لماذا يصنف العراق من الدول الأكثر هشاشة في العالم..؟

رمضان حمزة محمد
باحث

الحوار المتمدن-العدد: 7646 - 2023 / 6 / 18 - 16:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لان تغيرات المناخ وسوء ادارة الموارد الطبيعية وفي مقدمتها المياه جعل العراق يتعرض الى مجموعة التحديات الكبيرة في مفاصل عديدة نذكر اهمها التأثيرات البيئية حيث يمكن لنقص المياه وبالتالي ندرتها أن تسبب الجفاف التي تؤثر على مجموعة واسعة من خدمات النظام البيئي في العراق ويكون اكثر عرضة للتصحر ، وتعرض الأمن المائي والغذائي الى المخاطر، وكذلك التنوع الإحيائي التي تعمل على تنظيم الخدمات مثل التلقيح وتنظيم الآفات ؛ وخدمات الدعم للترب الزراعية مثل خصوبة التربة ودورة المغذيات. لأن حالات الجفاف الكبيرة أو المستمرة قد تؤدي إلى تغييرفي وظائف النظام الإيكولوجي بشكل كبير وبالتالي تعريض سلع وخدمات النظام البيئي للخطر وهذا ما يشهده مناطق عديدة من العراق، مما يؤدي إلى تضاؤل أو إتلاف الأداء البيئي. وهذه الآثار إذا تفاقمت ستؤدي الى ظهور الآثار الاقتصادية وخسائر اقتصادية كبيرة وطويلة الأجل في مجموعة من القطاعات الأخرى. قد تكون الخسائر محلية بالنسبة للمنطقة المتضررة من الجفاف كما يحصل اليوم في جنوب العراق أو قد تكون واسعة الانتشار من خلال سلاسل القيمة الاقتصادية للبلد وعن طريق الخسائر المتتالية في القطاعات الأخرى مما يثقل كاهل الاقتصاد الوطني ، لانه قد يتسبب الجفاف إلى تفاقم نقص الغذاء وانعدام الأمن الغذائي والبطالة والفقر والتضخم والصراع والنزوح الداخلي أو الهجرة. ونتيحة حتمية لهذين السببين فان التأثيرات الثقافية والاجتماعية ستكون حاصل تحصيل حيث تكمن التركيبات الثقافية والاجتماعية للمجتمع العرافي في كيفية إدراك إستخدامات المياه وتقييمها وإدارتها في المحافظات المختلفة. حيث في العديد من الثقافات وأنظمة المعتقدات ، يرتبط الماء ارتباطًا وثيقًا بالتراث الثقافي والممارسات الدينية والروحية أيضاً مما يتطلب في فهم المجتمع لأسباب وحلول الجفاف لدعم المجتمعات في التعامل مع الجفاف. علاوة على ذلك ، يمكن أن تختلف آثار الجفاف في شدتها بناءً على استراتيجيات وسياسات الحكومة والأدوار المجتمعية لتشخيص نقاط الضعف الأخرى. واذا استمرت هذه الحالات الثلاث فان الآثار الصحية ستكون علاقة فارقة للمجتمع العراقي كما حصل عند إشتداد الازمة المائية وتلوثها في البصرة العام 2018حيث يمكن أن يسبب آثارًا كبيرة على صحة الإنسان ، كما أن البيئة الاجتماعية والاقتصادية التي يحدث فيها الجفاف تؤثر على قدرة السكان المتضررين على الصمود. وخاصة في المجتمعات الريفية الفقيرة أو المهمشة ، قد يؤدي الجفاف إلى تفاقم التفاوتات الصحية القائمة. آثار الجفاف على نظم إنتاج الغذاء وسلاسل القيمة الزراعية يمكن أن تسهم في نقص التغذية. يمكن أن يؤدي الجفاف أيضًا إلى تفاقم الفجوات في تغطية وموثوقية خدمات النظافة العامة في المجتمع ،كما يلاحظ من زيادة تراكم حجم الفضلات في مجاري المياه وضواحي الحضر مما قد يؤثر بشكل غير متناسب وخاصة على النساء والأطفال لانهم على تماس مباشر بالحاجة الى المياه وخاصة للأغراض المنزلية لذلك يتوجب على الحكومة العراقية تحسين إدارة الموارد المائية على مستويات حوض النهر داخل البلد ، وعلى مستوى دول المنبع، لتعزيز الأمن المائي وأمن المياه من خلال إدارة الموارد المائية على نحو أكثر إنتاجية واستدامة. وضرورة إبراز قيمة المياه عبر استخداماتها المختلفة والقطاعات المتنوعة، لأن الحفاظ على مستجمعات المياه السطحية وطبقات المياه الجوفية في حالة سليمة تعدُ مسؤولية جميع الدول المتشاطئة لان الأحواض المائية تمتد عبر الحدود الإدارية والسياسية والقطاعية.

#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات