نساء الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7649 - 2023 / 6 / 21 - 04:49
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
القسم الاول
تلتزم النسوية الحقيقة بالمبادئ الماركسية وتسترشد بها، اذ تتحس النسوية الماركسية بعدستها النقدية؛ الظلم الطبقي والظلم الجندري الواقع على المرأة في ان واحد، دون الفصل بينهما فالنسوية التي في اذهاننا تعترف بان عليها الاستجابة للازمات ذات الابعاد التاريخية وترفض انصاف الحلول التي تقدمها الحركات "النسوية" الاخرى.
ان النسوية التي نتصورها لا يمكن ان تكون حركة معزولة عن المجتمع اذ تضع في مركز اهتمامها الصراع الطبقي للمجتمع وهموم النساء العاملات من مختلف الشرائح؛ النقطة الجوهرية لها، وتناهض جميع اشكال العنف والقمع والاستغلال الذي تتعرض له الجماهير والمرأة خاصة بالإضافة الى كل ما ينتج عن النظام الرأسمالي.
لقد ظهرت على الأمد الطويل الكثير من الحركات التي تنادي بتحرر المرأة، وأبرزها الحركات الراديكالية والنيو ليبرالية المسيئات لسمعة النسوية الحقيقية، اذ تفشل تلك الحركات في إدراك عمق الازمة، وتتحرك بشكل باطني للتحالف مع الرأسمالية لإعادة انتاج القمع، فهي تخشى وترفض التغيير الجذري للتخلص من الأنظمة السائدة التي تقمع المرأة وتفرض رفاهية الأقلية على حساب الأغلبية. حيث ظلت تلك الحركات واضعة المرأة في مرمى نيران الأنظمة الرأسمالية التي تركل بها يمينا ويسارا.
لم تبذل "الحركات النسوية " الأخرى جهدا لتجاوز العقبات التي تقف في مواجهة حل القضية، وكل تفسيراتهم الشائعة عن اضطهاد المرأة، سواء تلك التي تريد تأبيد ذلك الاضطهاد، أو التي تطمح لإنهائه وتجاوزه مع افتراض حسن النية، في النهاية لا تفسر أي شيء، وبالتالي تبقى عاجزة أمام المعضلة، ولا توفر أي بديل أو طريق حقيقي لإنهاء الوضع المزرى الذي تعيشه النساء.
والسبب معلوم لكون تلك الحركات لا تملك النظرة النقدية والتحليلات الطبقية للمجتمع، فالنسوية المتأثرة بالتحليل الماركسي هي الوحيدة القادرة على تفسير الظواهر الاجتماعية بشكل عقلاني، اذ تقدم لنا التفسيرات المادية لقمع المرأة وركنها في احدى زوايا الحياة وتسيد الرجل في المجتمع.
اسيل سامي
#نساء_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