتهم ..! كما يفعل خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن الجنرال صدام حسين ، في كل جلسة من الجلسات ، مما جعل الكثير من " أصدقاء " صدام حسين في بعض الأنظمة العربية وفي بعض الأحزاب القومية العربية يشككّون بعدالة ونزاهة سير المحاكمة رغم أن القضاة العراقيين في هذه المحكمة كردا أو عربا هم من المؤهلين قانونيا والنزيهين سلوكيا ..
لو تمعنا في محكمة نورينبرغ فأننا نجد أمرا مختلفا فالقضاة ليسوا ألمانا يحاكمون ألمانا ، بل أتوا من بلدان تضّررت بشكل فادح على يد المتهمين النازيين. ولعلّ انتداب القاضي الروسي "نيكيشينكو" ــ وهو القاضي المنتدب من قِبل الإتحاد السوفييتي أضفى جانباً سلبياً في نزاهة وعدالة المحاكمات . لم يتوفـّر للمتهمين طاقم من المحامين ليتولى مسؤولية الدفاع عنهم، كما صاغ القضاة سلسلة من الاتهامات لم تستند أصلا على أي من الضوابط القانونية لأي من الدول الأربع المشاركِة في المحاكمات.
مع هذا فلم تبلغ وقاحة المتهمين القادة النازيين الألمان ما وصلت إليه وقاحة صدام حسين وبرزان إبراهيم وعلي كيماوي وغيرهم من محاميهم من أمثال المحامي العراقي خليل الدليمي والمحامية اللبنانية بشرى الخليل والمحامي الأميركي المستر رمزي كلارك الذين عجزوا عن تقديم مطالعات قانونية يعتمدون عليها بالدفاع عن موكليهم لتخلصهم من حبل المشنقة بل امتلكوا قدرات الثعلب في تزييف حقائق الظلم الذي مارسه نظام صدام حسين فراحوا يقشرون البصل لتدمع أعينهم حزنا على مصير الطاغية ..!
**************************
• صبحكم الله بالخير :
• إلى قضاة المحكمة العراقية ، الجالسين والواقفين ، أود القول بان محاكمات نورينبرغ أثبتت أن لا شيء يفند ادعاءات المجرمين إلا محو الأمية القانونية داخل المحكمة

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات