أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رولا حسينات - ما هو الفكر؟؟؟















المزيد.....

ما هو الفكر؟؟؟


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 7649 - 2023 / 6 / 21 - 14:52
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يمكن تعريف الفكر كما عرفه الكثير من الباحثين، والمعاجم اللغوية إذ أنها بمجموعها اهتمت بمناقشته جذريا وماهية....

تعريف الفكر:
هو عبارة عن:" مجموعة كبيرة من العمليات الذهنية والعقلية التي يقوم بها العقل البشري، والتي تجعله قادراً على تكوين شكلاً مميزاً للعالم الذي يعيش فيه الإنسان، وبناءً على ذلك يصبح عالماً به، وقادراً على التعامل معه بفاعليةٍ أكبر، وذلك من أجل الوصول إلى الأهداف والخطط والرغبات المراد تحقيقها..." وهو بمعنى آخر تمهيد ذهني، والتمهيد الذهني يتضمن الجاهزية الفعلية لقبول التغيير أولا، والاعتراف بوجود مكمل لما هو موجود، وعدم التسليم بواقعيته المطلقة؛ باعتباره الحقيقة المطلقة ..حيث تكمن الحاجة للخروج عن البيروقراطية الفكرية التي تنصاع للبيروقراطية المجتمعية...وهذا الخروج لم يكن على إطلاقه بقدر ما أنه ارتبط بتحقيق هدف ما، وهذا الهدف أو مجموع الأهداف يجب أن يكون متفق عليها قبل الخروج عن النص، والبحث عنها بموجب معرفي مهيأ للتغيير، للتحضير لقبوله المجتمعي...
كما ويتمّ تعريفه على أنّه:" الطريقة التي تتحرّك بها نفس الإنسان بين المجالات المختلفة للواقع وكل ما هو منطقيّ ومعقول للعقل البشري، وذلك من أجل التأمل والكشف عن المعقول."
لكن في حقيقة التغيير لا يمكن الجزم بمنطقية ما يتم إيجاده وكشفه، بالتسليم بمعقوليته من عدمها...
ويمكن تعريفه على أنه:" مجموعة من الأعمال التي يقوم بها العقل في المعرفة من أجل الكشف عن المجهول"
المعرفة هنا محصورة بالمعرفة المطلقة أم المعرفة الحيثية التي تختص بحاجة بعينها وتخصيصها بالمجهول؟؟ وأجده غير مكتمل كتعريف.
ويعرّف أيضاً بأنّه:" العمليّة التي يتم بها نقل الحقيقة إلى الدماغ من خلال استخدام الحواس المختلفة، والعمل على ربطها بالمعلومات السابقة من أجل تفسيره أو إصدار حكم عليه."
الحواس هنا جاءت للتفاعل الكامل والتام مع جميع المكونات الجسدية؛ إذ ليس من المنطقي اعتبار التفكير أو الفكر محصورا بالذهن دون التوافق مع بقية الحواس، والتسليم بمصداقيتها...إذ إن الوصول بالنفس الإنسانية إلى حالة من التوافق مع الجسد، والوصول إلى هذه الحالة من المعادلة التوافقية التي تعتبر الركيزة الأساسية التي تقرر عملية التغيير أولا وآخراً.
وفي تعريف آخر:
وقد جاء في "المعجم الوسيط" "فكر" "إعمال العقل في الشَّيء، وترتيب ما يعلم ليصل به إلى مجهول"، أو: "إعمال العقل في المعْلوم للوصول إلى معرفة مجهول"، كما عرَّفه طه جابر العلواني بأنَّه: "اسم لعمليَّة تردّد القُوى العاقلة المفكّرة في الإنسان، سواء أكان قلبًا أو روحًا أو ذهنًا، بالنَّظر والتدبُّر لطلب المعاني المجْهولة من الأمور المعلومة، أو الوصول إلى الأحْكام، أو النسب بين الأشياء."
فالفكر إمَّا أن يراد به الكيفيَّة التي يدرك بها الإنسان حقائق الأمور التي أعمل فيها عقله، فيكون الفكر عندئذٍ بمثابة الأداة أو الآليَّة في عمليَّة التَّفكير، وما يلحق بها من طاقات وقوى وملكات عقليَّة ونفسيَّة.

