أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - العراق ... لمحة تاريخية إستذكارية















المزيد.....

العراق ... لمحة تاريخية إستذكارية


داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)


الحوار المتمدن-العدد: 7647 - 2023 / 6 / 19 - 07:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراقي هو كل من سكن أرض العراق وعاش فيها وإتخذها موطنا له بصرف النظر عن مسقط رأسه ولغته ومعتقده .كان العراق منذ الأزل وما زال حتى يومنا هذا , بلدا متعدد القوميات والمعتقدات والثقافات والحضارات والأديان والطوائف, حيث كان مهدا لحضارات كثيرة ذات ثقافات إنسانية متعددة عبر تاريخه الطويل , أسهمت جميعها إسهاما فاعلا في الحضارة الإنسانية وإثرائها بجوانبها المختلفة , وتركت بصمة واضحة في بنية المجتمع العراقي القائم على التنوع الثقافي والتعددية الأثنية , كما تعرض العراق عبر تاريخه الطويل لغزوات أقوام متعددة من دول الجوار ومن غيرها , طمعا بثرواته الغزيرة التي أنعم الله عليه بها,تركت هذه الغزوات أثرها في بعض تركيبة العراق السكانية . إندحرالغزاة جميعهم وبقي العراق عزيزا شامخا , لكن ثمة بقايا من هذه الأقوام الغازية قد إتخذت من العراق موطنا لها , حيث أنها إندمجت في نسيج المجتمع العراقي وأصبحت جزءا منه .
كان السومريون هم أول من سكنوا جنوب العراق ، وما زال المؤرخون يختلفون في أصول السومريين حتى يومنا هذا , فبعضهم يرى أن السومريين من الأقوام التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية , لتؤسّس موطناً بديلاً لها في انحسار العصر الجليدي الأخير الذي بدأ فيه تصحّرشبه الجزيرة العربية بينما كانت مستنقعات الرافدين تجفّ لتتحول إلى أرض صالحة للاستيطان والاستزراع, بينما يرى آخرون أنهم من الأقوام التي هاجرت من المناطق الجبلية في شمال العراق .ويرى المرحوم عالم الآثار العراقي المعروف الاستاذ طه باقر: " أن السومريين هم أحدى الجماعات المنحدرة من بعض الاقوام المحلية في وادي الرافدين في عصور ما قبل التاريخ البعيدة وأنهم عرفوا بأسمهم الخاص, أي السومريين نسبة الى أسم الاقليم الذي أستوطنوه أخيرا في القسم الجنوبي من العراق، أي أن التسمية لاحقة للاستيطان ومشتقة من أسم موضع جغرافي ولا تحمل مدلولا قوميا، يؤيد هذا أن كثيرا من الاقوام التأريخية التي أشتهرت في وادي الرافدين وأسهمت في تكوين حضارته وأحداث تأريخية سميت بأسم المواضع التي حلّت فيها مثل الاكديين نسبة الى مدينة (أكد) العاصمة التي أسسها سرجون الاكدي ,والبابليين نسبة الى مدينة بابل , والاشوريين نسبة الى مدينة آشور على ما يرجح، كما يمكن تتبع أصول الحضارة السومرية الى جذورها الاولى في عصور ما قبل التاريخ مما نوهنا به مرارا" . وبصرف النظر عن أصولهم , أسس السومريون أولى الحضارات البشرية التي تجلت بالآتي :
. اكتشاف الزراعة وتطوير الصناعات المختلفة.1
2.اختراع الكتابة المسمارية حيث كان من أوائل اللغات المرتبطة باللغة المنطوقة في تلك الفترة، وكانت تكتب على ألواح من الطين .
السكانية . تكوين المدن ذات التجمعات.3
4.ابتداع نظام الأعداد لأول مرة في التاريخ البشري. وبموجب هذا النظام يستعمل( 12 ) رقما في بعض الحالات او ( 60 ) رقماً في حالات اخر .
جاء بعدهم الاكديون من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد وادي الرافدين، سكنوا القسم الأوسط من العراق، واختلطوا مع السومريين، إذ اثبتت المكتشفات الأثرية في المدن السومرية أن هذه الأقوام من سومريين وأكديين مارست جميعا أنظمة سياسية وعادات اجتماعية متشابهة وكان لها المعتقدات والطقوس الدينية نفسها .تمكن سرجون الأكدي (۲۳۷۱۲۳۱۹ ق.م) من تأسيس أول إمبراطورية في العالم القديم، عرفت بالإمبراطورية الأكدية . دام حكمها قرن ونصف، واتسم عهده بالفتوحات الخارجية إلى البلدان المجاورة، ويعد سرجون من أعظم القادة السياسيين والعسكريين، وقد اتخذ مدينة أكد عاصمة له
امتدت الحضارة السومرية أكثر من ( 3000 ) سنة , سقطت بعدها حضارة سومر , لتقوم على أنفاضها, الحضارة البابلية في وسط العراق على يد الملك حمورابي في عام 1763 ق.م. استطاع البابليّون الحصول على الكثير من تُراث السومريّين، وتطويره؛ فتعلّموا الكتابة المسماريّة، واستخدموا الأدوات ذاتها التي كانوا يستخدمونها في الكتابة، بالإضافة إلى أنّهم ترجموا كثيراً من النصوص السومريّة، وأنشأوا المكتبات، والتي تُعَدُّ مكتبة بورسيبا التي ضمَّت كُتُباً تتحدَّث عن أَصل الحضارة البابليّة من أشهرها، وكتبوا المخطوطات أيضاً، مثل مخطوطة بستن التي تمّت كتابتها استخدام ثلاث لغات. وضع حمورابي القوانين التي جعلها أشبه بالقوانين الإلهيّة، وكانت منظّمة تنظيمًا حديثًا بحسب مجالاتها، وبنى المعابد، وبلغت البلاد في ظل حكمه أوج ازدهارها، وتلاه خمسة ملوك أقوياء، وبذلك يكون عدد ملوك بابل أحد عشر ملكًا إلى نهاية العهد الذهبي، الممتد من 1894 ق.م إلى 1594 ق.م.
