|
مفهوم دولة القانون
خيري فرجاني
الحوار المتمدن-العدد: 7641 - 2023 / 6 / 13 - 00:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دولة القانون.. ويطلق عليها أيضا الدولة القانونيّة، أو دولة الحقوق، أو دولة العقل، وتعرّف دولة القانون على أنها الدولة الدستوريّة التي يتمّ فيها تقييد ممارسات السلطات الحاكمة، ويرتبط هذا المفهوم بالفكر القانوني القارّي الأوروبى، خاصة بالمفهوم "الأنجلو أمريكي" لسيادة القانون، وتقتصر سلطة الدولة في دولة القانون على حماية الأفراد من الممارسات التعسفيّة للسلطة، حيث يتمتع المواطن في ظل دولة القانون بالحرية المدنية الكاملة بشكل قانوني. ويعتبر مصطلح "دولة القانون"، هو مصطلح سياسي ذو أبعاد قانونية، يشير إلى النظام السياسي الديمقراطي الذي يؤمن بالفصل بين السلطات، ويستند إلى القانون كمصدر رئيسي للحكم والسيطرة على السلطة، والحفاظ على حقوق المواطنين في إطار دولة المؤسسات التي تنظم اداراتها مجموعة من القوانين، بطريقة مستقلة عن السلطة السياسية والشخصيات النافذة في الدولة، ويكون الجميع تحت سيادة القانون دون استثناء. وهذا المصطلح شكل نظرية دستورية انتشرت ملامحها في أوربا أواخر القرون الوسطى، حيث بدأت في بريطانيا عام 1215م، كمجموعة من القواعد والقوانين لحماية حقوق الأفراد من تعسف السلطة المطلقة. ثم بعد ذلك جاءت الثورة الفرنسية متأثرة بأفكار "جان جاك روسو"، "ومونتسكيو", التي نصت على انه لا توجد سلطة في فرنسا فوق القانون. بعد أن كانت الكنيسة المسيحية تحتكر السلطة المطلقة وتحكم باسم الله. من هناك تشكلت الدول الديمقراطية على أسس قانونية، تضمن لها السلطة وتحفظ حقوق الافراد وحرياتهم العامة. ولكن هناك من يفصل بين دولة القانون - كمفهوم سياسي- يعبر عن طموح الافراد والجماعات المحكومين لمواجهة السلطة الحاكمة، وبين دولة القانون كمفهوم قانوني يكمن في نظرية الضوابط القانونية واللوائح والدساتير التي تستخدمها السلطة الحاكمة كشعار سياسي تمارسه لإضفاء الشرعية القانونية بمواجهة الافراد والجماعات المحكومة من قبل السلطة. وهذا الرأي لا ينطبق على دولة القانون، لأنها تنفي وتنتفي في سماتها المفهوم القانوني للنظم الديمقراطية. بل ينطبق على الدولة الدكتاتورية او البوليسية التي يخضع نظامها السياسي الى مفهوم الضبط الإداري واحتكار السلطات بيد الحاكم دون أي فصل أو تمييز بين عمل تلك السلطات. ومن هنا يتضح بأنه لا يمكن لأي دولة التمتع بالديمقراطية والحرية دون أن يكون بها أولا دولة القانون. ويأتي مفهوم دولة القانون مستندا على الأفكار التي قدّمها الفيلسوف الألماني كانت، في كتاباته الأخيرة (1724-1804) ثم تلا ذلك تبنى افكار دستور الولايات المتحدة، والدساتير الفرنسية في أواخر القرن 18. وعرف مفهوم دولة القانون على أنها الدولة الدستوريّة، ويستند في ذلك على سيادة الدستور المدون للدولة، ومن ثم بنى منهجه على الدستور والحكومة الدستوريّة، ومن هذا المنطلق صاغ الإشكاليّة الرئيسيّة للدستور: "يستند الدستور لدولة ما على قيم مواطنيها، والتي تؤدي إلى صلاح هذا الدستور"، ومن هنا كانت تلك الفكرة هي الأساس في النظريّة الدستوريّة للقرن الحادي والعشرين. ومن هنا يجب أن تُصبح الدولة عبارة عن مجتمعٍ كبير يضم أعدادا من الناس، بحيث يعيش هؤلاء في ظل الضمانات المشرعة للحقوق الخاصة والعامة التي يضمنها الدستور، ومن هنا يهدف الدستور بشكلٍ مسبق لاعتبارات تحقيق العدالة والمثل الأعلى والإنصاف في حياة الأفراد برعاية قانونية. أهم مبادئ دولة القانون: 1- تقوم الدولة على سيادة الدستور الوطني، وتضمن السلامة والحقوق الدستورية لمواطنيها 2- المجتمع المدني شريكا مساويا للدولة بهدف الوصول إلى مجتمع مدني متفتح وعادل ومتناغم مع الدولة في ظل سيادة القانون 3- الفصل بين السلطات الثلاث "التنفيذية والتشريعية والقضائية" كاجزاء من الحكومة تحد من سلطة بعضها البعض، وتوفر الضوابط والتوازنات بينها. 4- السلطة القضائية والسلطة التنفيذية مرتبطة وملتزمة بالقانون (لا تعمل ضد القانون)، والسلطة التشريعية تكون مقيدة بمبادئ الدستور. 5- مراجعة قرارات الدولة وأفعال أجهزة الدولة عن طريق جهة مستقلة، بما في ذلك قضايا الاستئناف والطعون 6- التسلسل الهرمي للقوانين، واشتراط الوضوح والتحديد، وتفعيل شفافية الدولة، واشتراط تبريرات منطقية لجميع أفعال الدولة 7- توفر المصداقية في أفعال الدولة، وحماية التصرفات الماضية التي حدثت بحسن نية من الإجراءات التي تتخذها الدولة في وقت لاحق، وحظر الرجعية 8- مبدأ التناسب في أفعال الدولة، واحتكار الاستخدام المشروع للقوة فالدولة هى الجهة الوحيدة المسموح لها أن تمارس القوة.
#خيري_فرجاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دور الإسلام السياسي في نشر خطاب الكراهية
-
اللوبي الإخواني داخل أوروبا:
-
جدلية الفكر والتكفير
-
الأمن الغزائي العربي في ظل التحديات الراهنة
-
أهمية التكامل الاقتصادي العربي
-
العقد الاجتماعي
المزيد.....
-
فيديو جديد من داخل الطائرة الأذربيجانية يظهر ما حدث لجناحها
...
-
-حزب الله- يدين بشدة الهجمات الإسرائيلية على اليمن بمشاركة أ
...
-
الكويت: ضبط 1.8 حبة كبتاغون داخل مقاعد وطاولات قهوة
-
عدد خطوات المشي المطلوب يوميا لمكافحة الاكتئاب
-
-النسر الأصلع- يصبح رسمياً الطائر الوطني للولايات المتحدة بع
...
-
الجيش الإسرائيلي يؤكد شنّ غارات على مواقع متفرقة في اليمن
-
قفزة في بلاغات الجرائم الإلكترونية بالمغرب.. وخبراء يكشفون ا
...
-
دعوات أمريكية لمنع عودة ترامب إلى السلطة والرئيس المنتخب يحذ
...
-
بوتين: الأوكرانيون -يعاقبون أوروبا- و-يعضون يدها-
-
سحب الجنسية الكويتية من 3700 حالة جديدة
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|