أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الهوا - الفريد في رؤساء أميركا















المزيد.....

الفريد في رؤساء أميركا


طارق الهوا

الحوار المتمدن-العدد: 7649 - 2023 / 6 / 21 - 07:54
المحور: كتابات ساخرة
    


شيء طبيعي أن يُزَوّر التاريخ لأن المزَوِّر يتعامل مع ماضٍ صنعه أموات لا حول لهم ولا قوة، لكن غير الطبيعي هو تزوير الحاضر علانية بدون أي خجل، لأن نتيجته عمى رؤية المستقبل.
قبل توليه الرئاسة طُرحت تساؤلات كثير عن قدرته العقلية والبدنية والنفسية لحكم امبراطورية بحجم أميركا، ثم أكدت سلوكياته هذه التساؤلات ولم تزل تؤكدها، فأثناء لقاء تلفزيوني قبل الانتخابات الاميركية، بحضور زوجته التي لم تكن تفارقه لسبب ما، قال بايدن للمذيع انه واثق من الفوز على بوش.. وصمت لعدة لحظات وكأنه يبحث عن شيء في ذاكرته، وقال بعد صمته: جورج بوش. كان يبحث عن الاسم والكنية كما يبدو! وهمست له زوجته "ترامب" لكنه لم يسمعها، وأعادت الهمسة التي التقتها الميكروفونات الحساسة "دونالد ترامب"، فضحك وأكمل حديثه.
لكن برغم ذلك، ورغم وضوح ضعف ذاكرته وخلطه بين الاماكن والمدن وأسماء الأشخاص، صوّت له الناخب العادي والمجمّع الانتخابي وبعض الأموات، كما أشارت بعض التحقيقات عندما قال ترامب أن الانتخابات قد سُرقت وأرادوا تكذيبه.
قيل أن تصويت الأموات تم عن طريق الخطأ، وكانت نسبة صغيرة جداً من الذين أرسلوا بطاقاتهم الانتخابية بالبريد! وقد أظهرت الأيام أن الأحياء كانوا على خطأ أيضا!
على أي حال كان بايدن الرئيس المطلوب والمدعوم من اليسار والليبرالية الاجتماعية أو يسار الوسط بقيادة حسين أوباما أو حصان طروادة والإخوان المسلمين ومعظم آكلي الهامبرغر المؤمنين بضرورة "التغيير" في أميركا. شعار أوباما الذي لم يفسره أبداً.
لقّب الإعلام الأميركي بايدن "آلة الزلات"، وفسروها بتقدمه في السن، وهو أمر غير صحيح تماماً فرؤساء كثيرون كانوا أكبر منه ومنهم حسني مبارك الذي كان لائقاً وصاحب ذاكرة حديدية. ثم أن فرانكلين روزفلت الرئيس الأميركي الذي قاد حكومة الولايات المتحدة خلال الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية وتُوفي أثناءها بسبب اشتداد مرضه، كان في يقظة ذهنية تامة ولم تُذكر له زلة واحدة، وغالبا ما يصنفه الباحثون كأحد أعظم ثلاثة رؤساء أميركيين، بعد جورج واشنطن وأبراهام لينكون.
الأمر يعود ببساطة إلى سوء حالة بايدن الصحية غير المعلن عن جوانب كثيرة منها، واللياقة الذهنية الغائبة وتآكل الذاكرة بسبب بلادته طوال حياته.
من زلات بايدن الاقتصادية قوله أن نانسي بيلوسي انقذت اقتصاد أميركا بقرارات تشريعية في الكساد الكبير (1929)، وهو أمر مستحيل لأن هذه المرأة التي لم تحترم منصبها أو بلدها ومزقت الخطاب الاتحادي وألقته على الأرض أمام الكاميرات ولدت سنة 1940.
من زلات بايدن العسكرية ما ورد أثناء الإدلاء بتصريحاته عن حرب روسيا/أوكرانيا، حين قال عبارة أمام قوات أميركية (الفرقة 82 المحمولة جواً) في بولندا، توحي بأنه سيرسل جنودا إلى داخل أوكرانيا، ما اضطر البيت الأبيض لتصحيح كلامه، وليس ترقيعه على طريقة محترفي تجميل النصوص. كما أكدت الإدارة الأميركية لاحقاً أنه لا يوجد تغيير في موقف الإدارة.
قال بايدن جملة غير مكتملة كدأبه بحماسة مفتعلة ليوحي بقوته ولياقته: "سترون عندما تكونون هناك، وبعضكم كان هناك (من منهم كان هناك؟) نساء وشبان يقفون في المنتصف (منتصف ماذا؟) وأمام الدبابة الملعونة، يقولون لن نغادر".
زلات بايدن شملت حتى هذه اللحظة خلطة عجيبة من تبديل أسماء الدول ونسيان تواريخ الأحداث والخلط في أسماء الناس والخطأ في وظائف معاونيه، حتى الارتباك في تسمية أفراد عائلته، وسؤال حرسه الشخصي في حديقة البيت الأبيض بعد إلقاء كلمة: أين سأذهب الآن؟
بايدن نسى انه الرئيس! قال بايدن إن "زوج السيدة الأولى قد أصيب بكورونا"، وهو يتحدث عن زوج نائبه كاميلا هاريس، لكن أحدهم من خلف الكواليس، أخبره أنه هو زوج السيدة الأولى. وطالما قال بايدن عن نائبه "الرئيس كاميلا".
وعن الرئيس الروسي قال بايدن: "كيف نصل إلى المكان الذي يقرر فيه بوتين أنه سيغزو روسيا. لم يحصل شيء كهذا منذ الحرب العالمية الثانية". وهو أمر يشبه نكتة كان يقولها أهل الشرق الأوسط تهكما على البسطاء والجهلة، هي أن بريطانيا قررت غزو المملكة المتحدة.
لم تكن تلك الزلة الوحيدة منذ اندلاع الحرب الروسية، فقد استبدل بايدن غزو أوكرانيا بغزو إيران خلال خطاب حالة الاتحاد. قال: "بإمكان بوتين تطويق كييف بالدبابات لكنه لن يحصل أبدا على قلوب وأرواح الشعب الإيراني".
وبما أنني ذكرت روسيا، قال بايدن "يمكننا العمل مع روسيا على سبيل المثال في ليبيا، يجب أن نفتح الممرات لنكون قادرين على الوصول وتقديم المساعدة الغذائية والاقتصادية". كان يقصد سوريا وليس ليبيا. بسيطة المسامح كريم.
تحدث بايدن عن وزير دفاعه مارك إسبر، وهو من المقربين وأصدقاء بايدن وقال نصاً: "أريد التوجه بالشكر للوزير الجنرال السابق.. ما زلت أناديه بالجنرال. إنه.. إنه الرجل الذي يجلس يدير المؤسسة والذي يجلس هناك". ببساطة نسى اسمه.
في كونيتيكت حث بايدن على ضرورة تشديد الرقابة على انتشار الأسلحة الفردية بالولايات المتحدة، وختم بايدن كلمته بعبارة "ليحفظ الله الملكة". يبدو أن بايدن أحياناً لا يدرك انه في أميركا، وأميركا استقلت عن بريطانيا منذ أكثر من مائتي وخمسين سنة. كما نسى أن الملكة إليزابيث قد ماتت وأن ابنها هو الملك اليوم.
طالت زلات بايدن الفضاء أيضا، ففي اطار زيارة وزير الخارجية الاميركي في حزيران/يونيو الماضي إلى الصين لإجراء مناقشات "صريحة ومباشرة وبناءة" في محاولة لإنشاء قنوات اتصال مفتوحة ودائمة لضمان عدم تحول التنافس الاستراتيجي بين البلدين إلى صراع، قال جو بايدن من واشنطن عن واقعة منطاد التجسس الشهيرة "أنا لا أعتقد أن الزعامة الصينية علمت الكثير عن مكان المنطاد أو ما قام به!".
جو بايدن في أحيان كثيرة يختم لقاءه مع الإعلاميين بعبارة "لا أريد الحديث أكثر حتى لا أقع في ورطة"، ورغم ذلك أوقع نفسه في ورطة حين قال همساً عن صحافي محدد لسياسي بجواره أمام ميكروفون مفتوح "لا تجيب على اسئلته فهو ابن عاهرة".
لم يزل جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي الوحيد للرئاسة القادمة حتى اليوم. فهل أصيب الحزب بالعقم وجزء كبير من السياسيين بمرض تزوير الحاضر؟ أو أن بايدن مجرد واجهة تُحكم وراءها أميركا بواسطة شخص آخر أو آخرين؟
الأهم من ذلك هو تساؤلات العالم: كيف اختارت أميركا شخصية كهذه لتحكم؟
من المؤكد أن المواطن العادي عندما يرى هكذا رئيس ومرشح لفترة رئاسية أخرى، لابد أن يتوارد إلى ذهنه القول المأثور لحصان طروادة: "أميركا امبراطورية تغيب"، ورغم ذلك انتخبه الاميركيون مرتين.
في الواقع ثلاث مرات لأن "من يصوّت لبايدن فقد صوّت لي". هكذا كان يقول أوباما للناخبين عندما كان يحثهم على التصويت لبايدن.



#طارق_الهوا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دارمانان: مهددون بالإرهاب الإسلامي السنّي
- حقوق المجرم أهم من أمن الوطن!
- تحويل البشر إلى أرقام
- تبصير في فنجان ترامب
- خنوعوفوبيا وليس إسلاموفوبيا
- نتائج نشر ديمقراطية أميركا!
- أول -رابعة العدوية- في أميركا
- نتائج تحريض دعاة الرولكس
- إمام المشعوذين والغرب غير البصير
- كريستوفر كولومبوس وعقبة بن نافع
- خواطر حول إمبراطورية في خطر
- ميلوني المتطرفة والقرضاوي المعتدل
- أوقفوا القطار لإقامة الصلاة
- رسالة لمارين لوبان في رئة كاهن
- رئيس نائم وزلق اللسان أيضاً
- نبوءة الأسقف ديزموند توتو (2)
- نبوءة الأسقف ديزموند توتو
- دور فاتيكاني سياسي مرفوض
- القمّص يُبحر واثقاً في مضيق اللعنات
- الاستعمار الإلهي والاستعمار الانساني (2)


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الهوا - الفريد في رؤساء أميركا