|
ضيوف لبنان يرفضون لقاء رئيس الدولة
محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 1721 - 2006 / 11 / 1 - 11:33
المحور:
كتابات ساخرة
إذا أرادت أمريكا أن تنبذ شخصاً أو مؤسسة أو هيئة أو جماعة أو حتى دولة يتبرع الكثيرون لاظهار الولاء للبيت الأبيض، وينكمش الشجعان، ويتم ارسال الرسالة إثر الأخرى حتى يفهم سيدنا وسيد الشرق والغرب أن الرسالة وصلت، وأن واشنطون راضية عن مرسلها.
يجتمع وزراء الخارجية العرب في بيروت بعد سبعة وعشرين يوما من التدمير الهمجي الصهيوني لقِبلة الجمال والكتب والحب، ولكن سيد قصر بعبدا لم يعد سيدا فقد تم تعيينه من قبل دمشق.
تهبط طائرة أمريكية عملاقة مطار بيروت ، وتنزل منها برشاقة رئيسة الدبلوماسية بسمرتها وأناقتها ومعها العصا والجزرة، فتخفي الأولى حتى تتأكد أن الطرف الآخر اختار الجزرة، فإن أبى واستكبر وظن أنه منأى عن نشر ملابسه الداخلية أمام المصورين كما حدث مع الرئيس العراقي الأسير، فالعصا حاضرة ولنا في كوبا المثل الأوضح لمقاطعة أمريكية ستحتفل المعارضة الكوبية بعد عامين بمرور خمسين عاما عليها مع افتراض أن الروح ظلت في جسد فيدل كاسترو حتى ذلك الوقت.
الرئيس اللبناني يجلس في قصر بعبدا وضيفة رئيس وزرائه ترفض التوجه إلى رمز الدولة، ربما لأن أمريكا لم تعترف بلبنان دولة إلا في حالتين فقط، الأولى عندما هرب من تبقى من مارينزها إثر مقتل أكثر من مئتين وأربعين فردا منهم فتركت مجانينه كما فعلت مع الصومال.
والثانية عندما هبطت صواريخ حزب الله فوق حيفا واقتربت من تل أبيب حتى لو لم تقتل أكثر من عشرين اسرائيليا لكن وجود مليون منهم داخل المخابيء عجل في ايقاظ أعضاء مجلس الأمن الذين شربوا منوما لأكثر من شهر ظنا منهم أن مصير ( السيد ) لن يختلف عن مصير الرنتيسي وأحمد ياسين .
سَمّها ما تشاء مِن غطرسة وقلة ذوق واحتقار ضيف لمضيفه، لكنها الحقيقة المُرّة أنه كان من المفترض أن يرفض زعماء لبنان، وهم أكثر عددا من أفراد الشعب، لقاء الدكتورة كوندي قبل أن تلتقى برئيس بلدهم.
أما أن يتعاطفوا معها في اصرارها على أن تَهِلّ طلعتُها البهية ضيفة على رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وتلتقي أباطرة الحرب والسلام، وتبتسم في وجوه من بقوا أحياء بعدما اشتركوا في تدمير البلد منذ ربع قرن فتلك لعمري هي قمة الاحتقار والازدراء .
سيقول قائل بأن إميل لحود لبناني اختارته دمشق ليدير شؤون الضيعة من بيروت، ويسمع فيروز، ويقوم بتذكير اللبنانيين أن طبيب العيون الجالس في قصر الرئاسة بعاصمة قلب العروبة النابض يرى من شرفة قصره اللبنانيين يتسوقون في شارع الحمرا، ويقيمون مسابقة ملكة جمال لبنان، وليس لديهم وقت للاستماع لخطبة وليد جنبلاط ، ومن لم ترض عنه دمشق تصافحه الوزيرة رايس.
أخشى أن يمتنع العرب عن دعوة الرئيس إميل لحود لمؤتمرات القمة التي لا يعقدونها إلا في غير الأزمات، وإذا مرت بالعرب كارثة وجاءهم أمين عام جامعة الدول العربية يتحدث زعماؤنا معه في كل شيء وينسى ابلاغهم بالموضوع الرئيس الذي جاء من أجله: مؤتمر قمة عربي.
رئيس اليمن السعيد، أعني الرئيس السعيد لليمن هدد بالانسحاب من جامعة الدول العربية تماما كما هدد العقيد الليبي من قبلُ بالانضمام لحلف وارسو ( قبل سقوط الحزب بوقت قصير ).