وإمَّا أن يراد به ما نتج عن ذلك من تصوُّرات وأحكام ورؤًى حول القضايا المطروحة، ثمَّ تتَّسع دائرة مفهوم الفِكْر أو تضيق تبعًا لمنطلقات المحدّد لمفهوم الفكر، فإذا اتَّسع مفهوم الفكْر اشتمل على الموْروث الفكْري للإنسان في جَميع ميادين المعْرِفة والعلوم على الصَّعيد النَّظري، على أنَّ هناك مَن يدخل العلوم التَّجريبيَّة والتَّطبيقيَّة داخل مفهوم الفكر، فيشتمل على النَّشاط الإنساني بعامَّة بما يخرج مفهوم الفكْر عن الفكْر ليشْتمل على مفهوم الثَّقافة بل الحضارة أيضا وقد تضيق دائرة مفهوم الفكر حتَّى تنحصر في مجرَّد النَّظر العقلي في أمرٍ ما، فيكون الفكْر عندئذٍ منسوبًا إلى مبدأ، أو مذهب، أو طائفة، أو أمَّة، أو عصر، أودين ...
الفكر المرتبط بقضية ما هو جزئية من عملية فكرية متكاملة، تخدمها العملية التغيرية والتي تقوم على أساس المنطق في القبول والاستسلام له.

المفكر...من هو؟!
"هو الشخص الذي يضع الفكرة في ذهنه ... هو الأساس والسبب في كل شيء؛ فهو الذي يقرر ما يريد, ثم يختار الأسلوب ويضعه في الفعل...
المفكر عنده الاختيار أن يضع في ذهنه أفكارا سلبية أو أفكارا ايجابية...
بمختلف أنواعها وأبعادها ومستوياتها ومدى قبولها أو رفضها ...
فالتاجر الحذق هو الذي يهيأ الأسباب، ويتأكد من مفاصلها وكل الظروف والشروط والعوامل التي يمكن أن تؤثر فيها...والمفكر هو الذي يستطيع أن يخدم قضيته وبيئته بالموجودات والبساطة التي تجعل عملية التغيير قاعدة للانطلاق...
وكذلك هو الفلاح الذي يعنى بأرضه يعزقها ويحرثها ويخصبها باستخدام الأسمدة ويرشها بالمبيدات التي لا تضر من يخدم البيئة التي سيمارس فيها نشاطه الذي يستمر قيما بعد

القطاف، بعملية دورية متكاملة ...كذلك هو المفكر؛ فهو الذي يقرر ويختار نوع الفكر الذي يضعه في ذهنه...
فيتحول الفكر إلى تفكير, إلى مادة لينة قابلة للتشكل والتفاعل مع النفس البشرية ومع المنظومة المجتمعية باختلاف مستوياتها ومقاييسها...لأنها تتضمن التهيئة الطبيعية والتربة الخصبة للإنجاب ... وأي ما يزرع يحصد بسلبيته أو ايجابيته.
ولكن المسألة تبقى قياسية وتحتمل الدراسة أكثر بجدية أكبر..
والفكر لا يقتصر على الرجل دون المرأة أو على فئة دون أخرى، أو على عصر دون عصر آخر...
المرأة العربية تقف أيضا على خط التماس مع الرجل في موضوع الفكر، وكلاهما يخضع لنفس المعادلة؛ وهي مدى وصول المادة الفكرية للملأ ليعتبر أيّ منهما مفكرا، أو مميزا.
ويمكن اعتبار التفكير أساسا في عملية الفهم لأيّ عملية عقلية تنتج الأفكار، ومن هذا المنظور نجد تنوع النتاج الإنساني في مختلف العصور، والذي أوصل الإنسان إلى مستواه الفكري الذي وصل إلى الفضاء، والقنبلة الانشطارية، والعلوم الفيروسية، والجينية، ومفاهيم الاستنساخ.
فيتحول الفكر إلى تفكير, إلى مادة لينة قابلة للتشكل والتفاعل مع النفس البشرية ومع المنظومة المجتمعية باختلاف مستوياتها ومقاييسها...لأنها تتضمن التهيئة الطبيعية والتربة الخصبة للإنجاب ... أيّ ما يزرع يحصد بسلبيته أو ايجابيته.
ولكن المسألة تبقى قياسية وتحتمل الدراسة أكثر بجدية أكبر...
المفكر عنده حرية الاختيار في أن يضع في ذهنه أفكارا سلبية أو أفكارا ايجابية...والتي أدت إلى اختراعات ساهمت على حد كبير في إفناء البشرية في الحروب والصراعات وحروب التسلح أو الحروب الجرثومية وغيرها على سبيل المثال كما ساهمت في توفير الغذاء والشفاء اللذين ساهما في إبقاء كثير من الشعوب.
والحذاقة في الأمر أن يهيأ المفكر الأسباب، ويتأكد من مدى توافرها ويجهز البنية التحتية من ظروف وشروط وقدرة على التحكم بالعوامل البيئية المحيطة...وهو بذلك كالإداري الناجح الذي يقوم بدراسة المشروع، ويتأكد من كل صغيرة وكبيرة من أجل ضمان نجاحه وتطبيقه وقدرته على الصمود سلبا أو إيجابا...إن مدى تشابه المفكر بالإداري الناجح لا يجعله يبتعد عن كونه إنسانا مميزا لديه القدرة والإرادة لتحقيق ما يريد وبفاعلية...وهو بالواقع ما تقوم المرأة به في أبسط منظومة إنسانية وهي منظومة الأسرة.
لم تكن المرأة العربية في منأى عن الأحداث السياسية التي ألمت بالمجتمعات العربية وهزت كيانها، كالنكبة الفلسطينية؛ فقد استطاعت أن تثبت والثبات بحد ذاته لا يكون سوى بوجود قاعدة فكرية عقلانية تؤمن بقدرتها على التأقلم، وهذا لا يكون دون تفكير وإن لم ترقى لأن تكون مفكرة خلاقة في الكتب فهي خلاقة ضمن واقعها، والمرأة المصرية أيضا على سبيل المثال وليس الحصر كانت وما تزال مثالا للمرأة؛ التي رقت بفكرها إلى مستوى تخطي الحواجز بثورة المرأة العاملة التي وقفت جنبا إلى جنب مع الرجل في ظل ظروف اقتصادية ليست بالجيدة..
إن مفهوم الفكر أو التفكير لا يعني بحد ذاته التفرد بالشيء بقدر ما يعنيه من الاستفادة من الثوابت أو المتغيرات من أجل خلق شيء جديد وإن كان علما من نوع خاص وهو علم الواقع الذي يمكن اعتباره العلم الأكثر تميزا وصعوبة، ويحتاج إلى خبرة كبيرة لإتقانه.

