الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 7647 - 2023 / 6 / 19 - 15:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الخبر:
أعلن الرئيس الصيني "مبادرة" سياسية تخص القضية الفلسطينية تحت عنوان: الرؤية ذات النقاط الثلاث، وتتضمن "إقامة دولة فلسطينية" داخل الأراضي المحتلة سنة 1967، وعاصمتها بعض أحياء مدينة القدس، أما النقطتان الثانية والثالثة فهما مُجرّد لَغْو وهُراء عن "التعايش السلمي" المزعوم وعن "زيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيّين".
التعليق
تتنزل هذه "المبادرة" ضمن اتجاه نظام الصين لتعزيز موقعه في الوطن العربي، ولا يختلف محتوى هذه "المبادرة الصينية" مع ما أطروحات نظام آل سعود والجامعة العربية، منذ غزو لبنان من قِبَل الكيان الصهيوني سنة 1982، وهزيمة القوى التقدمية العربية ومن ضمنها المقاومة الفلسطينية، وإرساء ميزان قوى لصالح الرجعية العربية.
نُذَكِّرُ أن النظام الصيني لم يعترف بالكيان الصهيوني سوى إثر انعقاد مؤتمر مدريد ( 1992) بعد العدوان على العراق، وأقام علاقات دبلوماسية مع دولة الإحتلال وتطورت العلاقات بشكل مطرد إلى أن اعترضت الولايات المتحدة على تطوير العلاقات الصهيونية الصينية إلى مجالات قد "تُهدّد الأمن القومي الأمريكي"، مثل إشراف شركات صينية على إدارة ميناء "حيفا" المحتلة أو بعض مشاريع البنية التحتية وصفقات الأسلحة الخ
أما بخصوص القضية الفلسطينية فإنها لم تنطلق سنة 1967 وإنما بانطلاق الحركة الصهيونية بنهاية القرن التاسع عشر، بالتزامن مع ذروة تحول الرأسمالية إلى حقبة الإمبريالية وهيمنة الإحتكارات ورأس المال المصرفي، ويُؤشّر هذا التزامن على العلاقة العضوية بين الإمبريالية والصهيونية، ولذا فإن المسألة لا تتطلب مفاوضات أو البحث عن "حل سلمي"، بل هي مرحلة تحرر وطني ضد الصهيونية المرتبطة عُضويا بالإمبريالية وضد الأنظمة العربية التي طرحت مبادرة استلهم منها نظام الصين مبادرته التي تدعو الشعب الفلسطيني إلى التفريط في وطنه وتاريخه وتراثه...
أصبحت الصين قوة عسكرية وقوة اقتصادية عُظمى بفعل استغلال المواد الأولية بإفريقيا وآسيا وبفعل تسويق السلع الرخيصة والرديئة التي قَضَت على الصناعات التقليدية المحلية، وتريد أن تصبح قوة سياسية عظمى على حساب الشعوب المُضْطَهَدة والواقعة تحت الإحتلال، ومنها الشعب الفلسطيني، كجزء من مخطط بناء نظام عالمي "متعدد الأقطاب"، في مواجهة القُطب الذي تهيمن عليه الإمبريالية الأمريكية، وتتنزل حملة ترسيخ قدم الصين في الوطن العربي وفي إيران وآسيا الغربية والوسطى، ضمن هذا المخطط الصيني...
إن جوهر قضية فلسطين هو الإستعمار الإستيطاني الإقتلاعي، وتتجاوز حدود فلسطين، حيث يعتبر الكيان الصهيوني الشعوب العربية عدوة له، وقصَفَ (بدعم من الإمبريالية الأمريكية وحلف شمال الأطلسي) بلدانًا عربية عديدة من العراق إلى تونس وما بينهما، ولا يكمن الحل في التنازل عن الوطن أو عن جزء منه وإنما في تحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة، اليوم أو غدًا أو بعد غدٍ...
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