|
عدالة الملك حمورابي
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7650 - 2023 / 6 / 22 - 00:35
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مات الملك البابلي حمورابي رحمه الله عام 1750. أي قبل تأسيس الدولة العراقية الحديثة بنحو 3671 سنة. . يذكر المؤرخون انه عندما تسلم مقاليد الحكم عام 1792 قبل الميلاد، قام بإعفاء المواطنين من الديون المستحقة عليهم، وشطبها كلها، ثم أصدر تعديلاً قانونياً للمادة 48 من شريعته السَّمْحَة: جاء في التعديل: (إذا كان بذمة فلاح أو مزارع ديون، وهبت عاصفة تسببت في تناثر محصوله الزراعي، أو كان موسم الحصاد فاشلاً في ذلك العام، أو إذا لم تنبت الحبوب بسبب شحة مياه الري. يعفى من ديونه، ولا يدفع الإيجارات المستحقة عليه في ذلك العام). . وفي زمنه رحمه الله حدثت حالة رشوة في دور (جور جوري) وعلم بها، فأمر بالتحقيق والتحري فوراً، وطلب من حاكم مدينة لارسا (أي البطحة)، واسمه سين-ادينام، بأن يرسل المجرمون إلى العاصمة بابل ليعاقبهم بنفسه. وهذا نص رسالته: (إلى سن-ادينام لقد حدثت رشوة في دور جور جوري وقد ارسلت لك مدير مكتبي شوما أيلو بنفسه. قم بالتحقيق بمجرد وصول هذا الخطاب إليك. اما الذين سولت لهم أنفسهم بأخذ الرشوة، فخذ منهم مبلغ الرشوة، و أبعثهم إلينا مخفورين، وأرسل معهم الشهود، وضع الرشوة في حرز مختوم وارسل الحرز إلينا. وسوف اتولى بنفسي مقاضاتهم ومحاسبتهم). . هذه الرسائل مدونة كلها ومترجمة ومحفوظة، وتشهد على عدالة الدولة العراقية قبل 3773 سنة. . اما الآن ونحن في عام 2023 بعد الميلاد فقد انتشرت لدينا المكاتب الاقتصادية التابعة لبعض التنظيمات السياسية، حتى صارت الرشاوى والكومشنات والاكراميات والهدايا والعطايا المنظورة وغير المنظورة متداولة على وجه الاعتياد بين الذين يتظاهرون بالورع والتقوى، ويطالبون بالصلاح والإصلاح. . ترى ما الذي سيقوله جدنا حمورابي لو وقف الآن ساعة واحدة فقط في السيطرة المقامة على الطريق المؤدي إلى مدينة (لارسا). أو في النقاط القريبة من عاصمته (بابل) وضواحيها ؟. وما الذي سيقوله للذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم واتبعوا ما تمليه عليهم شياطين اللجان الاقتصادية ؟. . ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يخضع للتعذيب حتى الموت أو الاعتراف
-
أحزاب امتهنت الظلم والتعذيب
-
هل غابت الشمس عن الأرض ؟
-
وأخيراً أنا الذي دفعت الثمن
-
اليونان تنتهك حقوق الإنسان
-
شوكولامو - وشكوماكو
-
البصرة تفقد ذاكرتها الأدبية / ج 4
-
البصرة تفقد ذاكرتها الأدبية/ ج 3
-
البصرة تفقد ذاكرتها الأدبية / ج 2
-
البصرة تفقد ذاكرتها الأدبية / ج 1
-
ما الذي تعرفه عن علم الكائنات المشفرة ؟
-
مجالس للخداع والانتفاع
-
تجنيد القروش الخليجية
-
إرتفاع رسوم البوسفور والدردنيل
-
مشروع الثقب الصيني العميق
-
انقذوا منظمة (روبمي) قبل ان تفقد مؤهلاتها
-
كائنات غير بشرية فوق سطح الأرض
-
ليلة القبض على القرش المتآمر
-
رزاق عبود: إنموذجا للمروءة والإنصاف
-
قنابل تكفي لنسف الارض والقمر
المزيد.....
-
ألغى تصاريحه الأمنية.. هل انتقم ترامب من بايدن بنفس الطريقة
...
-
الإسكندر الأكبر أعاد رسم خريطة العالم.. شخصية أسطورية تجذب ا
...
-
مصر تؤكد رؤيتها لأي تصورات بشأن -اليوم التالي- في غزة
-
صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
...
-
حكم قضائي يوقف خطة ترامب لإجازة 2,200 موظف في الوكالة الأمري
...
-
260 ألف زائر لرؤية القرود وهي تستحم في الينابيع الساخنة في ا
...
-
هل سيُسقط الأمريكيون العرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟
-
حماس تفرج عن ثلاثة رهائن بأجساد هزيلة أحدهم ألماني إسرائيلي
...
-
وزير خارجية الجزائر يصل سوريا في زيارة رسمية (فيديو)
-
-أمن السعودية خط أحمر-.. مصر تهاجم تصريحات نتنياهو -المنفلتة
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|