مستويات التفكير:

التعريفات التي ارتبطت بالتفكير لم تخرج عن كونه عملية ذهنية عقلية، هدفها الأساسي الوصول إلى المجهول عن طريق ربطه...
والحكم على التفكير بمدى بساطته أو تعقيده تعتمد بشكل كبير على المتوفر والمخفي، على الإمكانية من عدمها وعلى القبول من رفضه...وعلى درجة وجوده من عدمها...
على هذا الأساس يكون للتفكير مستويان أساسيان:
(التفكير البسيط) (الأساسي) وهو ذلك التفكير الذي لا يحتاج تقريبا إلى أي جهد عقلي يذكر:
والمتعلق أساسا بتسيير شؤون الحياة... ويقصد به ذلك النوع من النشاط العقلي الذي يستهدف حل مشكلة...









(التفكير المركب):
وهو التفكير بالوصول إلى شيء مجهول....
أو اكتشاف علاقة غير موجودة أو يكون استشعارها صعبا لدرجة ما ...



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر الثقافة العربية السائدة في تراجع دور المرأة العربية
- المرأة والعمل
- بحيرة القمر
- قطر علم التكامل والتناغم
- حكاية من حكايات جحا
- الفرار إلى النهاية
- قراءة في كتاب الحب وجود والوجود معرفة للكاتب ريبر هبون بقلم ...
- الإصلاح الإداري ج2
- ARV فايروس الإصلاح الإداري
- على مقربة...ج2
- على مقربة...ج1
- المرأة بالألفية الثالثة
- مشروع الطفل العربي
- مشروع ابتكار قطرة مي وزرعة
- شتيات المصاطب
- جحا والبصاصين ومعلم الصبيان ج3
- جحا والبصاصين ومعلم الصبيان ج2
- جحا والبصّاصين ومعلم الصبيان
- المعلم..وعن أيِّ معلم ترانا اليوم سنبحث؟!
- التهرب الضريبي ...أحدث صرعة لتصفية الخلافات على الساحة الأرد ...


المزيد.....




- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...
- نائبة أمريكية تسعى لمنع أول امراة متحولة جنسيا في الكونغرس م ...
- نهاية مروعة لامرأة في الصين.. سحبها سلم متحرك


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رولا حسينات - ما هو الفكر؟؟؟