أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - العزلة الإجتماعية ...صرخة -اوفيليا-النباتية














المزيد.....

العزلة الإجتماعية ...صرخة -اوفيليا-النباتية


حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)


الحوار المتمدن-العدد: 7645 - 2023 / 6 / 17 - 20:53
المحور: الادب والفن
    


في معالجة مونودرامية مستوحاة من القصة المؤلمة للفتاة الشكيسبيرية الحسناء التي نال منها اليأس، وتسللت الكآبة إلى نفسها، فقررت وضع حدّ لحياتها بعد أن قُتل والدها على يد حبيبها «هاملت»، فأغرقت نفسها في جدول ماء.
ينطلق العرض الأسباني الناطق باللغة الإنجليزية "اوفيليا النباتية" من المحطة قبل الأخيرة للفتاة البائسة،التي اعتزلت الجميع بعد المعاناة، والغدر التي تعرضت له، و أصبح مآواها البحار، والأنهار، لتسكنها،فصارت الاشجار المحيطة بها، هي طعامها،وغذاؤها النباتي الذي اتسق،وعنوان العرض المونودرامي .
لكن ماهو تعريف المونودراما ؟
اعتقد أن تعريف الكاتبة السعودية "ملحة عبد الله" للمونودراما تعريف جامع مانع،إذ تعرفه على أنه "محاكاة لفعل درامى محدد له طول معين، لشخصية واحدة يقدمها ممثل واحد، مستعرضًا أزمة الشخصية تجاه نفسها، أو تجاه الآخرين من خلال المناجاة والجاذبية والحوار مع شخصيات افتراضية، ومشفوعًا بألوان التزين الفنى."،وهذا ما تجلي في العرض الأسباني،ذو
الطابع الفردى، والمضمون النفسى المتأصل،والعاكس لمعاناة(اوفيليا)، كشخصية درامية وحيدة تعانى أزمة، واغتراباً نفسيا،واجتماعياً،بعد قتل حبيبها لوالدها، تَجسد من خلال صوت أحادى منفرد فى شكل مناجاة استحضرتها الشخصية الرئيسة من خلال فعلى التخيل والاستدعاء.
- يشير التعريف السابق، إلى ضرورة توظيف المقومات الفنية الجمالية،والتي تجلت في العرض، لكسرأحادية الصوت الفردي،وتدفق ايقاع الأحداث مثل آلية الإسترجاع في الفلاش باك التشخيصي التي جسدت فيه الممثلة الأسبانية"كارلوتا بيرثال" حوار (هاملت،وشقيقها لايرتس،ووالدها بولنيوس "،واستشرافها للمستقبل بحركة ترددية بين الأزمنة المختلفة،لتصير العزلة ضرورة حتمية لها،فلجأت الي الوجود البدائي المتمثل في رفضها لواقعها الحيواني،بأن اكلت اوراق الشجر،والنباتات .
-لقد اعتمد المكسيكي "ريكاردو مينا روسادو"مخرج العرض على آلية المزج بين لغة سمعية ذاتية انفعالية مشحونة بالتوتر والاضطراب النفسى،وردت في حوار المؤدية،والموسيقي المصاحبة، ولغة حركية بصرية لتجسيد هذا التوتر،من خلال التعبير الجسدي والحركي،داخل دائرة مغلقة من مصابيح الإضاءة الحمراء، مما ساهم فى حالة التجسيد التصويرى للموقف الدرامى،ومنح الرؤية الجمالية،والإشارية للمتلقي،مما حقق انزياحًا وخروجًا عن المسرح التقليدى السائد, وحقق تواصلًا حميميًا، وايجابيًا مع المتفرج الذى يرى، ويفكر،ويبلغ الغايات الدلالية من رسالة اوفيليا .
- لكن يظل الإستشراف المستقبلي لمصير "اوفيليا"هو السؤال الوجودي الذي يطرحه المتلقي علي نفسه،هل العزلة الإجتماعية هي الحل لأزمة الوجود البشري في صراعه الآني للشعوربالحرية،والسلام النفسي؟.
تختلف العزلة عن الوحدة؛ إذ يشعر الشخص بالعزلة الاجتماعية سواء أكان بمفرده، أم بوجود أشخاص آخرين من حوله،وهذا،هو الحدث الرئيس في عرض"اوفيليا النباتية" التي اتخذت قراراً فردياً بإرادتها، أما الوحدة فهي غالباً ما تكون مفروضة علي الفرد ؛ كفرض الوحدة بسبب بُعد الآخرين للسفر،اوالشعور بعدم الإهتمام والعاطفة من المقربين .
-العزلة نوعان:عزلة إيجابية،او( الخلوة مع النفس ) نحتاجها من فترة الي أخري في التأمل والتفكير العميق قبل اتخاذ القرارات الحاسمة،وعزلة سلبية كعزلة"اوفيليا النباتية " التي ابتعدت عن الناس ،لأسباب نفسية،وبيئية ،وتربوية تمثلت في رفضها للواقع العبثي القدري، الذي قاد حبيبها الي قتل والدها،ومبارزة أخاها بسيف مسموم،فالموت الذي خيم علي واقعها المجتمعي جعلها ترفضه بالعزلة خوفا من هذا العنف المتجلي فيه،والذي شعرت فيه بقلة الثقة والخوف من هذا المجتمع .
فهل ما نفعله يوميا بالعزلة عن الأخرين،وقضاء أغلب وقتنا في تصفح وسائل التواصل الإجتماعي مع أشخاص افتراضيين لهو مشكلة تدعونا للإعتراف بها ؟ حتي لا نستشرف مصيراً، كمصير "اوفيليا النباتية" المحتوم بالموت .

★ لقد شاهدت هذا العرض علي موقع اليوتيوب



#حسام_الدين_مسعد (هاشتاغ)       Hossam_Mossaad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرح الشارع_الوجود والوعي
- ميكانيكا الكم ما بين الإيقان،والإرتياب أو يوربيدس الجديد (قر ...
- القدريات بين مطرقة المجربين،وسندان المارقين (نص شكسبير في جب ...
- مصطلح مسرح الشارع وغياب المفهوم عربيا
- إشكالية الكتابة النصية للمسرح الجامعي
- أسئلة الفضاء العمومي العربي وإجابات التلقي النقدي حول مفهوم ...
- مسرح الشارع وما بعد الحداثة تعديل المقال المنشور يوم ١& ...
- مسرح الشارع،ومابعد الإنسانية
- مسرح الشارع -الثابت ،والمتغير بين الفضاء وتقنيات الإداء
- -النص المسرحي القصير -بين الإستنساخ والوجه الآخر للمفهوم
- قراءة في كتاب -تمظهرات الحلم في بنية النص المسرحي -تأليف أد/ ...
- -المثليه الثقافيه-رسالة تحذيريه من -جندر مان-
- التراث و مناخ الأسئلة في المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنو ...
- الحلقة العاشره والأخيره -من التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع ...
- -المدينة البلاستيكيه-مونودراما مسرحيه
- التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه-ال ...
- التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه-ال ...
- التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه- ا ...
- التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه-ال ...
- التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه-ال ...


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - العزلة الإجتماعية ...صرخة -اوفيليا-النباتية