طور البابليون نظام الأعداد الستيني السومري، اذ انهم قسموا الليل الى( 12 ) جزءاً، بحيث يظهر كل جزء ساعة بعد أن يختفي الجزء السابق. وقسموا الساعة الى( 60 ) دقيقة، وكل دقيقة الى( 60 ) ثانية. وعدّ الليل مساوياً للنهار امد كل منهما (12 ) ساعة، وبذلك يصبح اليوم( 24 ساعة). وما زال هذا النظام معمول به في ارجاء العالم المختلفة حتى يومنا هذا. وقسموا الدائرة الى ( 360 ) درجة موزعة في اربعة اتجاهات .وتوصل البابليون الى منظومة الاعداد التي يكون فيها للرقم قيمة حسب موقعه في العدد كما هو معروف لدينا الأن. فقيمة الرقم في مرتبة الأحاد هي غير قيمته في مرتبة العشرات وهكذا. ولم يستخدم البابليون اية اشارة الى رقم الصفر، ولكنهم تركوا فراغاً ليعنوا بذلك رقم الصفر .توصل المهندسون البابليون الى العمليات الحسابية والجبرية الاساسية، وبذلك تمكنوا من حساب المساحات السطحية والحجوم المختلفة. ومازلنا حتى الان نستعمل القياسات البابلية لحساب الزمن والزوايا .استطاع البابليون تشييد المباني والجسور وشق الطرق وتعبيدها وذلك قبل اكثر من ثلاثة الاف سنة قبل الميلاد. وتعد حدائق بابل المعلقة التي بنيت في عهد الملك البابلي نبوخذ نصر قرابة عام 570 قبل الميلاد ضمن اعمال عظيمة اخرى بنيت في اعقاب الحملة العسكرية الناجحة ضد اليهود والفينيقين والمصريين.
نشأت الدولة الآشورية على ضفاف نهر دجلة في شمال العراق حوالي سنة 2600 ق.م.، وكانت تُعتبر من أكبر الدول القديمة من حيث المساحة، انشأ الأشوريون اعظم مكتبة في العالم القديم عرفت بمكتبة اشور بانيبال. واشتهر الأشوريون بمهاراتهم العسكرية وحسن تنظيمهم للجيوش وامتلاكهم اسلحة متطورة في ذلك الزمان.
قامت في العراق ممالك عربية هي : مملكة ميسان وهي مملكة عربية قديمة، نشأت في جنوب العراق في القرن الثاني قبل الميلاد، وذلك بعد تفكك إمبراطورية الاسكندر المقدوني. كانت عاصمتها خاراكس, ومملكة الحضرالتي تمركزت في مدينة الحضر إلى الجنوب الغربي من مدينة الموصل على مسافة ( 110 ) كيلومتراً. وتبعد عن مدينة آشور القديمة حوالي( 70 ) كيلومتراً. ظهرت مملكة الحضر في القرن الثالث الميلادي وحكمها أربعة ملوك استمر حكمهم قرابة المائة عام, ومملكة المناذرة التي كانت من أقوى ممالك العراق العربية قبل الإسلام فكانت هذه المملكة هي امتداد للممالك العربية العراقية التي سبقتها مثل مملكة ميسان ومملكة الحضر. كانت مدينة الحيرة عاصمة مملكة المناذرة.
أدت الفتوحات العربية الإسلامية في القرن السابع الميلادي إلى نشر الثقافة العربية الإسلامية في المجتمع العراقي على نطاق واسع , ذلك ان تعاليم الدين الإسلامي وطقوسه وشرائعه وفي مقدمتها القرآن الكريم كانت جميعها باللغة العربية .إختار الإمام علي بن أبي طالب مدينة الكوفة عاصمة للخلافة الإسلامية بدلا من المدينة المنورة في الحجاز , وبذلك تكون الكوفة أول عاصمة للدولة الإسلامية خارج مهد الإسلام في الجزيرة العربية ,وشيد الخلفة العباسية أبو جعفر المنصورة مدينة بغداد لتكون عاصمة الدولة العباسية بدلا من مدينة الكوفة التي أتخذوها عاصمة لحكمهم عند تأسيس دولتهم على أنقاض الدولة الأموية . شهد العراق نهضة حضارية عظيمة في زمن الدولة العباسية , وبخاصة في زمن الخلفة العباسي هرون الرشـيد وابنـه الخليفـة المأمون الذي انشأ بيت الحكمة ليكون ملتقى العلماء ورجال الفكر من جميع إرجاء العالم , حيث أصبحت مدينة بغداد عاصمة الخلافة العباسية مدينة العلم والعلماء التي يقصدها طلاب العلوم وكبار العلماء من شتى أرجاء العالم . تعرضت مدينة بغداد للغزو المغولي عام 1258 م , الذي دمّرها وأنهى صفحة حضارية مشرقة من تأريخها البهي , ليدخل العراق بعدها في عصور مظلمة من الجهل والتخلف قرونا طويلة ما زال يعاني من بعض آثارها حتى يومنا هذا.
إن ما أردنا قوله بهذه النبذة التأريخية الموجزة من تاريخ العراق , أن العراق بتنوعه البشري والحضاري والثقافي والديني والطائفي, كان دوما وطن العراقيين جميعهم بحكم إنتمائهم لهذا الوطن , مهما تعددت أديانهم وطوائفهم وثقافاتهم , تمتعوا جميعا بخيراته وتكبدوا مصائبه ونكباته , وسيبقى العراقيون متكاتفين في السراء والضراء , لبناء عراق سعيد مشرق بإذن الله وبجهود الخيرين من أبنائه .