لم يصدقه أحد كما صَدّقناه نحن عندما أقسم أنه لن يرشح نفسه للرئاسة فقد شبع سُلْطَة وحُكْمَاً وهو يريد دماء جديدة ليس من بينها ابنه العقيد أحمد علي عبد الله صالح.
معذرة فزعماؤنا ليس لديهم وقت لقمة عربية طارئة نصفها قبلات وأحضان، والنصف الآخر قراءة بيان وزراء خارجياتهم.
ثم هل يستحق لبنان .. هذا البلد العربي مشقة خروج زعمائنا من قصورهم، واغضاب البيت الأبيض، مع احتمال اساءة فهم التجمع العربي الزعامي فيظن سيدنا هناك أن أسيادنا هنا يتعاطفون مع ( السيد ) في جنوب لبنان، ثم يغضب السيد في واشنطون، وإذا غضب كَشّرَ توني بلير عن أنيابه في أواخر فترة حُكمه، وألقى الرئيس الفرنسي خطابا لا يفهم العربُ منه إنْ كانت فرنسا لا تزال الأم الحنون للبنانيين التي احتضنت ميشيل عون وأمين الجميل واستقبلت سعد الحريري استقبال الأبطال الفاتحين، أم أنَّ فرنسا عاودها الحنين الاستعماري القديم بعدما خرجت الجزائر كلها تستقبل جاك شيراك؟
احتقار رئيس الدولة اللبنانية بتلك الصورة المهينة والمذلة لن يجعل أمريكا ترضى عن لبنان وزعمائه وأحزابه وطوائفه.
جاء الرد الأمريكي بقوات منع المتصارعين من رشق بعضهم البعض، وستعسكر قوات اليونيفيل داخل الأرض اللبنانية، وستسمح للقوات الاسرائيلية بين الحين والآخر للدخول وتنفيذ عدة عمليات، وربما اختطاف وتصفية قيادات من حزب الله.
نختلف مع الرئيس إميل لحود أكثر مما نتفق معه، ونعرف مسبقا أن دمشق لن تقوم بحمايته حتى لو دخلت دبابات إسرائيلية القصر الجمهوري واقتادته معها إلى تل أبيب.
لكن اعتراضنا على تلك الشروط المهينة بأن من يزور لبنان ويقابل رئيسه لن ترضى عنه أمريكا، وأن مؤتمرات كبرى( في بوخارست مثلا ) يتلقى منظموها توجيهات ممهورة بحبر قلم جورج بوش وأحمر شفايف الدكتورة السمراء بأن نبذ الرئيس اللبناني ضرورة حيوية لسلام العالم فهذا شَدُّ أُذُن سيد القصر في دمشق، وربما يتوجع منها النجاديون في طهران، ويتعلم منها الزعماء العرب أن مؤتمرات قمة القبلات والأحضان لا تنعقد إلا في أوقات الهدوء والسلام، أما الأزمات فأمريكا قادرة على إدارتها!
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عمرو موسى ... الطاووس
-
رسالة مفتوحة إلى حرامي مقالات
-
كيف يصوم المسلمون في بلاد شمس منتصف الليل؟
-
خمس وعشرون ليلة قدْر من عمر الرئيس مبارك
-
أنا حمار لأنني صَدّقت الرئيس علي عبد الله صالح
-
مستقبل مصر كما أحلم به
-
السيناريو القادم في مصر ... ماذا يخطط الرئيسان؟
-
انتحار المثقف المصري
-
معذرة ... لكنني لا أتحدث في الدين
-
بل ستسمع الموسيقى والغناء رغم أنفك
-
حرمة تحريم الموسيقى والغناء
-
نشرة الأخبار يقرأها عليكم حمار
-
الأرض بتتكلم عبري ... دعوة عربية لحماية إسرائيل
-
أيها اللبنانيون: نلطم وجوهنا دفاعا عنكم
-
الرئيس السوري يصاب بالصمم .. القيادة السورية تصاب بالشلل
-
تأجيل الانتفاضة المصرية ... حكاية لم تنته بعد
-
لماذا يعادي المسلمون العقل ؟
-
الحوار الأخير بين رئيس يحتضر و ... رئيس يرث
-
أمريكا تطبع قُبلة على جبين العقيد
-
الله يخرب بيتك يا ريس
المزيد.....
-
مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي
...
-
ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك
...
-
مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
-
مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب
...
-
انتحار موظف الأوبرا بمصر.. خبراء يحذرون من -التعذيب المهني-
...
-
الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج
...
-
-شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
-
مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا
...
-
هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
-
الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|