#داخل_حسن_جريو (هاشتاغ)       Dakhil_Hassan_Jerew#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحات العربية ... صحوة وعي أم إستراحة مقاتل ؟
- التعليم العالي وبناء مهارات العمل
- بعض مساعي تطوير قطاع التعليم العالي ... بين الواقع والمأمول
- إستقلالية الجامعات بين الوهم والحقيقة
- بعض خصائص العراق الفريدة
- تنويع مصادر الدخل القومي والناتج المحلي .... ضرورة وطنية
- البصرة وجامعتها المعطاء ... تحية حب وتقدير
- إصلاح النظام السياسي في العراق ... ضرورة وطنية
- البصرة... مع كل الحب والتقدير
- بطولة خليجي 25 وأشياء أخرى
- متى يتصالح العراقيون مع أنفسهم ؟
- كيف ضاعت حقوق العراق وتكبد خسائر فادحة ؟
- العراق حقل تجارب مشاريع سياسية فاشلة ؟
- الفيدرالية ... لتفتيت العراق أم لضمان وحدته ؟
- لماذا اخفقت الحركات السياسية العربية الثورية بإدارة بلدانها ...
- القادسية... معركة مفصلية في تاريخ العراق
- بعض متاهات الحزب الشيوعي العراقي ,,, وقفة إستذكار
- أنسنة العلوم ورعاية العلماء
- الجامعة حرم آمن
- ملاحظات دستورية جديرة بالإهتمام


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - العراق ... لمحة تاريخية إستذكارية